الجزيرة - عبدالله الجديع:
بعد مرور أسبوع من وقوع الزلزال العنيف الذي ضرب جمهورية النيبال بدرجة 8 ريختر يوم السبت الموافق 25 - 4 - 2015م سجلت الحصيلة المؤقتة أكثر من 5 آلاف قتيل وبحسب تقارير الأمم المتحدة فإن 8 ملايين نيبالي من أصل 28 مليوناً إجمالي السكان تضرروا جراء الزلزال والرقم قابل للازدياد.
«الجزيرة» التقـت بإحدى الناجيات من الكارثة وهي فتاة لبنانية تدعى (سيما علي حمودة) أدلت بتفاصيل حكايتها - حصرياً - كما أعربت عـن شكرها وتقديرها لمنسوبي سفارة خادم الحرمين الشريفين بنيبال نظير تعاونهم وتسهيل أمورهم بعد الزلزال.
«سيما» ذكرت أنها دخلت البلاد النيبالية مساء الأربعاء الموافق 22 إبريل 2015م برفقة مجموعة كبيرة للمشاركة في حفل زفاف زميلة العمل «هندية الجنسية» على مدار يومين في إحدى الفنادق بأطراف العاصمة كاتماندو.
وفي ظهيرة اليوم الرابع المصادف السبت 25 من الشهر نفسه، كشفت «سيما» أنها وبرفقة فتاتين أخريين في الغرفة نفسها استقيظن على مؤثرات قوية وتوقعن حدوث انفجارات أو ما يشابهها، الأمر الذي استلزم الاستلقاء أرضاً حتى هدأت تلك المؤثرات بعد فترة زمنية تخطت 5 دقائق ثم اصطحبن جوازاتهن تمهيداً للمغادرة من الغرفة التي تصدعت أجزاؤها وسقط بعضها حتى وصلن إلى ساحة مجاورة لمبنى الفندق اكتظت بأعداد بشرية كبيرة، مبينة أنهن حصلن على معلومة تفيد بوقوع هزة أرضية لم تشهدها نيبال منذ قرابة 80 عاماً بحسب معلومات الفندق.
وعن أول إتصال أجرته بعد وقوع الكارثة؟ أجابت أنها اتصلت بخطيبها تبلغه بوقوع الزلزال وبصحة جيدة ثم تلاه اتصالات ورسائل عدة مع والديَها.
وتكمل الفتاة اللبنانية القصة مشيرة إلى بقاء أهل العروس بجانبهم ومطالبتهم بضرورة العودة إلى الغرف لأخذ ما يمكنه من ملبوسات وأغذية حيث يستلزم الوضع بقاءهم في مواقع مكشوفة تحسباً لاحتمالية عودة الهزات الأرضية مجدداً.
وتضيف «سيما» أنهم عاشوا وسط ظروف صعبة للغاية تمثلت بالنوم على الأرض والأكل مرة واحدة فقط نهاراً، إضافة إلى الانقطاعات المتكررة لشبكات الاتصال والكهرباء والمياة طيلة مكوثهم بالعراء لمدة يومين حتى وفّرت إدارة الفندق وسائل نقل إلى المطار البعيد موقعه عن الفندق عبر طريق تكسّرت أجزاؤه بفعل الزلزال.
وأشارت «سيما حمودة» بعد وصولهم إلى المطار مساء الأحد 26 أبريل 2015م إلى تكدّس آلاف البشر داخله حيث توقفت غالبية الرحلات في انتظار رحلات أخرى ممكنة، حتى استطعن السفر بعد انتظار نصف يوم (12 ساعة ) بالرغم من وجود آخرين على قوائم الانتظار منذ 20 ساعة.
وأرجعت الفتاة اللبنانية سبب ذلك إلى جهود موظفي السفارة السعودية الموجودين في صالات المطار لمساعدة الرعايا السعوديين والعرب في تسهيل إجراءات السفر بأقل فترة زمنية ممكنة والتنسيق مع شركات الطيران لتلافي الإشكاليات والتأخير. وأضافت «سيما» مبينة أن جهود السفارة السعودية تكللت بالنجاح بعد استخراج تذاكر وبطاقات الصعود إلى الطائرة كأول الأشخاص، الأمر الذي انعكس إيجابياً وبثّ الطمأنينة في النفوس، مؤكدة أن الشكر لن يفي حق رجال سفارة خادم الحرمين الشريفين الذين حضروا بأنفسهم لمساعدة الآخرين في أرقى صور الإنسانية.