إعداد - عوض مانع القحطاني:
من أقوال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في خطبه وكلماته في العديد من المناسبات الاجتماعية والعسكرية والتعليمية والدينية والاقتصادية التي وثقتها دارة الملك عبدالعزيز تؤكد هذه الكلمات حرصه على أمن واستقرار الوطن والحفاظ على ثوابت هذه البلاد، وهذه الكلمات التي سطرها لها مدلولاتها وتشير إلى حرصه -حفظه الله- على إبراز دور المواطن وتمسك هذه البلاد بوحدتها وثوابتها الدينية.. حيث لا تجد أي مناسبة إلا وهذه الكلمات وهذه الخطب دائماً حاضرة في ذهنه.. كما أنها منهاج لكثير من الخطط والإستراتيجيات التي يعتمد عليها المخططون.
ولم يغفل الملك سلمان الدور الكبير الذي لعبه الملك عبدالعزيز -رحمه الله- في وحدة هذه البلاد وبناء قاعدة صلبة غرسها الأبناء ملوك هذه البلاد؛ حيث ساروا على نهج والدهم في الحفاظ على العقيدة.. والحفاظ على وحدة الوطن وتلاحم أبناء الوطن لخدمة دينهم ووطنهم.. كان الملك سلمان داعماً ومشرفاً على النقلة الحضارية في عاصمة المملكة.
مدينة الرياض
فقد قال الملك في أحد خطبه عن العاصمة الرياض علينا أن ننظر ونرجع إلى الوراء وكيف كنا وكيف أصبحنا.. وكيف تحولت هذه الصحراء القاحلة إلى مدينة عصرية وهو جهد يوازي أيضاً لما بذل في جميع أنحاء المملكة.. وقال: وعندما أقول نرجع للوراء ونرى ما نحن فيه من أربعين سنة مثلاً أو من خمسين سنة وما نحن فيه الآن فإننا نجد الفارق الكبير، والحمد لله نحن في الحقيقة ربما لا نحس بالتطور الذي وصلنا إليه في جميع المرافق، وخصوصاً في الخدمات الصحية لأننا -والحمد لله- نعيش مشروعاً وراءه آخر.
لكن لو رجعنا قليلاً للوراء ورأينا ما نحن فيه الآن لوجدنا الفارق الكبير ولوجدنا -والحمد لله- أن هناك عناية من الدولة في كل المرافق كاملة، ولن تدخر وسعاً في سبيل رقي هذه البلاد وتقدمها. نحن -والحمد لله- في نعمة يغبطنا عليها الصديق، ويحسدنا عليها من يحسدنا، وإن كنت أكره كلمة الحسد بصفة عامة. لكن ثروتنا الحقيقية وقبل كل شيء هي الإيمان وفي ظل تحكيم كتاب الله وسنة ورسوله، وتحقيق الأمن لهذه البلاد والرخاء والطمأنينة.
نحن أمة وسط
وفي إحدى المناسبات الدينية ومع حفظة كتاب الله قال الملك: لا أعتقد بأن هناك مناسبة أهم من حفظ كتاب الله، والحمد لله في بلد نزل فيه القرآن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، في بلد انطلقت منه الدعوة الإسلامية إلى كل أنحاء الأرض، بين شعب حمل هذه الرسالة إلى أنحاء العالم.. إن هذه البلاد التي تعتز أن يكون دستورها كتاب الله، وسنة رسوله، تعتز بأن في كل مدينة أو قرية مسابقات لحفظ القرآن، وتشجيع الشباب على حفظه.
لقد تحدث المتحدثون قبلي وقالوا عن اعتدال كتاب الله وسنة رسوله، فلا غلو في القرآن، ولا تفريط، بل نحن أمة وسط نفهم الوسطية بالعمل بكتاب الله وسنة رسوله، ولا نغلو في ديننا ولا نفرط فيه.. ويجب ألا يكون هناك دستور لهذه البلاد إلا كتاب الله وسنة رسوله.. لكني أقول بكل صراحة: هل كتاب الله وسنة رسوله يمنعاننا من إصدار الأنظمة أو التنظيمات؟ أبداً بل يدعواننا لتنظيم أمور دنيانا بما لا يتعارض مع الكتاب والسنة، لذلك جاء نصنا ثابتاً في النظام الأساسي للحكم أن دستور هذه البلاد هو الكتاب والسنة، فهل منع القرآن أو السنة إصدار النظام الأساسي للحكم؟.. الأنظمة تتطور.. الأنظمة يعمل بها في كل وقت وتتطور مع تطور الزمن.. لكن الذي لا يتعير أبداً هو كتاب الله وسنة رسوله، فلا شيء مقبول غير ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله، والحمد لله أن هذا نهج هذه الدولة منذ أن أسست، ونهج هذا الشعب غلا من غلا أو فرط من فرط، فالأكثرية الغالبة في هذه البلاد هم أمة الوسط، والحمد لله.
