إبراهيم بكري
(من السهل أن أركب موجة الغضب لأكتب بعاطفة أن رئيس الهلال «فاشل»؛ ويجب أن يرحل, لكن عندما أكتب هنا أحرص على تطبيق ما تعلمته في بلد الابتعاث بمجال تخصصي الإدارة الرياضية. هي معايير لا أكثر، لا تعترف بالعاطفة, مقياسا للأداء وفقاً لمعطيات كثيرة، لا تعتمد فقط على تحقيق بطولة أو خسارة مباراة ديربي، هي حزمة من المعايير لقياس أداء الإدارة فنياً واستثمارياً واجتماعياً في مراحل مختلفة من الموسم الرياضي.
امنحوا رئيس الهلال وإدارته فرصة، فإنهم قريبون من «النجاح» أكثر من «الفشل»!!).
نسخ لصق من مقال لنا نشر الاربعاء 25 صفر 1436.
هذه السطور عندما كتبتها حينها كنت أشعر أجذف عكس أمواج الزعيم, كثير من الجماهير والزملاء تفاعلت ضد مقالنا واليأس يسكن أجسادهم بأن إدارة الهلال «فاشلة» ولن تنجح في تحقيق أي منجز أو بطولة في هذا الموسم !!.
ما أريد أن أصل إليه هنا أن الإدارة الرياضية كعلم لا تقاس بالعاطفة بل المعايير العلمية هي المقياس الحقيقي لتقييم الأداء.
الإدارة هي عبارة عن مجموعة من الأفراد يقودهم الرئيس و منظومة العمل في النجاح و الفشل يتحملها الجميع , رأس الهرم يتحمل النتائج السلبية أو الايجابية بصفته صاحب القرار الأول.
في نهاية الموسم تكون الرؤية أكثر وضوحاً لتقييم عمل أي إدارة, كنت مؤمناً إن إدارة الهلال ناجحة في هذا الموسم و سوف تحقق المنجزات وهذا ما حدث:
- الهلال بطل كأس خادم الحرمين الشريفين
- الهلال النادي السعودي الوحيد المتأهل للنهائيات أبطال آسيا
- وصيف كأس ولي العهد
- ثالث الدوري ليتأهل لتصفيات أبطال آسيا القادمة
- وصيف كأس آسيا للأبطال
وفقاً لكل هذه المنجزات يعتبر الهلال مقارنة بالأندية السعودية الأخرى «الأفضل» في هذا الموسم, وصول الفريق لثلاث نهائيات معيار صادق لعمل إداري و فني ناجح.
لا يبقى إلا أن أقول:
لا يمكن تجاهل الدور المؤثر الذي لعبه رئيس الهلال المكلف محمد الحميداني في عودة الثقة بعد الهزة النفسية التي تجرعها الفريق بعد خسارة النهائي الأسيوي و كأس ولي العهد .
لكن «الحميداني» هو جزء من فريق عمل الإدارة الهلالية التي كان يرأسها عبدالرحمن بن مساعد و النجاح في الإدارة الرياضية لا ينسب للفرد بل لجميع فريق العمل بالإدارة المستقيلين و المستمرين لأن النجاح في نهاية الموسم عمل تراكمي لجهود بذلت في بداية الموسم و منتصفه.
لكل قائد صفات تميزه عن غيره , محمد الحميداني «عقلاني» أما عبدالرحمن بن مساعد «عاطفي» يتأثر بعاطفة الجماهير لذلك أستقال قبل أن يتذوق ثمار غرسه !!.
وفي الإدارة الرياضية دائما ما ينتصر «العقل» على «العاطفة», ها هي وصفة النجاح يا نواف بن سعد رئيس الهلال القادم, سوف تغضب الجماهير عند الخسارة و تفرح عند الفوز عليك أن تقود الهلال بعقلك و ليس بعاطفتك.
ختاماً لقد راهنت في الموسم الماضي على نجاح محمد الحميداني و خصصت له مقالاً يبرز صفاته و أطلقت عليه لقب «المفاوض الذكي» كل ما تحتاجه الرياضة السعودية شخصيات تحمل نفس صفاته , ذكي , شجاع , عقلاني !!.
** هنا يتوقف نبض قلمي، وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت - كما أنت - جميلٌ بروحك. وشكراً لك.