استطلاع - ناجي الحقباني:
يمر الكيان الشبابي في الفترة الحالية بأوضاع ليست مستقرة، فالنتائج الأخيرة للفريق الكروي الأول والواجهة الأولى للنادي تكشف الحال الشبابي غير المرضي لعشاقة، في الدوري المحلي يقع مركز الفريق في المرتبة الخامسة، أما آسيوياً فالفريق يقبع في قاع الترتيب بنقطتين فقط.
«الجزيرة» أجرت استطلاعاً بين عدد من الجماهير الشبابية، إذ وجهت لهم عدداً من الأسئلة أبرزها: ما الأسباب التي أدت إلى التراجع الكبير في مستوى الفريق الأول؟ وما هو طريق العودة السريع؟ فكانت إجابة الجماهير متقاربة إلى حد كبير، فأسهم النقد في مجملها كانت توجه لرأس الهرم سمو رئيس النادي الأمير خالد بن سعد، لكونه المسؤول عن اختيار طاقم العمل والذي اتفق جميع المشاركين في الاستطلاع على فشله الذريع.
فإلى رأي جماهير شيخ الأندية حول وضع فريقهم الحالي: في البداية تحدث المهندس «مشعل الشمري» خلال مشاركته بقوله: إن أولى خطوات التقهقر الفني تعود لإقالة المدرب البرتغالي مورايس والذي يعد بداية النكسة الشبابية، فبعد أن كان الفريق متصدراً في الجولة الثامنة يأتي القرار غير الموفق بإبعاد المدرب والاستماع إلى رأي المستشارين الذين خذلوا الليث بسوء آرائهم.
وأضاف الشمري: سمو رئيس النادي الأمير خالد بن سعد لم يحسن ردة الفعل، فعلى الرغم من تراجع مستويات الفريق إلا أن الحل الوحيد عند الإدارة الشبابية هو قرار تغيير الجهاز الفني. كما أكد الشمري أن الحل الوحيد الذي بيد الإدارة الشبابية هو التفكير والعمل بجدية واحترافية للموسم المقبل أو ترك النادي، فالحلول بسيطة لمن أراد التصحيح. فأول الحلول: وضع خطة واضحة المعالم لمستقبل الفريق. ثانياً: إبرام صفقات جيدة للاعبين محليين وأجانب والتوقيع مع جهاز فني عال المستوى وعدم تكرار الاستعانة بالوكلاء الذين خدعوا الشباب بمحترفين ومدربين لا يستحقون ارتداء الشعار الشبابي. وأخيراً إبعاد بعض اللاعبين الذين حققوا كل ما يرجونه في كرة القدم ولن يقدموا أكثر مما تم تقديمه فنياً.
فيما يرى «مازن الحربي» أن أبرز الأسباب التي جعلت الفريق يعيش في دوامة التخبط هو تأخر بدء استلام الإدارة الحالية للفريق مما جعلها تدير النادي بطريقة غير احترافية، إضافة إلى انشغال الإدارة في أمور هامشية أدت إلى هذا التدهور الفني والإداري، كما ارتكبت الإدارة خطأ كبيراً جداً وهو عدم مواصلة الأمور الإيجابية في الإدارة الماضية كالتصاريح التنافسية التي تزرع في اللاعبين روح التحدي والمنافسة. وأضاف الحربي أن من الجوانب السلبية في هذا الموسم القرارات المتسرعة، وذلك يعود لاختيار الكوادر الإدارية السيئة والمستشارين غير الأكفاء مما أدى إلى أخطاء فنية جسيمة أبرزها تولي 4 مدربين للإشراف على الفريق الأول وكذلك التخبط في اختيار اللاعبين الأجانب غير المؤثرين، بدليل عدم نجاح أي لاعب تم التعاقد معه. وحول الحلول الآنية والممكنة قال الحربي: الحلول السريعة تقتصر فقط على أمور بسيطة لا تتجاوز بعض الأمور النفسية والإدارية والتي لم تستطع الإدارة توفيرها طوال هذا الموسم. أما الحلول المطلوبة للموسم المقبل فأهمها عودة نغمة التحدي وإحياء الروح المعنوية، وإسناد مهمة الإشراف على الفريق الأول إلى أي من أعضاء الشرف القريبين للفريق كما تعمل به الأندية، وقبل كل ذلك التعاقد مع نجوم محليين وأجانب وعدم الاكتفاء بالمواهب الشابة التي يصعب الاعتماد عليها بدون وجود رباعي أجنبي يفيد الفريق الفائدة المرجوة، وليس التعاقد مع أجنبي يظل حبيساً لدكة البدلاء لعدم تفوقه على العناصر الحلية! وختم الحربي مشاركته بقوله: العمل على هذه المنهجية أو سيبقى رحيل الإدارة الخيار الأمثل للنادي لعدم تكرار هذا السوء الإداري والفني هذا الموسم.
