سؤال الدم ">
لمن أشتكي؟ كيف يشكو الذبيحْ؟
نجاوايَ في لهَواتِ الضريحْ!
وأينَ الفرارُ؟ وكلُّ الجهاتِ
دمٌ كاشرٌ والعَشايا فحيحْ!
يُسَرِّبُني الصبحُ نَبْضَ المَلالِ
فيعثُرُ بي وجهُ ليلٍ قبيحْ
تجاعيدُه نخوةُ الجاهليِّ
فلا تستريحُ وليستْ تُريحْ
وباطنُه كغموضِ الكهوفِ
يشيخُ عليهنَّ شرحٌ كسيحْ
وتسكنُهنَّ أفاعي الفراغِ
وشيطانةٌ من ذَراري سَطِيحْ
تَدِفُّ على شهَواتِ الظلامِ
وفي مَحجِريها غرابٌ يصيحْ
* * *
عجنتُ خُطايَ بملحِ الطريقِ
وماطلَ صوتي صدىً مستريحْ
وأفضتْ إليَّ خُطا الهالكينَ
بشِعرٍ خَضيبِ القوافي قريحْ
يمجُّ عليَّ سُعالَ الحروفِ
فيغمزُني الخوفُ أنّى أشيحْ
* * *
بريءٌ أنا من دمِ العُدوتينِ
وتاريخُ وجدي صحيحٌ صحيحْ
فما كنتُ في ملأِ السامريِّ
ولا أنا حاولتُ صلبَ المسيحْ
ولا أنا أوقدتُ جُرحَ الحُسين
ولم أحتطبْ في ركابِ المبيحْ
ولم أتواطأْ مع الذكرياتِ
على موجَعٍ من هواه طريحْ
ولا أتسكّعُ بين الظنونِ
ولستُ أعاقرُ خمرَ المديحْ
إذا اتّـخَمَتْ بالقبور الرحابُ
تناسلَتِ الروحُ رندًا وشِيحْ
بريءٌ! وقلبي على غيمةٍ
ترتِّبُ ميعادَ خِصبٍ فصيحْ
* * *
نصبتُ الفِخاخَ لأصطادَ عمري
وعدتُ قريحًا كصيّادِ ريحْ
* * *
19-8-1436هـ، 6-6-2015م
- عبدالله بن سليم الرشيد