د. خيرية السقاف
على خط الحدود يسهر الجنود..
عيونهم ترقب خطوط المفازات, والمنعرجات في جدار الوطن..
ليبقى آمنا مطمئنا..
والنساء وحدهن من يعرفن معنى خفق القلوب,
وسهد العيون, وعد النجوم.. وشجن الود..
النساء وحدهن يعرفن ملمس الحنين، وقطيفة الود, ووهج بوتقة اليقين...
النساء أمهات, أخوات, رفيقات, خالات, جدات, عمات.. قريبات..
جارة تنسج مع جاراتها قراطيس الحكايات..
تلقم معهن أفواه القلوب بالنبضات..
قريبة تلضم معهن مواعيد الانتظار..
وترسمن ألوان طيف النصر..
تنحتن بيارق عودة الخوذات مضمخة بماء عروق الوطن..
ولمعة النصر والظفر..
هؤلاء هناك كل نساء الوطن هن..
في الحدود الجنوبية منه, وتسابقن يعددن للبواسل الوجبات..
وما لذ من هوى الوطن، وعطره، وسقياه..
يقدمن لجنده المرابطين عند مشارف خاصرته، يقين قلبه, وجذع ظهره.. معجونة تفاصيله بالرغيف، والطبخة، والرشفة..!
والعاصفة في أوراها.. بآمالها.
هؤلاء هن نساء الوطن بنات جازان، ونجران..
محاضن الوفاء, وسند الأوفياء..
الدرع اللطيف للنبض الكثيف..,
الصفاء عند هيجان الغبار, والصدق عند تداخل الليل والنهار..
عند يقظة عين الوطن هن الوطن..
الحارس والكف، والكلمة والكتف..
عند حزم الوطن هن الزنار والدرع، واللقمة والقطرة..
يبددن السراب بحضرة الحقيقة..
وينسجن خيوط النور على كفوف الأبناء، والأزواج، والإخوة، والجيران..
حين يصبحن كل الوطن, وقت أن يختصر الوطن في رجاله كل الوطن..
فبوركت نساء الوطن..
مؤونة القوة، والعطاء، والأزر في الشدة، والرخاء..