جاسر عبدالعزيز الجاسر
أن يعلن عن الاقتراح السعودي بإعلان هدنة إنسانية في اليمن لوقف المعارك خمسة أيام على أن يوقف الحوثيون اعتداءاتهم على المدنيين، ويبدؤوا بتسلم الأسلحة المنهوبة للقيادات الشرعية في اليمن، وأن يكون هذا الإعلان في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع عادل الجبير وزير الخارجية في المملكة؛ فليس هذا يعني سماع (النصائح) الأمريكية، إذ إن المملكة قد سبقت هذه النصائح.
فقبل يومين من الكشف عن المقترح، أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن إنشاء مركز موحد في المملكة لتنسيق المساعدات لليمن المقدمة من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة والدول المانحة، وقد دعمت المملكة جهود الإغاثة بمئتين وأربعة وسبعين مليون دولار أمريكي.
لماذا هذا القول، والمملكة معروف عنها دعمها لكل عمل إنساني، إلا أنه ونحن في عهد العاصفة، وزمن الاعتزاز والشفافية في مشاركة جميع المواطنين نفصح بأن مراكز عملاء نظام إيران، والجوقة الإعلامية التي يقود أوكستراها الملا حسن نصرالله، ويسمع عنتريات هذا المعتوه الذي وصل الأمر عنده ومن معه من مرتزقة السياسة والإعلام، بأن وصول الذراع الإيرانية لليمن عبر الحوثيين سيهز الأمن والاستقرار في المملكة العربية السعودية. فهؤلاء -أيّ الحوثيين- سيقوّضون الأمن والاستقرار اللذين تفاخر بهما دائماً السعودية، وأنهم سيدخلون الرعب في منازل السعوديين.
هؤلاء من مرتزقة طهران وورثة خميني من «تنابلة بيروت» الذين ينتظرون الإملاءات من (الملا) الذي يرفع عمامته قليلاً وبعد أن يحك جبهته يستخرج كذبته أو تهديده الفارغ، ما علم هو وتنابلته كيف ينتفض الحكيم إذا غضب.
والآن وبعد غضبة السعوديين ومعهم الخليجيون وكل العرب الشرفاء أثاروا عاصفة الحزم التي لم تمحُ فقط مقولة (أمن اليمن من أمن إيران)، بل إن عاصفة الحزم ستلغي كل المقولات التي يرددها تنابلة الملا حسن نصرالله عن علاقة أمن نظام إيران بأمن الدول العربية التي لا يزالون يشغلونها للدفاع عن أمن الملالي، إذ بدأت مرحلة تحرير اليمن من أطماع ملالي إيران.
فإن تحرير العواصم الأخرى التي يتبجح ملالي إيران بالسيطرة عليها قادم لا محالة، ولذلك فليس مستغرباً أن يقاوم ملالي إيران الجهود العربية الصادقة في تحرير الدول العربية من هيمنتهم، بل وحتى (النصائح) والآراء التي تقدم ممن يصنفون كحلفاء وأصدقاء فكل ما يُعرض يُدرس ويُحلل وتفهم مقاصده، فما يخدم القضايا العربية ويسير متوافقاً مع الصحوة العربية التي أطلقتها عاصفة الحزم تجد لدينا آذاناً مصغية للنصائح معززة بالنزعة الخيرة الدائمة للسعوديين كداعمين للعمل الإنساني والإنمائي.