فهد الحوشاني
الخليفة المعتصم استغاثت به امرأة صارخة: (وامعتصماه) فاستجاب وأرسل الجيوش نصرة لنداء استغاثة، وزعيم العرب الملك سلمان استغاث به الرئيس عبد ربه منصور هادي الرئيس الشرعي لليمن فاستجاب له.. صورتان تجسدان العزة والكرامة العربية.. الصورة الأولى بقيت وحيدة إلى مساء الأربعاء الماضي في صفحات التاريخ، حتى أضاف الملك سلمان لها صورة هي الأخرى تجسد ملحمة من ملاحم العزة والمجد للعرب، صورة تؤكّد أنه لا يزال للنخوة عنوان وللكرامة رجالها وللسياسة قادتها الذين يفعلون ما يرون أنه الصواب! ظن العرب أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن وأنهم خسروا اليمن، لكن هناك من لديه الإيمان والقدرة على أن يجعل الرياح تجري حيث تشتهي السفن. فهناك من يتوقف التاريخ عنده منتظراً ماذا سيكتب عنه! صفحات التاريخ العربي الحديث ملئت بأخبار الفتن والهزائم، لكن الحال الآن مختلف، ففي زمن الانكسار العربي ما زال هناك من ينصر المظلوم وينجده، إن نجدة اليمنيين وفك أسر اليمن من هيمنة إيران، هو أيضاً دفاع مشروع عن المملكة ودول الخليج والعرب بشكل عام، إنها معركة لا بد من خوضها بعد أن تعطّلت لغة الكلام وفقد الحوار معناه، إنها (معارك) بدأتها إيران ضد العرب في عدد من الدول وبكل الوسائل، لكن بعد (عاصفة الحزم) لن تبقى صنعاء العاصمة العربية الرابعة التي تحتلها إيران، سوف تعود المختطفة إلى حريتها وإلى شعبها بعد هذا الاحتلال المهين لكل العرب، والذي فاجأ اليمنين، بل العالم أجمع، فلم يكن أحد يتصور أن الحوثيين كان هدفهم احتلال اليمن ومن ثم تسليمه لإيران! طغى الحوثي وتكبر وتجبر.. رفض كل الوساطات وادّعى أن الشعب اليمني يثور!! يرفع شعار معاداته للمملكة، ولهذا كان لا بد لمن يضمر العداء ويعلنه من كف شره ودحره، وما كان للمملكة أن تتدخل لو تعقّل الحوثيون وكفوا عدوانهم على الشعب اليمني وعلى الشرعية، أخذته العزة بالإثم فأخطأوا خطأين فادحين الأول أنهم حاولوا ابتلاع ما لا يستطيعون هضمه.. وخطأهم الثاني أنهم لعبوا مع الكبار، ولقد بذلت المملكة ودول الخليج جهوداً كبيرة لحل الأزمة من خلال الحوار، لكن الحوار استغله الحوثيون لكي يكسبوا وقتاً للتمدد والهيمنة! وتوقّع الحوثي أن اليمن يمكن أن تكون لقمة سائغة وتوقّعت إيران أنها يمكن أن يكون لها حدود برية مع المملكة! لكن التوقع والأماني شيء والحقائق شيء آخر، أيها الملك الموفّق الشعب معك والعرب الأوفياء لعروبهم معك خلال معركة عاصفة الحزم وبعد قرارك بإيقافها فقد أمدك الله بنصره وتوفيقه وجنود الوطن البواسل في هذه المعركة، والتي ستقطع الطريق على كل المؤامرات التي يحيكها أعداء العرب.