سعد السعود
لم يكن الخروج الشبابي من الباب الضيق من بطولة آسيا وبنتائج مخيبة لم تحدث من سنين لم يكن على الإطلاق هذا الخروج مفاجئاً.. فالمتتبع لحال الفريق هذا الموسم يدرك تمام الإدراك أن هذا الفشل كان نتيجة طبيعية ومتوقعة لحالة العبث الإداري الذي نخر بالفريق وأسقط هيبته وفتك بطموحه.. ليحوله من ليث مفترس إلى حمل وديع حاله تعس!
ومع هكذا وضع سيئ لا يسر المحبين.. لم يعد لدى الشبابيين من أمل ينسيهم هذا الألم ويخفف عليهم الوجع والأنين.. سوى تدخل الرمز الشبابي وهو من كان ولازال وسيبقى بمشيئة الله الحصن الحصين والسد المنيع للقلعة البيضاء.. ولذا فكل الليوث يتوقون لتحرك منه لوضع حدٍ لما يحدث.. ولإعادة الفريق إلى الطريق السليم قبل أن تصبح العودة مستحيلة ويستعصي بعد ذلك شفاء الليث السقيم.
ملفات عدة يتمنى كل شبابي فتحها من الرمز ومعالجة وضعها بشكل عاجل وليس الانتظار حتى انتهاء الموسم.. فالشأن الإداري يحتاج محاسبة عن كمية الأخطاء المرتكبة من جميع الأجهزة الإدارية سواءً في ما قدمته من أعمال أوحتى في ماهية المعايير التي بسببها وقع عليهم الاختيار.. والشأن الفني يحتاج لالتفاتة حقيقية لاختياركادر تدريبي مميزبدلا عن هذا العدد الكبير من أشباه المدربين الذين بمجرد أن يحضروا يعبثون ثم يوقعون مخالصة ليغادروا.. أما ملف الأجانب فثبت أن جل الاختيارات إن لم يكن كلها مقالب.. باستثناء رافينها المستمر من العام الماضي وهو ما يؤكد أن المستشارين الفنيين يحتاجون لمستشارين.. وزد على ذلك ملف الرعاية الذي اكتنفه الغموض في البداية قبل أن تخرج الوعود بالمنتصف لتظهر الحقيقة في النهاية بأن كل ما قيل مجرد سراب لا يسقي من عطش.
في كرة القدم..!
- في كرة القدم.. عندما يثني عليك منافسك.. فتأكد حينها أنك في الطريق الخطأ.. شاهدوا من يثنون على الشباب حالياً وهو يقدم أسوأ مستوياته وفي كل مشاركاته قد فشل.. هم ـ وللمفارقة ـ ذاتهم من كانوا يهاجمون الليث في الماضي وهو يجرعهم الخسائر كل موسم و يخرج نهايته أمامهم وهو بطل.
- في كرة القدم.. عندما يكون اختيار الأجانب موفقاً.. عندها يكون الفريق مرعباً.. وتصبح حظوظه في المنافسة على البطولات كبيرة.. شاهدوا ما يقدمه عمر السومة مع الأهلي.. وما يبدعه ويمتعه أدريان مع النصر لتعرفوا أن الأجنبي الواحد يصنع الفرق فكيف بأربعة؟
- في كرة القدم.. عندما يرتكب الحكم كوارث تحكيمية ثم لا يعترف فيها.. بل ويجد دعماً من لجنته مع كل تلك الأخطاء.. فتأكدوا أن ذاك الحكم لن يتطور.. شاهدوا رد مرعي عواجي في برنامج كورة عما حدث بلقاء الشباب مع النصر العام الماضي.. وستدركون لماذا هذا الحكم استبعد من دورة الخليج ولازال في كل جولة يمارس عكه القانوني؟
- في كرة القدم.. عندما يصبح التنافس فقط داخل الملعب أما خارجه فالروح الرياضية تكون حاضرة في كل موقف.. عندها تكون الرياضة أسمى وهدفها أنبل.. شاهدوا ما فعله محمد السهلاوي عندما أصيب وليد عبد الله وعبد الله عطيف وإبراهيم غالب لتعرفوا معنى الخلق الرياضية الذي لم ينغمس بتعصب.
- في كرة القدم.. عندما يكون المدرب مميزاً وذا نظرة فنية ثاقبة.. عندها سيصنع الحلول للاعبيه ولا يتحجج بأي عذر.. شاهدوا ما يقدمه دونيس الهلال في آسيا وبالدوري رغم كمية الغيابات.. وكيف عاد بالفريق بعد ما عاناه الأزرق من انكسارات.. لتدركوا أن العقول الفاهمة لا تقدر بمال.
- في كرة القدم.. عندما تمنح الفرصة والفرصتين بل والموسم والآخر.. ثم لا تقدم الكثير.. فعليك ألا تغضب من انتقاد الجماهير.. شاهدوا المستوى المحدود الذي يقدمه سعيد الدوسري مع الشباب رغم كل فرص المشاركة التي منحت له ولم يصنع معها الفرق.. وتدركون حينه أن بعض القناعات الفنية هي وبال على الفرق.
- في كرة القدم.. عندما يكون تاريخك ناصع البياض من التجاوزات.. ومسيرتك نقية من الشوائب والملاحظات.. عندها ستجد الجميع يصفق لك مهما اختلفت الانتماءات.. شاهدوا محبة الجميع لمحمد الشلهوب لتدركوا أن كرة القدم سيرة حسنة قبل أن تكون موهبة.
- في كرة القدم.. عندما يكون الرئيس قريباً من اللاعبين.. يخرج ويتحدث في الانكسار قبل الانتصار.. يشرح الحال ويعد بإصلاح الأمور.. عندها يجد المحبين ملتفين حوله بكل حماسة.. ويجد فريقه حاضراً في كل منافسة.. شاهدوا فقط ما يصنعه الأمير فيصل بن تركي في تدريبات ومباريات النصر.. لتدركوا عندئذ سر هذا التفوق رغم كل الظروف والضغوط.
خاتمة
الوهم.. أن تعيش دور البطولة في الشتم.