الجزيرة - حسنة القرني:
أكد رئيس الأبحاث والتطوير والابتكار بمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور ماهر العودان لـ«الجزيرة» أن المفاعلات النووية وفقًا للاتفاقية التي تمت مارس الماضي بين المملكة وكوريا الجنوبية ستستغرق مدة 10 سنوات حتى تبدأ بالتشغيل وذلك لأن عملية البناء تستغرق وقت بالإضافة للتصاميم التي تحتاج لدراسة مستفيضة للمنطقة التي يراد البناء عليها لمعرفة مناسبة التكوين البيئي والمائي ولا يمكن حساب نتائجها إلا بعد الانتهاء من البناء والتنفيذ والتشغيل. جاء ذلك على هامش جلسة «مرئيات عن الطاقة النووية والمتجددة في المملكة» ضمن فعاليات لقاء «اقتصاديات الطاقة. وقال العودان إن الاتفاقية وإن كانت غير ملزمة للطرفين في شكلها إلا أن النية ملزمة للشراكة بين الطرفين معللًا ذلك بتوقيعها أمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ورئيسة كوريا. وقال العودان أن موارد الطاقة والمتوفرة في المملكة المنتجة هي النفط والغاز والديزل والزيت ويستهلك منها 51% في إنتاج الكهرباء والمياه. مبينا أن الهدف من إنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة هو إيجاد طاقة بديلة والحفاظ على سلاسل القيمة. مؤكدًا أن المملكة لديها فرصة في توطين عدد من سلاسل القيمة, وأنه من المتوقع في المستقبل أن تزيد كمية المياه المحلاة لتصبح 7 ملايين م3 عن الكمية الحالية التي تبلغ 5 ملايين م3. وبين رئيس الابحاث والتطوير والابتكار بمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة أن دول منطقة الخليج هي أكثر دول العالم في استخدام الوقود السائل لإنتاج الطاقة حيث إن بقية دول العالم يستخدمون الفحم والغاز لإنتاج الطاقة, مفيداً أن الاستدامة تعتمد على ثلاثة محاور هي الجانب الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. وكشف العودان أن إدخال الطاقة البديلة سيوفر160 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة, لافتاً النظر إلى أن مدينة الملك عبدالله قامت بدراسة لقياس الطاقة المتجددة وتم إنهاء تركيب70 محطة لقياس تلك الطاقة ,مشيراً إلى أن أفضل مواقع للاستفادة من الطاقة الشمسية هما المنطقتين الشمالية والغربية.
من جهته أوضح المحاضر بكلية الغد الدولية للعلوم الطبية والتطبيقية بالقصيم الدكتور عبدالحميد الجمال أن الحديث عن التنمية المستدامة يؤدي إلى التطرق عن البيئة إذ تتكفل الطاقة المتجددة إسهاماً في المحافظة على البيئة منوهًا أن الدول العربية تتمتع بارتفاع إشعاع شمسي مع انخفاض الغيوم في معظم أيام السنة بنسبة 20% وهذا ميزة لدول العربية في إنتاج الطاقة البديلة ,مشيراً إلى أن ذلك أظهر مشكلتان الأولى عدم مشاركة القطاع الخاص في إنتاج الطاقة, والاعتماد على الدول الغربية بذلك. وأوضح العودان خلال المداخلات بأن من دور مدينة الملك عبد الله إدخال الطاقة المتجددة النووية والتي تبحث الاستفادة من الطاقة النووية، مشيراً إلى أن المملكة تعد الدولة الوحيدة التي تحاول إدخال الطاقة المتجددة والنووية في المنظوم الثقافي بالمملكة، مبيناً أن توصيات الوكالة الدولية للطاقة النووية تفرض وجود بنية تحتية ومن أهم تلك التوصيات وجود منظم منفصل لتنظيم الخدمة. وأبان العودان أن المدينة في المراحل النهائية لوضع أنظمة السلامة فيما يتعلق بالمفاعلات النووية، وكذلك الاستثمار وتمويل هذه المحطات من خلال الشركات المناسبة وهذه المشاريع تم مناقشتها وتم الرفع بها لاعتمادها، بعد ذلك يتم اختيار التقنية المناسبة لذلك، وهذه المشاريع ذات تكلفة عالية من حيث التمويل ويبلغ عمر المحطات النووية 60 عاماً وفي بعض الأحيان يتم التمديد لعشرين سنة أخرى والعوائد من تلك المحطات ستكون على المدى البعيد. وأشار إلى أن الخيار الأول للمملكة للحصول على الغازات من أجل إنتاج الطاقة هي الاعتماد على النفايات العضوية والتي أثبتت الدراسات بأن الاعتماد على النفايات العضوية بحدود 3 ميجا واط وهي نسبة لا بأس بها.