الجزيرة - سعد العجيبان:
المتتبع للأوامر الملكية الكريمة التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، يُدرك أن ثمة صياغة جديدة لواقع المرحلة الحالية والقادمة للمملكة «داخلياً وخارجياً».
فمنذ تولى الملك سلمان مقاليد الحكم.. بدا - حفظه الله - واضحاً فيما يسعى إليه.. بما لم يعكس أنه مُكملاً «فحسب» لما بدأه المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وسار عليه أبناؤه الملوك - رحمهم الله - من بعده.. وإنما حملت طموحاته وتوجهاته ماهو أكبر «إن صح التعبير» بما يتوافق مع متطلبات المرحلة ويؤسس لقواعد أكثر رسوخاً.
فالمرحلة «البالغة» الحساسية على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي.. وإن كانت في بعض
«معطياتها» تفرض واقعا معينا من التعامل معها.. إلا أن جُلَها خضع لما أراده الملك سلمان لها «بعد إرادة الله بطبيعة الحال».. وبرؤية دقيقة وقراءة متقنة للواقع.. فرض - حفظه الله - ما يُغير مسارات عدة.. بعضها يشكل ركائز «مفصلية» لقضايا مختلفة.. بما لا يرمي لصالح المملكة وشعبها فحسب.. بل للأمة العربية والإسلامية والعالم بأسره.
تقديم المصالح العليا
وبتسليط الضوء على الشأن المحلي.. وعلى ما حملته بعض الأوامر الملكية الكريمة من توجهات تُفضي إلى مصلحة الوطن ومستقبله وتحافظ على استقراره «الداخلي».. جاء في مقدمتها اختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وليا للعهد وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليا لولي العهد.. تأكيدا منه - حفظه الله - بتقديم المصالح العليا للدولة على أي اعتبار آخر، كما أن الأمر يواكب متطلبات المرحلة ومتغيراتها.
توحيد التوجهات
وفي جانب آخر.. جاء الأمر الملكي الكريم بإلغاء 12 من المجالس واللجان العليا وإنشاء مجلس الشؤون السياسية والأمنية، مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية إدراكا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لأهمية توحيد التوجهات التي ترتكز على الثوابت الشرعية والأصول النظامية المستقرة الرامية إلى تنفيذ السياسات والرؤى المنبثقة من الخطط المعتمدة.
نقلة نوعية
وبما تضمنه الأمر.. فقد سعى خادم الحرمين بإنشاء المجلسين وإلغاء تلك.. إلى إيجاد نقلة نوعية على كل المستويات أخذاً بمبدأ التحسين المستمر، بما يحقق جودة شاملة فيها.
ورغبةً منه - حفظه الله - في ترتيب ما له صلة بالشؤون السياسية والأمنية وشؤون الاقتصاد والتنمية وما في حكمها، بما تقتضيه المصلحة العامة بالخير على البلاد والعباد.
وحرصاً منا على رفع كفاءة الأداء ومستوى التنسيق - تفادياً للازدواج وتحقيقاً للأهداف المرسومة - بما يؤدي إلى تكامل الأدوار والمسؤوليات والاختصاصات، وبما يواكب التطورات والمتغيرات المتسارعة التي طرأت في مختلف المجالات.
التعليم
ويستمر خادم الحرمين مستشرفا للمستقبل فيأمر - حفظه الله - بدمج وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم في وزارة واحدة باسم وزارة التعليم..
وبنظرة ثاقبة تربوية واقتصادية.. أدرك خادم الحرمين أهمية توحيد استراتيجيات وسياسات وخطط التعليم.. وردم الفجوة بين مرحلتي التعليم العالي والعام لدى الطالب. ووفقا لرؤية المختصين، فإن الدمج سيعزز من إيجاد حلول جذرية للتحديات التي يواجهها التعليم ويعيد تنظيمه بأهداف وطنية ورؤية استراتيجية بعيدة المدى تصب في صالح الوطن ويكون ثمرتها مواطنين مؤهلين للمشاركة في البناء ومواكبة التطور في المملكة.
السكن
ويمضي الملك سلمان مدركاً لأهمية توفير السكن للمواطنين.. فيضيف - حفظه الله - لما سبق من أوامر بهذا الخصوص وبما يسهم في سرعة استفادة المواطنين من مخططات المنح في مناطق المملكة، فيعتمد - حفظه الله - مبلغ 20 مليار ريال لتنفيذ خدمات الكهرباء والمياه.
وجاء ذلك الأمر تأكيدا على حرصه الحثيث - حفظه الله - على توفير السكن المناسب للمواطن.
الضمان الاجتماعي
وفي أمر المشمولين بالضمان الاجتماعي وأمثالهم، وبهدف توفير سبل العيش الكريم لهم، جاء الأمر الملكي بتعديل سلم معاش الضمان الشهري وضم قوائم الانتظار للمعاقين لإعانة المعاقين، وصرف ملياري ريال دعما للجمعة المرخصة بوزارة الشؤون الاجتماعية، ودعم مجلس الجمعيات التعاونية بمئتي مليون ريال، ودعم الجمعيات المهنية المتخصصة المرخص لها بعشرة ملايين ريال لكل جمعية، جاء ذلك الأمر «وفقا لما ورد به» انطلاقاً من المسؤولية الملقاة على عاتق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تجاه كافة فئات شعبنا وخاصة المشمولين بالضمان الاجتماعي وأمثالهم، وسعياً في توفير سبل العيش الكريم لهم، وإيماناً منه - حفظه الله - بأهمية دعم الجمعيات الخيرية والتعاونية والمهنية.
الأندية الأدبية والرياضة
وإيمانا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بأهمية تعزيز الحراك الثقافي في المملكة، إضافة إلى اهتمامه - حفظه الله - بشباب الوطن ودعم البرامج الرياضية والشبابية التي تنفذها الأندية الرياضية خدمة لشباب الوطن، وإدراكا بأهمية دور الأندية الأدبية والرياضية، ورغبة منه في دعمها لتتمكن من أداء واجبها الأكمل لخدمة الأدب والثقافة والرياضة والشباب، جاء أمره الكريم بدعم كافة الأندية الأدبية المسجلة رسمياً بالمملكة بعشرة ملايين ريال لكل نادي، إضافة إلى دعم كافة الأندية الرياضية المسجلة رسميا، ترجمة لاهتمامه - حفظه الله - .
عهد زاهر
إن الملك سلمان.. يرسم خارطة طريق لعهده الزاهر.. تحمل هموم الأمة بغية رفعتها.. ويحضر المواطن وبقوة في نهجه محققا كل ما من شأنه رفاهية المواطن وتحقيق تطلعاته وأمانيه.. ويمضي - حفظه الله - مستمرا في بناء الوطن.