فهد بن جليد
مشهد طريف لشاب يحاول أن يعطي (فتاة) رقم هاتفه في سوق - على طريقة (مغازلجية زمان) - وبعد أن رمى الورقة التي فيها الرقم، اصطدم من (العجلة) بزجاج السوق، معتقداً أنه (باب الخروج)، ولم يكن يعلم أن الفتاة كانت توثِّق كل ما جرى بكاميرا الهاتف، وهي تقول له هيّ تعال.. هيّ تعال!
نشر المقطع (المضحك) كان أكبر عقاب لهذا السلوك، فتويتر و(جماعته)، متورطين (علمياً وأكاديمياً) بكسر حاجز (الخجل) بين الجنسين من شبابنا، ليصبح كل منهما أمام الآخر وكأنه (وجه ابن فهره)، والأخير شخصية فنية اعتبارية تعني (المرشوش وجهه بمرق)، كان التلفزيون السعودي - الله يذكره بالخير - يقدمها في رمضان (بداية الثمانينات) لينتقد السلوك الخاطئ آنذاك!
لو كنت مسؤولاً في التلفزيون لعمّدت الفنان (سعد خضر) بإعادة إنتاج المسلسل من جديد، ولكن هذه المرة لانتقاد وجيه (ابن فهره) الذين خرجوا علينا من شبكات التواصل الاجتماعي، التي باتت سبباً رئيسياً لأمراض (الوقاحة) العجيبة التي يتحلَّى بها بعض شباب (هاليومين)!
جيل (سناب شات)، و(أنستقرام)، و(تويتر) - إلا من رحم ربي - لم يعد يخجل من أي سلوك يصدر منه، ولا يُقيم وزناً للآخرين من حوله، وكأنه مُبرمج بطريقة (مُتصل) مع عالمه الافتراضي، فالحوار الذي انتجته لنا هذه الشبكات في الغالب حوار (حاد سلبي)، أناني بطبيعته، يعتمد على الفردية المشوّهة، ليؤثِّر سلباً على واقع بعض شبابنا المُعاش دون أن يعلموا!
وعلى رأي زياد الرحباني (شيء عجيب كيف ماشي؟ مخشخش من دون خشخاشي)، لا أعرف هل المقصود (كباب الخشاش) الوجبة اللبنانية الشهيرة؟ أم نبتة (الخشاش) الممنوعة؟ تبدو النوايا واضحة من بداية الأغنية وهو يقول: (بدو ينقطع البنزين بهاليومين) ليرد عليه الآخر (مش راح ينقطعوا الاجرين) أي الرجلين، وكأننا مستمرين حتى لو لم يكن هناك (إنترنت)؟!
دراسة أكاديمية سعودية تقول: من إيجابيات (شبكات التواصل) في المجتمع، أنها ساهمت في مخاطبة (الجنس الآخر) والتواصل معه، ومناقشته دون خجل!
في المشهد أعلاه ما زال هناك بقية من (زمن الطيبين)؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.