سعد الدوسري
في مبادرة مبتكرة وبالغة الإنسانية، أرسل وزير التجارة والصناعة د. توفيق الربيعة خطابات شكر وتقدير إلى أمهات الموظفين الذين التحقوا بالوزارة مؤخراً، ولقد لقيت المبادرة تفاعلاً وقبولاً لدى مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي. ولقد تمّتْ صياغتها بلغة راقية ومدروسة بعناية:
- نسعد في وزارة التجارة والصناعة باستقطاب أفضل الكفاءات والمواهب للانضمام لفريق العمل، ليسهموا معنا في تطوير بيئة عمل رائدة ومنتجة. وحيث إننا رأينا في ابنكم السمات التي نبحث عنها، فإننا نعزو الفضل إليكم - بعد الله- في تربيته ودعمه، ليكون عوناً لنا في دفع عجلة الوطن نحو الرقي والازدهار. باسمي واسم زملائي منسوبي وزارة التجارة والصناعة، أتقدَّم بالشكر والتقدير على جهودكم في تحفيز قدراته، مقدِّراً لكم إخلاصكم وتفانيكم.
إنَّ مثل هذه اللمسات الرقيقة، وإنْ كانت ذات تأثير محدود في نظر البعض، إلاَّ أنها ستجعل إحساس الموظف بالعمل عالياً وإخلاصه كبيراً، لكون الوزير تواصل مع أمه وشكرها على تربيته، ومنْ الصعب بعد ذلك أن يخيب أملها وأمله. وكل هذا التحفيز الذي سيستمر في ذاكرة الموظف، إلى أن يصير وزيراً ربما، لم تكلّف أكثر من ورقة قيمتها هللة واحدة.
وحين نتحدث عن الورقة، فهناك ما جعلني أقف حائراً لوقت ليس بالقصير. فضمن سياق التفاعل مع المبادرة، تم نشر صورة لأحد الخطابات، وقد قام ناشرها بمحو اسم الأم واسمه، وكأننا لا نزال نخجل من أسماء أمهاتنا! وهذا ما يتناقض أشد التناقض مع روعة فكرة التكريم.