الجزيرة - الرياض:
في الوقت الذي يشكل البحث عن فرصة عمل في القطاع الحكومي هاجسا للكثيرين من الشباب، ما زال العمل في القطاع الخاص يمثل محطة عبور يتطلع من خلالها الموظف للعمل الحكومي إما بسبب بيئة العمل وغياب المحفز في بعض الشركات أو رغبة في عدد ساعات عمل أقل، إلى جانب الاعتقاد السائد بأن الأمان الوظيفي في القطاع الخاص شبه مفقود رغم الجهود الكبيرة من وزارة العمل لحماية حقوق الموظفين، إلا أن شركة الغاز والتصنيع والأهلية «غازكو» على سبيل المثال وهي إحدى شركات القطاع الخاص وضمن الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودي أعطت صورة مغايرة لبيئة العمل، إذ أن موظفي الشركة يستمرون في العمل بها لسنوات طويلة دونما رغبة في الخروج منها.
«الجزيرة» التقت عددا من موظفي «غازكو» واستجلت آراءهم حول العوامل المحفزة لهم على الاستمرار في العمل بالشركة ومميزات بيئة العمل، وتحدث بدايةً الموظف سليمان العريني الذي قضى أكثر من عقدين من الزمان في الشركة حيث بدأ العمل في عام 1993م بنصيحة من أحد أقربائه الذي كان يعمل في الشركة أيضا. قائلاً: «بدايتي مع شركة الغاز كانت في العمل على خطوط الإنتاج لمدة 8 سنوات وانتقلت بعدها للعمل في المناولة، حيث أعمل بنظام الورديات الصباحية والمسائية حسب حاجة العمل وغالب فتراتي تكون صباحية حيث تكون ذروة العمل في الفترة الصباحية ويهدأ العمل بعد الظهيرة».
وعن بقائه كل هذه السنوات في الشركة قال: «عند بداية عملي في (غازكو) لم أكن أتوقع أنني سأستمر كل هذه السنوات ولكن اليوم أنا سعيد بها، وبما حققت وأيضا فخور بالصداقات التي كونتها طوال فترة عملي، وأرى أن الجميع هنا كالعائلة الواحدة. وعن التغير خلال العقدين الماضيين قال: «بالتأكيد أن هناك تغيرا كبيرا حصل سواء في طريقة العمل أو الإنتاج وحتى المباني».
فيما قال الموظف عبدالله الرويسان الذي عمل في الشركة أيضا من عام 1993م والذي كان قبل ذلك يعمل في صناعة المفاتيح: «بدأت العمل في خطوط التعبئة وتحديدا في وحدة «التقفيص» وهي المسؤولة عن فرز إسطوانات الغاز داخل المحطة وتتطلب الكثير من التركيز والقوة البدنية في نفس الوقت، وعلق الرويسان على تسرب الموظفين من القطاع الخاص بقوله: «العمل يحتاج للانضباط أولا سواء في القطاع الحكومي أو الخاص والموظف الجيد يفرض نفسه على أي شركة، وأنا شخصيا أرى أن الشباب السعودي منضبط ولديه ولاء أعلى من أي موظف آخر، ولو كان لي ابن لنصحته بالعمل في هذا القطاع وتحديدا في «غازكو» بسبب بيئة العمل الرائعة التي رأيناها خلال فترة عملنا، والحديث عن الأمان الوظيفي غير دقيق، حيث أن الموظف هو من يصنع أمانه بعد الله بالانضباط والإنتاجية والعمل الجاد».
من جهته قال ثويني الثنيان أحد منسوبي «غازكو»: «بدأت العمل في الشركة عام 1991م، بعد أن تركت مهنة الزراعة حيث نصحني أخي بالعمل في الشركة، بدأت في فرع جدة لمدة سنتين وانتقلت لفرع الرياض لمدة ثلاث سنوات ثم انتهى بي المطاف في فرع القصيم حيث أشرف على عمل دائرة الإنتاج، وأنا سعيد بما قدمت خلال فترة عملي ولا يكدر خاطري إلا أمر واحد فقط وهو غيابي لمدة يوم واحد في عام 93م، وأنا باقي في الشركة إلى أن أبلغ سن التقاعد فالشركة كأنها بيتي الثاني ولها ولاء كبير في نفسي بعد أن بنيت نفسي من خلال عملي فيها ولله الحمد». وعن ما كانت وما أصبحت عليه الشركة قال الثنيان:»لا شك أن العمل اختلف كثيرا من عام 1991م إلى اليوم وما ألاحظه اليوم في الشركة أن الإدارة تقابل أغلب الطلبات بالموافقة طالما أن هناك إنتاجية من الموظف، وأشيد بالمرونة العالية التي نلمسها منهم بمعنى أن طريقة العمل أصبحت قدم عملا وخذ ما تريد، أيضا العمل أصبح أكثر سلاسة وسهولة بفضل خطوط الإنتاج الحديثة التي وفرتها الشركة والتي ضاعفت كميات الإنتاج بشكل كبير».