تونس - فرح التومي:
لا تزال أسرار العملية الإرهابية الأخسرة تشغل التونسيين الذين احتفلوا أمس في جو حزين بالذكرى 77 لعيد شهداء الوطن الذين سقطوا بنيران المستعمر الفرنسي، من ذلك أن مصادر إعلامية أوضحت أن تنظيم «جند الخلافة» بزعامة شقيق الإرهابي الهالك لقمان أبو صخر، الذي أعلن ولاءه سابقاً لتنظيم «داعش» الإرهابي، أعلن أنه كان وراء عملية الهجوم التي طالت 4 شاحنات عسكرية في محافظة القصرين (250 كلم شرق جنوب العاصمة تونس) وتسببت في استشهاد 5 جنود وجرح 9 آخرين.
وقالت مصادر مطلعة بأن الدورية العسكرية التي تم استهدافها يوم الثلاثاء الفارط كانت متوجهة للجبل المذكور للقيام بعمليات تمشيط بعد ورود معلومات تفيد بتواجد عناصر إرهابية هناك، بعدما انطلقت من ثكنة سبيطلة، لتتفاجأ حوالي الساعة منتصف النهار بإطلاق نار كثيف من 40 عنصراً إرهابياً كانوا منقسمين إلى مجموعتين أحاطتا بها.
وكان الشقيق الثالث للإرهابي الجزائري الذي تم القضاء عليه في العملية النوعية التي جدت الشهر الماضي في قفصة المدعو لقمان أبوصخر، أعلن منذ فترة على الموقع الرسمي لتنظيم «جند الخلافة» أنه سينتقم لمقتل شقيقه خالد الشايب، متوعداً برد «عنيف ومزلزل»، لذلك خطط لاستهداف دورية الجنود.
يُذكر أن شقيق لقمان أبوصخر يُدعى مراد الشايب وهو الأخ الأصغر البالغ من العمر حوالي 30 سنة، ويقود تنظيم «جند الخلافة» بتونس ويعتبر من أخطر القيادات الارهابية الجزائرية في تونس، ويعد كذلك الصندوق الأسود لشقيقه أبوصخر، وهو مختص في تجارة الأسلحة والتهريب، وكان قد أعلن ولاءه رسميا لداعش. وكان وزير الدفاع الوطني فرحات حرشاني خلال دعا خلال حفل تأبين خمسة من شهداء الجيش الوطني، إلى ضرورة تمسّك كل التونسيين مهما كانت انتماءاتهم الحزبية بالوحدة الوطنية والالتفاف حول المؤسسة العسكرية والأمنية للانتصار في الحرب ضد الإرهاب.. وذلك على خلفية الانتقادات التي يطلقها بعض الناشطين في المجتمع المدني بشأن عدم اتخاذ العسكريين والأمنيين لكافة الاحتياطات اللازمة في تنقلاتهم هذه الفترة.
من جهة أخرى، أكدت مصادر حسنة الاطلاع أن قادة فجر ليبيا يعتزمون إغلاق معبر رأس جدير الحدودي مع الجارة ليبيا، للضغط على الحكومة التونسية لفتح المجال الجوي مع مطارات معيتيقة ومصراتة.
كما يسعون إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية بين تونس والحكومة المنبثقة عن المؤتمر المنتهية ولايته، والتي تسيطر على العاصمة طرابلس، فيما تتمسك السلطات التونسية بغلق مجالها الجوي مع ليبيا في انتظار انتهاء المعارك الدائرة هناك وعودة الاستقرار إلى البلاد، خاصة وأن تونس لا تزال في أدق مراحل حربها على الجماعات المسلحة التي دخلت أراضيها خلسة عبر المنافذ غير الشرعية مع الجارة ليبيا التي يرجح أن تكون بعض الأطراف فيها هي الممول الرئيسي للإرهابيين بالأسلحة والذخيرة.