فهد الحوشاني
فيما سمي بثورات (الربيع) العربي خرجت الشعوب على رؤسائها، أطاحت بعدد منهم عن كرسي الزعامة، حالمة بغد جميل، يحقق لها العدالة والعيش الكريم. بعض هذه الثورات لا تزال مشتعلة منذ سنوات تناضل، وبعضها تم لها ما أرادت من إزاحة رؤسائها، فدخلت في نفق الفتن والفوضى!
لكن الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الذي أُجبر على التنازل عن الرئاسة جاء ببدعة جديدة، لم يكن تخطر على بال أحد، فأتى بعجيبة من عجائب الدهر، لا يمكن تصور أن من قام بها كان لعشرات السنين رئيساً لليمن مقسماً على حماية تراب الوطن وكرامة الشعب!!
بدعة الرئيس اليمني المخلوع كانت (الانقلاب) على الشعب وعلى الوطن! ثار على الشعب! هو بالتأكيد لم ينزل للشارع كما فعلت الشعوب التي لا حول لها غير ذلك، لكنه بحكم سيطرته على عدد من الأجهزة الأمنية والعسكرية قام بالثورة المضادة! وتجلى ذلك في تعاونه مع (الحوثيين) أعداء الوطن والشعب اليمني!! لقد أتى بما لم تأتِ به الأوائل، فسجل سابقة باسمه لن تكتب بالتأكيد بماء الذهب!! ويمكن تسجيلها في سجلات (جينس) كأول رئيس ينقلب على شعبه بالتعاون مع أعداء الشعب! الحوثيون هذه الطائفة المدعومة من إيران لا يمكن أن تحقق ما حققته لولا دعم وتواطؤ مكشوف ومعلن من الزعيم! الذي يحاول بكل ما أوتي من قوة أن يجعل من اليمن لقمة سائغة للحوثيين! أين الشعور الوطني؟! كيف تهون على الرئيس دماء شعبه فيتعاون على سفكها من أجل كرسي الزعامة الذي جلس عليه طويلاً! وإذا كان حب الوطن والشعب موجوداً فعلاً فكيف يتحول بين ليلة وضحاها إلى عكسه؟! لماذا في الغرب عندما ينهزم أحدهم في الانتخابات يعلن تهنئته ومباركته لخصمه بالفوز ثم يختفي من الساحة السياسية بهدوء! بينما بعض الزعماء العرب لا يرحل إلا وقد ملأ الأرض بالدماء! لا يمكن أن تنطبق مقولة «عليّ وعلى أعدائي» في مسألة عبد الله صالح؛ لأن الشعب والشرعية لا يفترض أن يكونوا أعداءه لينتقم منهم! لقد أُصيب بالحول السياسي؛ فوضع يده بيد من يحملون السلاح والشر للشعب اليمني! بينما من يمثل الشرعية ينقلب عليه! وهل يعتقد أنه في حال تمكَّن الحوثيون من الحكم والتحكم في اليمن أنه سوف يعود رئيساً؟ وإذا عاد هل سيقبله الشعب الذي أطاح به! فعلاً عش رجباً ترى عجباً!!