د. خيرية السقاف
من حق أي فرد حين تسند إليه مسؤولية، وتحال إليه تكاليفها، وتناط به مهمة اختيار من يتولى أقسامها، أن يخطط لجديد، ويؤسس لمتغيِّر، ويبني لرفع دعاماتها بما لا يخل بأسسها..
ذلك لأن من سبقه بلا شك قد فعل جهده أن يبتكر، ويضيف،..
والمؤسسات في المجتمع لا تعلو قوائمها إلا بمزيد تنامٍ لتحقيق أهدافها في منظومة توافق، وأخذ، وإضافة بين من سبق، ومن لحق في زعامة إدارتها...
هنا مؤسسة التعليم على سبيل المثال..
قد أسست على نظام، وبنيت على أهداف، وتم التطلع الدائم لأن تكون المصدِّرة للمجتمع العقولَ النافعة، والقدرات الفعالة..، والميول المبدعة المبتكرة، والعزائم المجددة..
لاسيما أن العقول وهي في بتولها، ونمائها، وتدرج مراحل إدراكها، عجينة لدنة داخل فصول مدارسها، بين أيدي معلميها، ومديريها..
حيث يقضي الفرد فيها جلَّ عمره الأول، ومقتبل المتنامي مرحلتين تسند إليهما مرجعية التأسيس في الإنسان، ونوعية التمكين، وقيمة التكوين..!
فإن لم تكن هذه المؤسسة قائمة على نسيج يتنامى في الاتساع عرضاً وطولاً، عمقاً، ومعنى فليس هناك ما يطمئن لسلامة، وصحة مسراها..
الدكتور «عزام الدخيل» الآن في المحك، في بدء احتاكه بتفاصيل هذه المسؤولية الكبيرة، في محك أن يضيف للمجدي، وأن يؤسس للإضافة، وأن يوطد للبناء..، وأن يشيد للثقة قصوراً..
وبالفعل هو الآن يضع لبنات على لبنات، ويحيل تكاليف لأكتاف، ويرسم خطوطاً لمستجدات..
والهدف منها واضح، وهو مواكبة ما يطرأ من مستجدات في المجال على مستوى الفكر التربوي الإنساني في هذا العصر..،
ولتحقيق طموحات الفرد الواحد في مجتمع الوطن كله لهذه المؤسسة، الفرد الذي يتشبث بالأمل في كل مسؤول يأتي على ثغرها..،
لكن الطريق أمامه طويل، والعشم فيه كبير، مع أننا ندرك جميعنا أنه يحتاج إلى بطانة صالحة جادة، ومجتهدة.. ولن يحسن اختيارها إلا هو بعون كل ذي خبرة يتجرد، ولا يحيد..
وهو أيضاً يحتاج إلى أفكار بالغة الدقة، والأهمية، والنتمائية، والاختصاصية، والخبروية، والبنائية،...
أما المال الذي يساعد على كل هذا وغيره، فإنه متوفر لأن الميزانية خصبة، وخضرة..
لكننا نأمل أن يتحول كل ما فيها من «الهللات» إلى غرسة ذات جذر قوي..
الوقت لم يحن لنقول له:
تعال أيها الوزير الفاضل فاخبرنا ماذا فعلت..؟،
لأنه الآن في وقت يجتهد،
ولأنه الآن يقترب بطريقته من هموم هذه المؤسسة..
فعسى الله أن ينير له تفاصيل مساربها..، ويعينه على إنماء قوائمها، وثبات جدرانها.