التعاضد والتعاون بين القيادة والشعب
وفي إحدى خطبه عن الذكرى بالبيعة قال الملك سلمان: لقد حققت بلادنا ولله الحمد خطوات كبيرة ومتسارعة في مجال الرقي والتقدم، وفي مجال تنفيذ المشروعات التطويرية التي شملت مختلف القطاعات من تعليم وصحة ورعاية اجتماعية، وتمكنت من تحقيق معادلة مهمة تمثلت في السعي الحثيث للتطور والتحديث، مع الحفاظ على الأسس التي قامت عليها الدولة وتحمل مسؤولياتها أمام العالمين العربي والاسلامي والعالم أجمع، بصفتها خادمة للحرمين الشريفين، وقبلة المسلمين ومهبط الوحي، فبلادنا ولله الحمد تعي مسؤوليتها تماما، وتتشرف بها، وهي تستمد شرعيتها من كتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام.
إن ما تفخر به بلادنا عبر تاريخها هو ذلك التعاضد والتعاون بين القيادة والشعب، والذي نراه في كل لقاء من لقاءات الخير، هذا التعاضد الذي كان مثار إعجاب الجميع، وهو ما نعده صمام أمان لهذا البلد وسبيل الحفاظ على منجزاته، فالشعب السعودي له مكانة كبيرة لدى قيادته التي تحرص على تلمس حاجات المواطنين، وتسعى إلى تحقيق كل ما فيه الخير والرخاء لهم، والشعب ولله الحمد يكن لقيادته كل حب وتقدير، ويدرك حرص هذه القيادة على مصالحه.
تطور العمل الاجتماعي في بلادنا نابع من العقيدة الاسلامية
وعن تطور العمل الاجتماعي في المملكة قال خادم الحرمين الشريفين: لقد تطور العمل الاجتماعي في بلادنا والحمدلله تطورا نابعا من العقيدة الاسلامية التي تحض على مكارم الاخلاق والافعال الطيبة والنبيلة.
المواطنون يعرفون ما تتطلبه مصالحهم الوطنية
وفي كلمة له حفظه الله عن افتتاح دار رعاية الاطفال المعوقين بالرياض أكد أن ما نشاهده اليوم يعطينا دلالات مهمة، ومن اهم هذه الدلالات هو التعاون والتكافل بين المواطنين والدولة وكذلك تعطينا دلالة اخرى وهو ان ابناء الوطن يحسون ببعضهم ويعرفون ما تتطلبه مصالحهم الوطنية.
وان هذه المشاريع توفر علينا مجهودا كبيرا بإرسال أبنائنا المعوقين الى خارج المملكة. وان الدولة تقول يا مواطن اعمل ونحن معك يا مواطن اعمل ونحن نشد ازرك.. وهذا ما هو حاصل والحمدلله.
ونجد الدولة تدعم هذه المؤسسات مادياً ومعنوياً حتى تؤدي بعض الجهد والمجهود المطلوب منها، وان رعاية الدولة للجمعيات الخيرية هذا شيء أعرفه بحكم عملي في الجمعيات الخيرية ويفوق كل تصور، بل ان الدولة في حالات كثيرة وكثيرة جدا تغطي العجز الذي يوجد في الجمعيات الخيرية عندما تقوم بواجبها.
الجامعات والارتقاء بالتعليم العالي
وقال الملك سلمان في احدى المناسبات الجامعية وتخريج الخريجين: تعلمون ان الدولة ايدها الله اهتمت اهتماماً بالغاً بالتعليم العالي وسعت لتأسيس الجامعات والكليات والمعاهد المتخصصة حيث أسهمت تلك المؤسسات في تأهيل الآلاف من الشباب السعودي والشابات الذين يعملون الآن في القطاعات الحكومية والخاصة كافة، ومن اهتمام الدولة بتوسيع فرص التعليم العالي أتاحت مؤخرا الفرصة للقطاع الخاص للاستثمار في مجال التعليم العالي بإنشاء الكليات الاهلية وتأسيسها لتأهيل ابناء الوطن والمقيمين في كافة التخصصات التي تخدم الاقتصاد الحديث.
