سعد الدوسري
يبدى معظم المغردين امتعاضهم مما يسطره بعض كتّاب الصحف في مجال المديح، وخاصة للذين يدفعون المال، ويعتبرون مثل هذه المقالات شكلاً من أشكال التطبيل. ويحاول هؤلاء المغردون أن يوصلوا رسالة مفادها، أنّ زمن التطبيل انتهى منذ زمن طويل، ولم يعد هناك مَنْ تنطلي عليه مثل هذه المقالات التي لا تستهدف الحقيقة، بقدر ما تستهدف المصالح الشخصية.
إنّ مثل هذا التوجّه، لدى بعض كتّابنا وبعض مقدمي البرامج الحوارية، يدل دلالة قاطعة على أننا لا نزال نفتقد للمهنية في العمل الإعلامي، والمشكلة أنّ مَنْ يقود هذا التوجه، هم مَنْ يصرّون في كل مناسبة وفي كل غير مناسبة، على الترويج بأنهم مؤسسو المهنية الصحفية، وأنهم الوحيدون الذين يفهمون في مجال الطرح الصحفي والتلفزيوني. وربما يُخدَعُ بعضُ الشباب المحبين للعمل الإعلامي المهني، بمثل هذا التنظير. أقول «بعض»، لأنَّ معظم شبابنا والحمد لله، قد تكشّفتْ لهم الحقائق، وعرفوا من هو المهني الصادق، ومن هو المهني المطبّل. ولكن قد يتولى هؤلاء البعضُ من شبابنا المتأثر بالتطبيل، مسؤوليةً إعلامية، فينجرفون وراء هذا الصراخ الانتهازي، وهو ما قد يشوِّه الصورة المهنية الصادقة، على أساس أنّ الصراخ التطبيلي هو القاعدة، والحرفيّة الموضوعية هي الاستثناء. ولو تحاورتَ بشكل حيادي مع مجموعة من جمهور الصحافة والتلفزيون، سيؤكدون لكَ أنّ وجود هذا الأساس التطبيلي، نابعٌ من توجُّه عام في الإعلام المحلي، وهذا غير صحيح، وإلاّ لكان كلُّ الكتّاب مطبّلين صُرّاخيين.