ما أجمل العربي حين قال «جزى الله الشدائد كل خير.. عرفت بها صديقي من عدوي» لقد نجحت (عاصفة الحزم) في (تعرية بعض العرب، سواء من المثقفين، أو ممن ينتمون إلى الإعلام، أنهم عرب، ولكنهم بدماء فارسية) لأنهم ارتضوا بأن يعيشوا تحت ظل (العلم الإيراني) وأن يرتهنوا بأنفسهم لأوامر ونواهي (الملالي) لقد عرتهم (عاصفة الحزم) قبل توقفها وأخرجتهم من جحورهم، لتظهرهم على حقيقتهم، وهم ينفثون سموم أحقادهم تجاه المملكة العربية السعودية، وتجاه شقيقاتها دول الخليج العربي (هؤلاء الأقزام من الإعلاميين والمثقفين) الذين كنا نظنهم إخوة في العروبة والدم، وكنا نحسب أنه حينما نفتش عنهم وقت الأزمات، سنجدهم يشدون من أزرنا، ويناصروننا لأنهم يعلمون أن السعودية وبلاد الخليج دائما على الحق لأنه لم يعرف عنها إلا حسن الجوار، وليست بلدانا معتدية، ولا تحب الحروب، فوجدناهم أول من قلب لنا ظهر المجن، واصطف مع العدو، هؤلاء يعتقدون حينما يقولون أننا أبناء (الصحراء) أن هذه مسبّة، أو معايرة أو منقصة لنا نحن السعوديين بشكل خاص، أو الخليجيين بشكل عام، وما علموا بأننا نشرف بأننا أبناء الصحراء، وهي أمنا إن أردنا قول هذا لهم، وبكل فخر نقولها، نعم نحن أبناء الصحراء بما فيها من ملامح أكسبتنا، أجسادنا معجونة ببطحائها المسك، وصبرنا منسوج من تضاريسها، وبأسنا من رحم لهيبها، أعرابها عراب أقحاح لايعرفون الغدر، سماتهم الوفاء، تسكنهم الشيم والقيم، كما سكنت القمم شّم الجبال، نعم نحن أبناء الصحراء إن أرادوا قولها لنا فليقولوها، ذلك لايضيرنا، لكن ليثقوا بأنهم لو فتشوا في قلوب ساكنيها، لما وجدوا سوى إيمان بالخالق لايتزعزع، وكرم بامتداد حدودها لاينتهي، وشجاعة مكسية بلهيب هجيرها، ولفح زمهريرها، وصبر بحجم كثبانها، ووفاء كصفاء سمائها في الليل، وجمال كلطف أنسامها في كل حين، أبناء الصحراء ليس من طبعهم (الخيانة) وليست من أخلاقياتهم (التلون والغدر) فكيف لانشرف أننا أبناء الصحراء، لكن ليعلموا أن أبناء الصحراء، ليسوا كما يظنون (نفطا، وريالات) كما يرددون، أبناء الصحراء يطرقون أبواب (ناسا) ويدخلون إلى بطن غرف (الأبحاث الطبية في أشهر معاملها في العالم) ويخترعون علوم الحياة في أرقى جامعات العالم رجالا ونساء، هل سمعوا بالدكتور عبدالله الربيعة أشهر الجرّاحين العالميين فى مجال (فصل التوائم المُلتصقة) أو الدكتور (محمد بن راشد الفقيه) أول جرّاح (غير امركي) يحصل على درجة بروفيسور من جامعة هارفارد الأمريكية العريقة في مجالات جراحة القلب والأوعية الدموية، أو عرفوا الدكتورة (غادة المطيري) العالمة السعودية التي نالت أرفع جائزة للبحث العلمي في الولايات المُتحدة، وتترأس مركز أبحاث بجامعة كاليفورنيا بسان دييجو، أو الدكتورة خولة الكريع ابنة الصحراء الطبيبة والعالمة، الفائزة بجائزة جامعة هارفرد عام 2007م على أبحاثها في مجال تشخيص السرطان والكشف المبكر، أو الدكتورة (حياة سندي) المالكة لكثير من الاختراعات والأبحاث العلمية المهمة للإنسانية، ومن أهمها مجس مغناطيسي متعدد لتحديد الدواء المناسب، على مستوى المؤسسات العلمية هل يعرفون (جامعة الملك سعود) التي حققت مركزا مرموقا بين 500 جامعة هي الأشهر في العالم بحسب تصنيف (شنغهاي) وحققت المركز 247، هل يعلمون أن طلاب المدارس عندنا يشاركون في محافل وفعاليات عالمية، وينافسون طلاب دول العالم، بل ويتفوقون عليهم في مخترعات طبية وعلمية وإنسانية وأدبية جميعهم قدموا من (الصحراء) من المملكة العربية السعودية، ولو كان المجال يتسع لذكرت الكثير من الانجازات العلمية والطبية والصحية والإنسانية لأبناء السعودية، أبناء الصحراء، ولما وسعتني المقالات لذكرها، فليتهم يكفون عن مهازلهم، وينتبهون لبلدانهم، ويتعلمون دروس الوفاء لا النكران لهذا البلد رغم أنه يعطي بدون منّة، أما نحن فكما قال الأمير عبدالقادر (مافي البداوة من عيب تذم به.. إلا المروءة والإحسان بالبدر) لكن (هم ماذا لديهم سوى التآمر، وشق الصفوف والتخاذل)
- محمد بن إبراهيم فايع