وإنني أحمد الله على أنه بالرغم من حداثة التجربة، وقصر الفترة الزمنية الا اننا نشاهد اليوم العديد من الجامعات والكليات الاهلية التي أنشئت في مختلف مناطق المملكة.
نشجع أبناءنا على استثمار طاقاتهم في خدمة الوطن
وفي كلمته في حفل تخريج دفعة جديدة من المتدربين بمعهد الإدارة العامة قال حفظه الله:
وأقول بكل صراحة: الوطن بحاجة إلى كل يد عاملة تعمل في بنائه.. الوطن -والحمد لله- يشهد نهضة مباركة، وأقول بكل صراحة: بلادنا -والحمد لله- منذ سنين طويلة وهي تشهد تطورات وراء تطورات فيها الخير والبركة، وإن كنا نطالب أو ندعو لمزيد من الخطوات المباركة، هذا هو طموحنا وهو أمر مرغوب، ويجب ألا يحول للغرور والتكاسل دون تطوير بلدنا وخدمة بلادنا في كل المجالات، بل ونعتبر أنفسنا دائماً مقصرين في خدمة بلدنا، وأن نحاول دائماً أن نقوم بالواجب كما هو مطلوب منا.
هذا يوم عمل، والعمل يجب أن يكون فيه الكلام قليلاً؛ لكن الإنتاج وفير.
صحافتنا والتعبير عن عامة الناس
وعن الإعلام ودورة في التعبير عن عامة الناس قال الملك سلمان عند افتتاحه مبنى جريدة الجزيرة: ولا شك في أن السعادة الغامرة التي تغمرنا جميعاً هذه الليلة ونحن نحضر هذا الحفل الكريم منبعثة من إحساسنا أن هذه البلاد -والحمد لله- بين يوم وآخر تفتتح فيها من المشروعات الكبيرة، سواء الحكومية أو الأهلية الشيء الكثير.
والحمد لله ليس هناك شك في أن هذه المؤسسة الإعلامية لها أثر وتأثير كبير في القارئ في هذه البلاد وفي غير هذه البلاد، لذلك نعتبر أن كل وسيلة من وسائل الإعلام عندنا، سواء هذه المؤسسة أو غيرها من الحكومية أو الأهلية، هي متحدثة باسم هذا الوطن، وباسم هذه الدولة وباسم هذا الشعب.
ومن هذا المنطلق يجب علينا أن تكون وسائل إعلامنا جميعها - كما قلت من أهلية وحكومية - معبرة تعبيراً حقيقياً عن هذه البلاد وعقيدتها وشعبها.
فيجب علينا كإعلام أن نلتمس رضا الناس برضا الله قبل كل شيء، وهذا يأتي عندما نتخذ في إعلامنا السبل، ونسلك المسالك التي تعبر حقيقة عن هذه البلاد، بلاد الرسالة، بلاد الحرمين الشريفين، بلاد العرب، بلاد القيم والأخلاق.. فيجب أن يكون تعبيرنا الإعلامي صورة حقيقية لهذه المنطلقات.
وقال الملك سلمان في أحد المناسبات الإعلامية: إن الكلمة سلاح خطير، الكلمة منذ أن وجدت هي سلاح خطير، إما للخير أو للشر كما هو أي شيء آخر.. وهذا الماء الذي أمامي يشربه الظمآن ويروي الشجر وينبت العشب والزهر، لكنه لو أغرقت به إنساناً لغرق، النهر إذا أمسك مجراه ومشى مجراه أفاد واستفاد البشر منه، وإذا تغير مجراه كان طوفاناً فهدم ما بناه البشر، الكلمة أمانة، الكلمة مسؤولية، ويجب علينا أن نحترم الكلمة الصادقة، الكلمة البناءة، الكلمة التي تدل على الخير وتؤشر عليه، الكلمة التي تدافع عن الحق، وتحارب الباطل، الكلمة المسؤولة التي يقولها الإنسان وهو يعرف ويتحمل مسؤولياتها أمام الله قبل كل شيء ثم أمام مواطنيه، إنني احترم صاحب الرأي وإن خالفني فيه، ولي أصدقاء كثيرون من أصحاب الكلمة سواء في الإعلام المقروء أو المرئي، ولو خالفتم في الرأي فالصداقة تبقى، والاحترام يبقى ما دام الإنسان يقول الكلمة وهو مؤمن بها.
يشرفني أن أكون جندياً لخدمة ديني
وعن قواتنا المسلحة ولقائه بقادة قواتنا العسكرية قال الملك سلمان: إن قواتنا المسلحة معنية بالدفاع عن هذا الوطن ضد أي تهديد أو عدوان خارجي كما هي معنية بالسلامة الوطنية الداخلية.