هذا، وقال المشجع جابر الشمري المعروف بـ «أخو سلمى»: يحزنني كمشجع شبابي تعود دوماً أن يكون فريقه منافساً على جميع البطولات في كافة المناسبات وأن يشاهد فريقه يترنح هذا الموسم بين خسارة وتعادل. الشباب المهيب هل أعلن المشيب؟! (سؤال يراودني كثيراً). خيبة أمل في ظل تنامي الشعبية الشبابية واتساعها ولعل الأسباب كانت مشتركة بين الإدارة الحالية والسابقة بعدم وضوح الرؤيا لحجم التطلعات والآمال والرغبات ومكانة الفريق الشبابي التي اعتادها جمهوره. وأضاف الشمري: تعددت الأسباب وتوالت الظروف وتنوعت مصادر الأعذار فإدارتنا الحالية لم توفق بتبديل المدربين ولا بالطاقم الإداري المرافق للفريق الأول ولا بالأجانب الذين يصنعون الفارق؛ كما أنها لم تبدأ بالتقييم الجيد للاعبين كبار السن وتسهم في الإحلال وإعطاء الشبان كامل الفرصة في فرض ذاتهم على الخارطة الشبابية، ناهيك عن غياب التحفيز والعمل الإداري الجيد والمنظم. كما ذكر الشمري أهم المطالب ليعود الشباب حيث قال: يجب أن يدرك الجميع أن جمهور الشباب العاشق تعود أن يكون فريقه بطلاً لا يقل عن غيره، وأن عودته لن تطول بشرط منح العديد من الأسماء الشابة الفرصة الكاملة مع إعادة المدرسة اللاتينية على المستوى الفني والتعاقد مع أربعة أجانب مميزين ومؤثرين في الخطوط المتنوعة، كما أن التعاقد مع بعض الأسماء المحلية وترميم الخطوط الأكثر ضعفاً بات أمراً لابد منه، كما يجب تكاتف أعضاء الشرف وقربهم من الفريق بدعمهم مادياً ونفسياً وإعلامياً. وأضاف: يقلقني كعاشق شبابي وفي ظل تعاقب المدربين وغياب الكثير من اللاعبين عن مستوياتهم أن يسهم ذلك بعدم بروز اللاعبين الشبان وعدم وضوح أدائهم، فرغم أني مع منحهم الفرصة الكاملة إلا أنه من الصعب الحكم عليهم أو تقييمهم نظراً لعدم الانسجام التام وتنوع الأدوار وغياب التوظيف الجيد من قبل المدرب. كما تحدث الشمري عن أحد مسببات الضعف الحاصل وهو الانقسام، إذ ذكر أن انقسام الصف الشبابي ودخول ثلة من المرتزقة والجماهير غير المحسوبة على الكيان والتي تقزم الشباب تارة وترفعه تارة وتمتدحه هنا وتذمه هناك. فكم يؤسفني أن تصبح تصفية الحسابات والخلافات بشكل علني يتابعه بعض الناس بشغف ويتشفى الخصوم بحال الشباب والضحية تشتيت اللاعبين والإداريين والجمهور. وهنا نقول لا ينكر حقبة البلطان إلا جاحد.. ولا يحارب ابن سعد إلا حاقد.. إنجازاتهم الذهبية التاريخيه كبت بماء الذهب ليعلم العشاق أن خوالد الشباب قوة وأن وحدة الصف مطلوبة بالوقوف مع الكيان مهما اختلف الرئيس فالكيان ثابت والجميع راحلون، ولا ننسى وقفات الرمز الشبابي ودعمه غير المحدود والذي نأمل أن يجتمع الجميع معه على كلمة واحدة لمصلحة الكيان.
من جانبه قال الشبابي «وليد بن خالد» إن كل منظومة أياً كان مجالها وطبيعة عملها تحتاج إلى إدارة قوية في الجانب المالي والإداري لتستطيع أن تصل بمن معها إلى منطقة الإنجازات.
ما حدث في الشباب أن الإدارة لم توفق في كثير من قراراتها، فالاختيارات الإدارية غير موفقة، فشاغالو المناصب الإدارية والفنية معظمهم تم تغييره أو استبداله، والمنافسات مستمرة، وهذا أحد مسببات الفشل الكبير. وأضاف ابن خالد: الحال السيء الآن لم يعد سببه فنياً فقط، بل هو إداري محض بدليل تغيير أكثر من مدرب بشكل عشوائي والحال بقي كما هو!! كما أكد أن العشوائية في اتخاذ القرارات تفسر الضعف الإداري، محملاً سمو رئيس النادي كامل المسؤولية لعدم اختياره للجان استشارية كفؤة، ولاسيما الفشل في اختيار طاقم عمل محترف وخبير. كما أكد أن سياسة الإحلال لن تنجح في ظل عدم وجود محفزات معنوية وعناصر مميزة وخبيرة تسهم في بروز اللاعب الصاعد.
