د. خيرية السقاف
تبدلت أحوال المناخ..
أمواج الغبار تعتري..
حلول الريح، وانخفاض الحرارة..
والبحر في انسيابه، والفضاء في مداه..
والثرى تنبجس فيه بحيرات لم تكن..،
والسدود تفيض..
الأعاصير نوازل ..
والناس تتوجس..
الصقيع في ركنه يتحفز ..
والقيظ في انتظاره يتململ..
والبروق معادن، والرعد آلات..، والساحات قتال..
والكفوف مديات..، والحفرة مرآة..!
البناء هدم، والعمار خراب..!!
الناس في اضطراب أحوالها، وتلوّن مزاجها..،
وثقل أعبائها..، تزفر ..،
تشهق في مرجل تغيُّرها..، ومتغيِّرها..!
النسيج تنفرط خيوطه..
الفردُ في ذهول يسائل نفسه: ما الذي سيكون..،؟؟
منعطفات عديدة تمرق كما البرق بالمعاصرين في حياتهم الراهنة...،
بينما لا يقوى منهم أحد أن يلحق ريحَها،..
و لا أن يتفرّس في منابتها، فيصفو له التفكير في مآلاتها..،
ولا أن يتمكن من التحلّل من مدهشاتها،..
أو الانزواء عن تياراتها..!!
مناخ العقول ..، كمناخ القلوب..، كمناخ الجو...، كمناخ النفس...، كمناخ الموسم الزمني،..!!
فيها تتداخل خلطة ليست سرية ، ولا جهرية، ..،!!
لكنها غريبة لا تبسط تفاصيلها لأي صاحب عقل، وقلب في جسد كل ذي جسد يتحرك فوق أرض المعمورة....،!
مَفصَلٌ حاد الزوايا، والسطوح هذا الذي يدق وتده في باب الزمن القائم السائر.. ،
الجارف في تياره ما مضى..، المغير في اتجاهاته لما هو آت..
المتخلي في حقيقته عمَّا هو قائم..!
والإنسان صانعٌ، محترفٌ. في مهارة صنعه، وصنيعه..
يعمل بقوة على التغيير، فيما يقف بجرأة يصرخ: ما الذي تجري به أيامنا..؟ وإلامَ، وكيف، ولماذا..؟!!
وهناك الراكضون من ورائها يحمِّلونها وزر ما تجري به..
بينما في عقفة علامة الاستفهام تضيع النُّهى..!
فالبشر يعبرون منحنىً بالغاً في خرابه، وتيهه، وفجائعه..!
مناخه غير المناخ، ..
وموسمه خامسٌ لا لون له ..،
لا طعم غير المرارة التي في المذاق..!!