ولقد رأيت -ولله الحمد- في زيارتي لأفرع القوات المسلحة ما يسرني ويثلج صدري، وما لاحظته من تطور، وما وصلت إليه قواتنا المسلحة من تقدم في جميع المجالات، والتي تمكنها من أداء مهامها على الوجه الأكمل، وأرجو الله أن أكون جندياً وفياً لخدمة ديني ووطني وشعبي.
علاقتنا مبنية على الاحترام المتبادل
وفي أحد المناسبات قال الملك سلمان عن علاقات المملكة مع الدول الصديقة والعربية والإسلامية: إن علاقاتنا الخاصة مبنية على الاحترام المتبادل للمبادئ التي يقوم عليها منهجنا السياسي، وعلى التفهم العميق لحقوق وتطلعات شعبينا الكريمين نحو حياة يعمها الرخاء، ويحكمها العدل، ويسودها السلام على التلاقي في قيم تكفل تهيئة ورعاية الفرد المنتج المبدع، وإيجاد الظروف المناسبة لإبراز طاقاته الخلاقة في إطار مجتمع يقوم على العدل، وينعم بالسلام، ويمد يد العون والمساعدة والصداقة لشعوب العالم أجمع.
إن التعارف بين شعوب الأمم هو السبيل نحو صداقة دائمة، وتعاون مثر وتعايش في أمن وسلام، وهذه جميعاً تبنى على قواعد المعرفة عن حضارات هذه الأمم وثقافاتها وتجاربها وتطلعاتها، ولأننا على أبواب قرن جديد فإن التحدي الأعظم الذي يواجهنا هو التحدي الأقدم ألا وهو بناء صرح سلام ثابت وعادل للمنطقة والعالم.
أنتم الساهرون على أمن البلاد
وفي إحدى حفلات تخريج دفعات من رجال الأمن قال الملك سلمان: إنكم يا رجال الأمن الساهرون على أمن هذه البلاد وأمن مواطنيها محل فخر واعتزاز، وتعلمون اهتمام المسؤولين في المملكة بأن هذه البلاد والقائمين على أمنها، حتى يكونوا على المستوى الذي يريده لهم، وعلى مستوى الرعاية التي يقدمها جلالته لقوى الأمن الداخلي جميعاً، وأفراد القوات المسلحة كلها.
وإن الأمن في المملكة يرجع قبل كل شيء إلى تحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الذي تسير عليه الدولة، والذي تكونت أساساً على دستور واضح.. وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك العدل في المعاملة، والعدل في العقوبة، والقوة على من يستحق أن تستعمل القوة معه.
وإن مهمة رجال الأمن هي خدمة الوطن، وردع من تسول له نفسه العبث بأمن هذه البلاد، واستعمال أسلوب القوة التي أمرنا بها الله، واستعمال الرفق واللين من يجهل الأنظمة أو يرتكب بعض المخالفات عن حسن نية.
نجاح أي مواطن نجاح للدولة
وقال الملك سلمان في أحد المناسبات الاقتصادية: إن البلاد تسعد عندما ترى مظهراً حضارياً مثل هذا المظهر الذي نحتفل به اليوم، مؤكداً بأن أي معلم حضاري في هذه المدينة أو في أي مدينة أخرى بالمملكة هو عنوان لتقدم ورقي هذه البلاد وأبنائها، من هنا علينا أن نعرف المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق رجال الأعمال والمقاولين وأصحاب المكاتب التجارية والصانع في مصنعه لأن الدولة تقدم الدعم للجميع، ويجب أن نعلم أنه ليس هناك قطاع يشمل قطاعاً عاماً محضاً، ولا قطاعاً خاصاً، ولكن هناك قطاع مشترك والأهداف مشتركة والتوجهات، فالدولة تساعد مساعدة قوية ومجدية العمل الخاص وترحب بالنجاح، وأن نجاح أي مواطن من أبناء هذه البلاد يعتبر نجاحاً للدولة التي رعته منذ بدايته حتى كبر وأصبحت مساعدته بالتسهيلات والحماية.
وإن الدولة تقدم المساعدات كافة، من نصح وإرشاد وتعاون مع أجهزة القطاع العام بصفة عامة، وتعتبر كل مواطن يعمل في هذه البلاد ممثلاً للدولة، والجميع مسؤول على نمو هذه البلاد.
وإنني أفخر وأسر بما وصل إليه رجال الأعمال السعوديون من مستوى مشرف حيث أصبحوا يمثلون بلادهم أحسن تمثيل.