من البرنامج التجريبي لرسوم الأطفال (حكاية شعبية من إفريقيا)
حكم الملك البلاد الواقعة على نهر النيل العظيم، وكان لهذا الملك ابن وحيد اسمه سامبا، عُرف بلطفه وطيبته، وحين كبر أصبح وسيماً وقوياً، وماهراً في كثير من الأشياء، ورغم ذلك فقد ظل الملك يشعر بالقلق، لأن ابنه يتجنب الاشتراك في الألعاب التي تعرضه للخطر ولم يكن يخرج للصيد ويرتعد خوفاً إذا شاهد آثار أقدام أسد. إلا أن اليوم الذي سيتولى به سامبا قيادة الجيش قد حان، وبدأ الناس يتحدثون عن قوة سامبا وقدرته على حمايتهم والدفاع عنهم.
وذات صباح، استيقظ الناس ليجدوا أن مواشيهم وأغنامهم قد سرقت فبحثوا عن سامبا ليسترد لهم حيواناتهم، إلا أنهم لم يجدوه، مما اضطر الملك أن يتقدم على رأس المحاربين ليقاتل اللصوص ويسترد ما سرق.
وبعد عدة أيام، ظهر الأمير سامبا وأخذ يردد قصة يحكى فيها كيف خاطر بحياته وهو يطارد أسداً كبيراً في الغابة.. إلا أن الناس لم يصدقوا هذه القصة!!! وبدأو يتساءلون فيما بينهم.. فقال أخيهم: «لماذا اختفى سامبا في هذا الوقت بالذات؟ لابد أنه جبان.. وسرعان ما ترددت هذه الكلمات بين الناس.
لم يستطع سامبا أن يتحمل كل هذا، فعقد العزم على أن يركب حصانه الأسود ويتوجه إلى بلاد لا يعرف شعبها الحرب ولا العنف. وفي أثناء رحلته الطويلة، لازم الخوف سامبا، ففي النهار كان يخاف اللصوص وقطاع الطرق وفي الليل كان يخاف الحيوانات المفترسة، إلا أنه بدأ باستعادة طمأنينته حين اقترب من أسوار المدينة التي ترتفع إلى جوار النهر، فعبر البوابة راكباً فرسه في عظمة ومهابة. وأثناء مروره من أمام القصر الملكي، لمحت ابنة الملك الأمير الوسيم، فطلبت من خدمها دعوته لمقابلتها، فحضر الأمير للقاء الأميرة التي أعجبت به كما أعجب بها.
وهكذا تزوج سامبا من الأميرة في احتفالات عظيمة وعاشا في سعادة وهناء.
وفي يوم من الأيام قالت الأميرة: «سأشعر بالفخر الحقيقي حين أراك يا زوجي الحبيب تقود شعبنا في المعركة، إنها فرصتك لتكسب شهرة واسعة كمحارب شجاع ولتتغنى بك المدينة وبأعمالك البطولية». فأجابها محذراً إياها: «لا تتكلمي ثانية في مثل هذه الأشياء لقد تركت بلدي كي أتجنب وحشية المعارك ورؤية الدماء، وإذا طاردتني الحروب هنا فسأترك هذه المدينة إلى الأبد». ظنت الأميرة أن زوجها يمزح، فقد كان من المستحيل تصور إنسان قوي وذكي مثل سامبا أن يخاف المعارك.
لم يمض وقت طويل من أغار اللصوص على المدينة في الليل وقتلوا وسلبوا أعداداً كبيرة من قطعان الماشية وفي الصباح أصدر الملك أوامره بقرع طبول الحرب وأمر أن يتولى الأمير سامبا قيادة المعركة وما إن سمع سامبا الهتافات حتى اختفى عن الأنظار، وحين بحثت زوجته الأميرة عنه، وجدته مختبئاً في أحد مخازن القصر المظلمة بذلت الأميرة جهداً كبيراً ليترك سامبا مخبأه ويأخذ مكانه في مقدمة القوات إلا أنها فشلت في أن تجعله يشعر بالخجل من نفسه ومن الخطر الذي سيلحق به إذا علم الشعب بما يملأ نفسه من المخاوف، وحين يئست الأميرة قالت بصوت بارد قاس (إذن أعطني سلاحك) ارتدت الأميرة درع سامبا الذهبي المرصع بالأحجار الكريمة، ثم تناولت سيفه وقوسه وسهامه، ووضعت الخوذة فوق رأسها وأنزلت مقدمتها على وجهها حتى لا يستطيع أحد اكتشاف حقيقتها، ثم قفزت على ظهر حصان زوجها الأسود وانطلقت كالرعد على رأس المقاتلين.
