يا نَشْوَةَ النَّصْرِ هُزِّي نَخْوَةَ العَرَبِ
واسْتَصْرِخي كُلّ شَهْمٍ مِنْهمُ وأبِي
وأبْلِغي كُلَّ مَنْ أغْضَى على مَضَضٍ
بأنَّهُ حانَ وقْتُ الجِدِّ والغَضَبِ
فها هِيَ اليومَ في الجَوْزاءِ كَوْكَبَةٌ
يُغْنيكَ واحِدُها عن جَحْفَلٍ لَجِبِ
فُرْسَانُها كَبَّرَتْ إذْ قالَ قائِدُها:
مَنْ للشَّهادَةِ تاجِ الفَخْرِ والرُّتَبِ؟
فانْقَضَّ كُلُّ فَتىً كالنَّسْرِ مُدَّرِعاً
ثَوْبَ العَزيمةِ يَرْمِي ثاقِبَ الشُّهُبِ
حتى رأيْتَ فُلولَ البَغْيِ شارِدَةً
وخَلفَها ألْفُ مَكْلومٍ ومُنْتَحِبِ
يا قائِدَ الحَزْمِ أبْشِرْ إنَّنا صُبُرٌ
عنْدَ اللقاءِ ولا نَخْشَى مِنَ الرَّهَبِ
لِيَهْنِكَ اليَوْمَ أنّ النَّاسَ قاطبةً
مِمّا فَعَلْتَ - لعَمْرُ اللهِ - في عَجَبِ
شَهْرٌ مَضَى وخُيولُ اللهِ ما بَرِحَتْ
على الرِّباطِ بِلا كَلٍّ ولا تَعَبِ
تُناجِزُ الشَّرَّ في الهَيْجا مُدَجَّجَةً
وتُوقِعُ القَهْرَ في باغٍ ومُغْتَصِبِ
والكُلُّ يَعْزِفُ لَحْنَ النَّصْرِ في فَرَحٍ
هذا يَصُولُ وذا جَاثٍ على الرُّكَبِ
يُقَدِّمونَ إلى التَّاريخِ مَلْحَمَةً
قَدْ خَطَّهَا الصِّيدُ في لَوْحٍ مِنَ الذَّهَبِ
حَيّاكُمُ اللهُ يا أُسْداً غَطارِفَةً
شَفَيْتُمُ الغِلّ إذ أطْفَأْتُمُ غَضَبي
يا لائِمِي في هَوَى صَنْعاءَ مَعْذِرَةً
قَلْبِي تَعَلّق بِنْتَ الطِّيبِ والنَّسَبِ
فها هِيَ اليَوْمَ قَدْ حَلَّتْ ضفائِرَها
تُذْكِي الحَماسَةَ في أبْنائِها النُّجُبِ
إذْ عاهَدوا اللهَ ألاّ يَنْثَنُوا أبَداً
ومَنْ يُوَفِّ بِعَهْدِ اللهَ لم يَخِبِ
دَكُّوا الدُّروعَ دُروعَ البَغْيِ في ثِقَةٍ
وفَجَّرُوا الأرْضَ بُرْكَاناً مِنَ الّلهَبِ
عَدُوُّها صِلُّ أصْلالٍ ودَيْدنُهُ
نَفْثُ السُّمومِ وما فيها سِوى العَطَبِ
ثَوْبُ التَّقيَّةِ مَهْما راغَ لابسُهُ
لا يَسْتَطيعُ عَفَاءَ الغَدْرِ والكَذِبِ
- شعر/ أبو قبس التَّميميّ