فهد بن جليد
قدّر الله علي، وعزمت (المدام) مُنتصف الأسبوع الماضي في المطعم، وبفعل وسائل التواصل الاجتماعي عرفت صديقاتها بالأمر، وبدأن في مراسلتها (الله يستر)، ربنا يجيب (العواقب سليمة)، لم نستطع الأكل بسبب رسائل من نوع (هاه.. أعترف بشيء)؟ (قلبي معك.. الله يصبرك)؟ (نفس اللي صار مع أم محمد.. حسبي الله عليه توكلت)؟!
لا أعرف لماذا هذه النظرة السوداوية؟! رجل عزم زوجته على العشاء، أين المشكلة؟! لماذا تعتقد الأخريات أنها (مُصيبة)؟ وربما بدأن في مواساتها بالفعل، على اعتبار أنه من المؤكد أن الزوج عامل (عملة سوداء)، ومرتكب له جُرم، وهو يشعر بالذنب، وحاب يكفر عن سيئاته في المطعم!
عجيب أمر هؤلاء النسوة! اللاتي يعملن وفق قاعدة وراء (كل هدية) مُصيبة، واحذري من (عزايم زوجك)، وعباراته الرومانسية، فبدل أن تفرح الزوجة بهدية زوجها، تتحول إلى (المحقق كونان)، بمساعدة (الفراشات) المُحبات لفعل الخير!
إحدى الصحف الخليجية، نشرت الرسالة التالية (أختي تخيلي.. زوجي عزمني في مطعم رومانسي، وبدأ يزيح الكرسي، ثم بدأ يقول عبارات الحب، وقال لي اختاري العشاء، وبعد ما طلبت العشاء، قال أحب أن أقول لك شيء، ولكن بعد العشاء)! وطلبت الصحيفة من القراء المساعدة في معرفة (السبب) بحكم خبرتهم؟ ومراسلتها!
معظم القارئات كانت إجابتهن: (طلب منك الموافقة على زوجة ثانية)؟ (تحوّل الجو الرومانسي إلى عراك بالملاعق والسكاكين)؟ (بيقولها أنا متزوج عليك)، أكيد قال لها (أنت طالق)، (ما يبيلها.. قرر يعترف بزوجته الثانية)... الخ من الاجابات التي كانت حول (زواجه الثاني) بشكل ظلامي!
علمياً يقال إن المرأة تلجأ (للنكد) بفعل ضغوط فسيولوجية روتينية يومية، فهي لا تستطيع أن تفرح بلحظة السعادة نتيجة (تجارب أخريات)، دراسة مصرية تقول إن الأعمال الجديدة للمرأة في المجتمعات العربية مُرهقة جداً، وهي التي تخلق هذا الجو من الضغوط، فمثلاً المرأة تقوم بـ25 نشاطا يوميا مُرهقا، بينما الرجل لا يتجاوز 9 مهام يؤدي معظمها باسترخاء كالجلوس المستمر، ولقاء الأصدقاء على القهوة (يقابلها الاستراحة لدينا)، وغيرها من الأنشطة السهلة!
للفائدة: أحذر أن تعزم (زوجتك) منتصف الأسبوع، فالعاقل من اتعظ بغيره!
وعلى دروب الخير نلتقي.