عادت الأميرة منتصرة بعد هزيمة المعتدين ودخلت غرفتها على عجل لتطلب من سامبا ارتداء درعه والوقوف إلى الشرفة الخارجية التي تجمع الناس تحتها لوح سامبا وابتسم للشعب المتحمس، إلا أن شقيق الأميرة الصغير أخذت تساوره للشكوك بأن شقيقته هي من كان يقود المعركة، فأخبر إخوته بشكوكه وأكد لهم أنه يستطيع أن يثبت صحة ظنونه.
بعد بضعة أيام عاد اللصوص للهجوم على المدينة، فرفض سامبا أن يقود قواته وترك زوجته تقود المعركة متخفية في دروعه وأثناء المعركة اقترب الشقيق الأصغر من أخته وأصابها بجرح صغير في ساقها، لم تفكر الأميرة بالألم وواصلت قيادة المعركة حتى انتصرت وعند عودتها إلى القصر، طلبت من سامبا وهو يرتدي الدروع أن يجرح ساقه في نفس المكان حتى لا يشك أحد من أنه لم يقود المعركة فانتفض فزعاً: (ماذا؟ أجرح نفسي، هذا هو السبب الذي جعلني ابتعد عن المعركة). تنهدت الأميرة في آسى، لكن في اللحظة التي استدار فيها الأمير ليخرج إلى الشرفة، انحنت وجرحته برمحه في ساقه المكشوفة، وبينما كان يصرخ أسرعت تنادي الطبيب ليعالج الأمير الجريح. وفي الحال انتشر خبر إصابة سامبا، وتأكد الإخوة أن سامبا هو من قاد المعركة والنصر.
وبعد أيام، تجمعت كل العصابات وقررت مهاجمة المدينة للمرة الثلاثة، عندها نهضت الأميرة وقالت لزوجها: (إن جرحي أسوأ مما كنت أظن ولا يمكنني أن أحل مكانك هذه المرة عليك أن تذهب بدلاً مني). قال سامبا: إن للملك ثلاثة أبناء، فليقد واحد منهم المعركة فأجابت الأميرة: إنهم صغار ولن يطيعهم الرجال عندها صاح الأمير: (لن أستطيع الذهاب) فقالت الأميرة: ارتد درعك، واركب حصانك وسألحق بك عند حافة الغابة وهناك نتبادل الأدوار وافق سامبا على الخطة، وما إن جلس على سرج حصانه حتى ضربت الأميرة الجواد بالسوط، فانطلق كالريح فخرج خلفه كل المحاربين ليصبح سامبا وسط المعركة محاطاً بالخطر ولابد أن يقاتل من أجل حياته.
وفي تلك اللحظة توقف سامبا عن التفكير والخوف وحدثت المعجزة فقد أيقن أنه لا مفر عن القتال واكتشف أن الشيء الذي يخشاه كان هو الخوف نفسه، وعندما وجد نفسه يقاتل من أجل حياته نسى الخوف، فانهال بسلاحه على أفراد العصابات.
ألهمت شجاعة سامبا رجاله وسرعان ما انتهت المعركة ليس بهزيمة اللصوص فقط بل بالقضاء عليهم نهائياً.
استقبل الملك سامبا عند بوابة القصر فرحاً: إنني فخور بك يا بني... إنني مدين لك بالقضاء على أعدائنا قضاءً نهائياً فقال سامبا: بل أنا المدين بكل شيء لابنتك لأنها حولت رجلاً جباناً إلى قائد شجاع وجعلته يحرز انتصارين الأول على نفسه والثاني على أعداء الشعب.
** ** **
رسوم
1 - آية نبيل داوود
لازم سامبا الخوف
2 - دينا معاذ بدر
أغار اللصوص على المدينة
3 - مروة إسماعيل معمر
فشل الأمير بإقناع سامبا للخروج
4 - سديل خالد حرب
ذهبت الأميرة للمعركة وانتصرت
5 - رؤى أحمد عبد الرحمن
رفض الأمير الخروج للحرب
6 - مروة عبد المعين
أصبح سامبا (وسط المعركة)
7 - فرح محمود أبو خليلو
شكر الملك سامبا