واشنطن - واس:
أوضح خبيران في الشؤون الدولية أن عملية إعادة الأمل في اليمن ستركز على مراقبة الأوضاع ومنع العودة إلى حالة الفوضى والتعدي على الشرعية وذلك لتحقيق الأمن و الاستقرار بوصفهما مطلبين رئيسين لنجاح عملية إعادة الأمل. وأكدا أن عملية عاصفة الحزم حققت أهدافًا عسكرية، فيما تسعى عملية «إعادة الأمل» إلى تحقيق أهداف سياسية وإنسانية واقتصادية.
وأوضح باحث أول في المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية ومقره واشنطن الدكتور عماد حرب أن عملية «عاصفة الحزم» كانت بقدر المبتغى وحققت أهدافًا سياسية وأمنية وعسكرية خدمة للشعب اليمني والشرعية اليمنية بالدرجة الأولى،وخدمة للأمن والاستقرار الداخلي والإقليمي. وقال إن « الضربات العسكرية استهدفت ميليشيا الحوثيين المتحالفة مع الرئيس اليمني المخلوع ومؤيديه، ولكنها في نفس الوقت لم تدمر كل القوة العسكرية التي في المستقبل ستكون القوة العسكرية بيد السلطة اليمنية الشرعية المستعادة». وبين الدكتور عماد حرب أن انتهاء عاصفة الحزم جاء في وقته، لأنها حققت المراد منها عسكريًا وهو إضعاف المناوئين للشرعية واستعادة الشرعية وتأمين أمن المملكة العربية السعودية. وقال باعتقادي أن هذا كان مخططًا منذ البداية،لأن عملية من هذا النوع، من الناحية العسكرية، لا يمكن أن تستمر لوقت طويل.» وأضاف «والمهم أن العملية مستمرة بشكل آخر، أي كعملية إعادة الأمل، التي وإن ستركز على الاستمرار في مراقبة الأوضاع ومنع العودة إلى حالة الفلتان والتعدي على الشرعية من قبل أي فريق يمني، فهي لها عنصر عسكري أيضًا،إذ إنها ستُبقي على مراقبة الأجواء اليمنية والموانئ والمياه الإقليمية لتمنع إيران من محاولة إعادة دعم الحوثيين عسكريًا في نفس الوقت الذي تراقب فيه تحركات ميليشيا الحوثيين داخل البلاد».
وقال «ولا يخفى أن عاصفة الحزم أمّنت جوًا ممتازًا, لحل سياسي للأزمة الراهنة في اليمن. كما أن المهم هو أن عاصفة الحزم أضعفت الميليشيا الحوثية غير المعارضة لتطبيق المبادرة الخليجية ومقررات مؤتمر الحوار الوطني».
وأشار الدكتور حرب إلى استخلاص ثلاثة دروس على الأقل من عملية عاصفة الحزم، مبينا في هذا الخصوص أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية «بقيادة المملكة العربية السعودية تستطيع أن تؤدي الدور الأهم في الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية وأمنهما، وبالحقيقة في المجال السياسي والأمني العربي العام، وذلك لمنع التدخلات الأجنبية وخاصة الإيرانية». من جانبه، قال الدكتور جون ديوك أنثوني مؤسس ورئيس المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية إن الدافع من وراء قرار إنهاء عاصفة الحزم هو تحقيق الحملة الجوية لأهداف العملية. وبين أن هذه الأهداف متعددة الوجوه، فمثلا لم تكن فقط لضمان عدم انتشار رقعة الفوضى في اليمن إلى المملكة العربية السعودية ولكن أيضا لضمان سلامة السيادة الوطنية للمملكة وسلامة أراضيها. بالإضافة إلى ذلك، سعت العملية إلى ضمان أنه لن يتوفر للمتمردين الحوثيين والمجموعات المسلحة الأخرى الوسائل العسكرية التي تشكل تهديدا على المملكة.
ورأى أن هذه الأهداف تحققت من خلال الحملة الجوية التي استهدفت الصواريخ وأنظمتها وتفكيك غالبية أن لم يكن كل مخازن الذخيرة والقدرة على إطلاق الصواريخ، وأيضا من خلال السيطرة على المجال الجوي لليمن وفرض حصار على الموانئ الرئيسية خاصة عدن و الحديدة وبحماية حدودها من غارات المتمردين الحوثيين. وقال الدكتور أنثوني «استطاعت المملكة بعد تحقيق هذه الأهداف أولا أن تبدأ الحملة الثانية وهي عملية إعادة الأمل»، موضحا أن أبرز ملامح عملية إعادة الأمل هي الجانب السياسي و الاقتصادي و الإنساني. وتحدث عن الجهود التي بذلتها وتبذلها دول الخليج لمساعدة اليمن وقال في هذا الخصوص إن «دول الخليج العربي الست مجتمعة وبشكل فردي كانت ولاتزال من الأوائل في بذل أي مساعدة يحتاجها الشعب اليمني. والمملكة العربية السعودية تأتي في المقدمة حيث قدمت خلال العقود الماضية الكثير من المساعدات الاقتصادية والتنموية لليمن بما يفوق بقية الدول والمنظمات المالية والاقتصادية الدولية مجتمعة». وأشار الدكتور أنتوني إلى أن الأهداف الإنسانية في اليمن لا يمكن لها أن تتحقق قبل أن يتم أولا تحقيق الأمن و الاستقرار.
فإدارة الأهداف الإنسانية مثل العمليات والتوزيع والدعم اللوجستي لن تكون ناجحة حتى يتحقق هذان الهدفان. وقال إن عملية عاصفة الحزم «أنجزت أهدافها الاستراتيجية والتي تمثلت في تأمين الأجواء و المياه اليمنية ، و إزالة العوامل التي تهدد أمن المملكة العربية السعودية و تهدد امن حدودها مع اليمن ، و لذلك فإنه كان من الطبيعي إنهاء العملية بعد تحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية و البدء في عملية «إعادة الأمل»التي سوف تستغرق وقتًا وجهدًا لا يستهان به. وتابع أن نجاح عملية إعادة الأمل يتطلب توفر عددًا من العناصر، مشيرًا في هذا الخصوص إلى أنه من الضروري أولاً توفر حالة من الأمن والاستقرار وبشكل خاص للبعد الإغاثي من العملية, إذ إن أبعاد الإغاثة الإدارية و اللوجستية و العملياتية تحتاج كلها إلى درجة من الأمن و الاستقرار حتى تنجح عمليات الإغاثة. وفي شأن العوامل السياسية، قال الدكتور أنثوني فإنه من الضروري الذكر أن الفوضى السياسية في اليمن هي التي تسببت بالوضع الحالي في اليمن و أرغمت قوات التحالف على خوض عملية عاصفة الحزم. ولذلك فإنه من الضروري إيجاد حل سياسي في اليمن ينهي الفوضى السياسية من أجل أن تنجح عملية إعادة الأمل».