الدمام - سلمان الشثري:
دشن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، أمس مجمع الزامل للخدمات البحرية بميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، والذي يعد أكبر ترسانة بالمملكة لبناء وإصلاح السفن بميناء الدمام.. وأوضح وزير النقل ورئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للموانئ المهندس عبدالله المقبل، أن تدشين مجمع الزامل لبناء وإصلاح السفن بميناء الملك عبدالعزيز بالدمام إحدى الشراكات الإستراتيجية والمهمة بين الحكومة والقطاع الخاص، مبيناً أن بناء مثل هذه الترسانة في هذا الميناء المحوري يشكل إضافة مهمة للاقتصاد الوطني ويرفع من جودة وصناعة مثل هذه القطع البحرية بدلاً من تصنيعها في الخارج ويركز هذا المشروع على جود المنتج، وكذلك جودة القطع البحرية من أجل المنافسة عالمياً.
وقال المقبل، إن الموانئ السعودية تحظى بكافة أشكال الدعم والمساندة والاهتمام من قبل الدولة، لأنها المحرك الاقتصادي لكافة القطاعات والأنشطة التجارية والصناعية والإنتاجية، والشريك الأصيل في جميع البرامج والمشاريع التنموية التي تنفذ في المملكة، وتحرص حكومتنا الرشيدة على بقاء هذه الموانئ حديثة ومتطورة ومتكاملة الخدمات، مستجيبة للمتغيرات لتليق بمكانة المملكة العالمية، وليتواكب تطورها ونهضتها الاقتصادية والاجتماعية، ولتلبي متطلباتها في التنمية، وتدعم اقتصادها الوطني. ولفت إلى أن ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، هو الميناء التجاري الثاني في المملكة، ويساهم بشكل كبير في تلبية احتياجات المنطقة الشرقية والوسطى، وقد شهد في السنوات الأخيرة تنفيذ العديد من المشاريع التطويرية التي أحدثت نقلة نوعية شاملة في جميع مرافقه وتجهيزاته، وسعته وطاقته الاستيعابية، مما انعكس بدوره على الأداء التشغيلي لأعمال المناولة بالميناء وزيادة الحركة وارتفاع مستوى الإنتاجية، حيث يعد مشروع إنشاء حوض بناء وإصلاح السفن في ميناء الدمام، إضافة مهمة لتجهيزات الميناء وتعزيز لخدماته اللوجستية.
وأشار المقبل إلى أن مشروع إنشاء حوض بناء وإصلاح السفن في ميناء الدمام وجه آخر من أوجه الشراكة الإستراتيجية بين القطاع الحكومي والخاص في الموانئ؛ ويضاف إلى الفرص العديدة التي منحتها المؤسسة للشركات الكبرى لإقامة عدد من المنشآت الصناعية واللوجستية والخدمية المختلفة في الموانئ السعودية، إذ أصبح للقطاع الخاص دور كبير في تنفيذ وتشغيل المحطات والأرصفة في جميع موانئ المملكة وفق برنامج تخصيص خدمات الموانئ السعودية الذي طبقته المؤسسة العامة للموانئ تنفيذاً للأمر الملكي الصادر في نهاية عام 1417هـ والقاضي بالموافقة على إسناد إدارة وتشغيل وصيانة مرافق الموانئ إلى القطاع الخاص لإدارتها بأسلوب تجاري. وتابع: لقد كان هذا التوجه أثاره الإيجابية في تطوير أداء الموانئ، ونقل التكنولوجيا المستخدمة في بعض الموانئ العالمية إلى الموانئ السعودية بواسطة الشركات المشغلة، إضافة إلى خفض المصروفات التشغيلية للموانئ وتحقيق إيرادات للدولة، وتوفير فرص عمل جديدة وتنفيذ برامج تدريبية متخصصة للأيدى العاملة السعودية في أعمال الموانئ بالداخل والخارج وفقاً للالتزامات التعاقدية الواردة في عقود التخصيص.
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة الزامل للخدمات البحرية المهندس سفيان الزامل أن صناعة السفن في المملكة بدات عن طريق الشركة بعد القرار الإستيراتيجي من زامل عبدالله الزامل عام 2002 بترسيخ وتوطين صناعة السفن على أرض المملكة وها نحن نحتفل ونفتخر بافتتاح هذه الترسانة، لافتاً إلى أن إصرار المجموعة في هذا المجال لم يتوقف عند مجرد نقل وتوطين صناعة السفن على أرض المملكة، بل إن نمو مثل هذه الصناعات يتوقف على مدى قدرتنا على خوض سباق التكنولوجيا الذى يشهده العالم في هذا المجال مما جعلنا نساهم في تطوير هذه الصناعة بأن تكون صناعة سعودية بتقنية عالمية، مستشهداً بصناعة أول سفينة من نوعها في العالم تبنى بتقنية الكهرميكانيكا من نوع AHTS ومزودة بتقنية الـ DYNAMIC POSITIONING تم بناؤها هنا بواسطة الشركة في ميناء عبدالعزيز بالدمام.
الجدير بالذكر أن ترسانة الزامل تقع على مساحة تقدر بنحو 220 ألف متر مربع، وتحتوي على مرفاع للسفن بسعة 7200 طن وطول 102 متر وعرض 32 متراً مزوداً بنظام نقل السفن من المرفاع إلى منطقة البناء والإصلاح والتي يمكن أن تسع إلى أكثر من عشرة سفن في نفس الوقت، كما أنها تحتوي على خط إنتاج للسفن يتكون من ورش عديدة تتعامل مع الخامات والمعدات اللازمة من لحظة دخولها من باب الترسانة إلى أن تتحول إلى سفينة متكاملة بكافة تجهيزاتها.