فهد الحوشاني
عند الغرب أساطير من أهمها أسطورة الدراكولا، قيل إنها حقيقية وقيل إن أصلها رواية مكتوبة للمؤلف (برام ستوكر) عن شخصية الأمير (فلاد تيبيسو) الملقب بدراكولا، وقد حكم بين عامي 1456 و1462م.. وتتجسّد الأسطورة في مصاص الدماء الذي يقتل ضحاياه بأبشع الوسائل، ولا يشبع وهو يعب من دمائهم، ولم يكن في تاريخنا أو تراثنا ولا أساطيرنا العربية ما يماثل تلك الشخصية، لكننا ومع بداية ما يُسمى بالربيع العربي، فُوجئنا بـ (تحول) عدد من القادة إلى دراكولات قاتلة حقيقية! برز منها اثنان.. واحد في دمشق.. والثاني في الضاحية الجنوبية في لبنان، وبسببهما يعيش السوريون أحداث فيلم مرعب طويل، وهو من بطولة نجم دراما عنف الواقع الأول وبدون منازع في الوطن العربي الزعيم بشار الأسد، يشاركه في البطولة بدور (السنيد) الزعيم الذي باع عروبته للفرس فصار مسماراً في خاصرة لبنان والعروبة، إنه حسن وسأكتفي بالاسم الأول واعذروني لا أستطيع كتابة اسمه كما هو مكتوب في بطاقته لأن الجزء الثاني من الاسم فيه افتراء على الله!.. والمشاهد الواقعية التي تدور أحداثها في سوريا هي من تمويل وإخراج الساسة الطائفيين في إيران الكارهين لكل ما هو عربي سني والذين لديهم القدرة العجيبة على ذرف دموع التماسيح على اليمنيين!.. ولكنهم حيال السوريين يفتحون عيناً واحدة ويغمضون أخرى، وهذا حال من يصوّب بنادق الموت!.. ويشارك في مشاهد الموت كـ (مجاميع) أعداد من الحرس الثوري والحشود الطائفية من العراق وأفغانستان ولبنان!!
إن ما يفعله بشار بشعبه لا يختلف أبداً عما يفعله مجرمو داعش فكلهم قتلة، وهو أيضاً يتشارك مع تلك الجماعات الإرهابية في تشويه صورة العرب والمسلمين!.. دراكولا الغرب كان لديه شيء ما، ربما الخوف فهو يخشى أعين الناس فلا يظهر إلا في الليل، لكن دراكولا العرب يفعل جرائمه في وضح النهار وعلى الهواء مباشرة وأمام الكاميرات، ليحتسي أكواب الدماء مع دراكولا الضاحية السيد حسن، وبتحولهما إلى مخلوقات قاتلة مفترسة فإنهما لا يشعران بتأنيب لضمير، بل إن حسن يعتقد جازماً أنه يدخل حرباً مقدسة سوف تدخله الجنة، ولا أدري من منحه صكاً بأن طريق الجنة يمر عبر قتل سكان حلب وحمص والقصير وغيرها!.. وإني أتساءل ما نوع تلك الجنة التي سوف يكون فيها حسن الضاحية وحزبه ولفيف من إرهابيي داعش والقاعدة!.. من قال لهم إن طريق الجنة يمر عبر جثث الأطفال والنساء والشيوخ وهدم المنازل والمساجد!.. ومن قال لهم إن ثمن الجنة هو قتل الأبرياء ولعق دمائهم ثم الخروج إلى الناس بملابس النسّاك!!.. كيف يصدق حسن نفسه وكيف يصدقه من حوله!.. ما لا يعرفه حسن الضاحية أو ما لا يريد أن يفكر فيه أنه الآن في الجزء الأخير من الفيلم، فلقد افتضح أمره ولم يعد خداعه ينطلي على العرب!.. لقد قربت النهاية ربما لن تكون نهاية المأساة ولكنها نهاية القتلة!.. لك الله يا سوريا.. صيحات الأطفال واستغاثات النساء تدك مسامعنا يومياً وترمي جبالاً من الألم على قلوبنا وتهز عروبتنا، فتحيلنا إلى أجساد تختزن الألم والخجل مما نشاهده أمام أعيننا!
سينتصر الشعب السوري على جلاديه وسجانيه، وسيأتي الفرج قريباً بعد أن دفعت سوريا وشعبها ثمناً باهظاً لحريتها، وها هي الدائرة تضيق أكثر فأكثر على الجلادين.. ولم يبق لهم إلا الفرار أو الموت بعد أن ارتدوا ملابس الخزي والعار والإثم.