هذا، وقد شارك المشجع «نواف المقيط» بحديث مختصر حول الوضع الشبابي، إذ قال: الإدارة الشبابية لم تظهر عملاً جاداً هذا الموسم، فهناك بعض الإداريين لم يقدموا ما يشفع لهم بالبقاء، وهم احد مسببات الإخفاق للبرود الذي يعيشونه مكتفين باسم المنصب دون عمل واضح ومفيد. وأضاف: يجب على الإدارة الشبابية أن تعمل وتحسن اختيار اللاعبين الأجانب المميزين، وأن تظهر للجماهير الشبابية ماذا تعمله للفريق ليس عبر الإعلام بل بالنتائج الإجابية في أرض الميدان. من جهته ذكر المشجع الشبابي «ماجد الزهراني» أن أبرز أسباب نزول المستوى تعود لانخفاض المستوى العام لمعظم عناصر الفريق وغياب الروح عند معظم اللاعبين محملاً غياب الروح لضعف شخصية مدير الفريق عواد العنزي، حيث قال الزهراني: إدارة الكرة أبرز مهامها بث الروح والقرب من اللاعبين وحل مشكلاتهم من أجل خلق روح العمل الواحد، وهو ما يفتقده الشباب هذا الموسم. وزاد: عدم الصرامة في اتخاذ العقوبات وفق اللائحة الداخلية للنادي من الطبيعي أن تجعل اللاعبين يشعرون بعدم تحمل المسؤولية تجاه الشعار. وزاد الشبابي ماجد: على الإدارة العمل وعدم الالتفات لأي جوانب أخرى تشغلها عن مهمتها الأساسية، وهي صناعة فريق منافس، مشيراً إلى أن الإدارة لن تنجح إلا بعد التعاقد مع جهاز فني خبير ولاعبين أجانب ذوي مواصفات فنية عالية كي يسهموا في إنجاح برنامج الإحلال ولاسيما المحافظة على النجوم التي لم تصل حد التشبع كروياً. وختم الزهراني حديثه بقوله: على الإدارة تدارك الأخطاء سريعاً، فالنتائج على الرغم من تشابهها مع الموسم الماضي إلا أن الاختيار الصحيح في الكوادر الإدارية يساعد في تخطي المشكلات والتي هي رأس المشكلة في الشباب.
هذا، وقد اختصر المشجع «عقاب العنزي» الحال الشبابي في نقاط عدة إذ قال: أحد أهم الأسباب تعاقب المدربين في هذا الموسم على الفريق، وعدم الاستقرار الفني والنفسي لدى اللاعبين، وعدم الاستقرار على أسماء ثابتة في تشكيلة الفريق والتجانس بين اللاعبين بالفريق، والتعاقدات المتأخرة وخاصة في الفترة الشتوية التي لم يوفقوا فيها ولم تضف للفريق الفرق الكبير. كما أشار العنزي إلى أن أبرز متطلبات الفريق للعودة تكمن في التهيئة النفسية في المقام الأول وهو الأمر الذي يكاد يكون مفقوداً في الشباب، وكذلك قرب أعضاء الشرف الفاعلين بالنادي وتكاتفهم، فنجاح الإدارة هو نجاح للكيان وعشاقه. ولم يختلف العنزي عن رأي سابقه، إذ أكد أن نتائج الفريق متشابهة في الموسم الماضي إلا أن الكفاءات الإدارية هي العنصر الفارق. وأضاف: نعلم بمحبة الموجودين حالياً بالنادي لكن البقاء لمن يعمل باحترافية وتظهر معالم عمله وليس العبرة بمحبة النادب فقط فكلنا عشاق! هذا، وقد طالب الإدارة الشبابية بالعمل ورسم خطه واضحة المعالم من الآن للموسم المقبل وإبرام صفقات محلية وأجنبية لتعويض هذا الإخفاق الكبير والعمل المحترف هو ما يحتاجه الكيان في هذا الوقت.
من جانبه قال «محمد الدوسري» إن نكسة الفريق ليست في هذا الموسم، فالحقيقة أن الفريق كان يعاني عناصرياً منذ الموسم الماضي إلا أن الاختيارات الأجنبية كانت موفقة، وهي من كانت تقود الفريق فنياً بشكل جيد في كثير من المباريات. أما هذا الموسم فقد انكشف الحال بشكل جلي، فالعناصر المحلية معظمهم لم يعد قابلاً لبذل الجهد، وما زاد الوضع سوءاً هو الوضع الإداري الذي لم يستطع اكتشاف الخلل، فتغيير ثلاثة مدربين يبرهن على العمل السيء على كافة الأصعدة. كما نطالب الإدارة الشبابية بعدم التفكير في الرحيل بل العمل الجاد وتصحيح الأخطاء هو مطلب العقل، فالهروب من المشكلة ليس حلاً للشباب في الوقت الراهن، كما طالب الرئيس الذهبي باختيار العناصر الإدارية التي تساعده وتبحث عن النجاح بعيداً عن طاقم الخذلان سواء في اللجان الاستشارية أو إدارة الكرة.