طهران - احمد مصطفى:

يتواصل في الداخل الايراني الجدل الواسع حيال اتفاق لوزان النووي في وقت فرض فيه الاتحاد الاوربي عقوبات جديدة على بنك تجارة الايراني وسفن الملاحة الايرانية، وفيما شدد الاصلاحيون على تمسكهم في الاتفاق النووي ودعمهم لوزير الخارجية الذي لقبوه بـ(الدكتور مصدق) يواصل المحافظون تنديداتهم باتفاق لوزان النووي بين ايران والسداسية الدولية رغم تأييد خامنئي والحرس وزعماء السلطات الثلاث، مما يعطي مؤشرا خطيرا على خروج المحافظين عن بيت الطاعة وتفتيت الوحدة.

وذكرت تقارير من مدينة قم (مركز اتخاذ القرار السياسي في ايران) بأن المرجع مصباح يزدي رئيس جبهة المتشددين الاصولية توعد بإصدار فتوى يحرم فيها قبول ايران اي اتفاق نووي يتجاوز الخطوط الحمراء لايران.

ونقلت المواقع الايرانية تصريحات للشيخ مصباح يزدي عضو مجلس خبراء القيادة اكد فيها علي معارضته لاطار اتفاق لوزان لانه وجه ضربة لمصالح ايران وارشادات خامنئي واشار المرجع مصباح يزدي قائد جبهة المتشددين في ايران بأنه سواء قبل الفريق النووي ام لم يقبل فإن اعضاء (الفريق النووي) قد استسلموا ا للضغوطات الامريكية- الغربية وانهم وجهوا ضربة للقائد وللشعب ).

ويواصل المحافظون في طهران وقم (جنوب طهران) اجتماعات سرية لاجل الوصول الى بيان مشترك يدين اتفاق لوزان، وكان طلاب محافظون قد نظموا ندوة واسعة في جامعة طهران نددوا من خلالها باتفاق لوزان النووي فيما شهدت شوارع طهران لافتات وصورا تندد باتفاق لوزان صادرة من جبهة المحافظين الذين تعمدوا الي تحريك مظاهرة امام البرلمان رددوا فيها شعارات ضد اتفاق لوزان النووي، وقد التحق بهم نواب متشددون امثال كريمي قدوسي.

في المقابل ارسلت الحكومة ممثلا عنها الى مراجع الدين في قم لاجل محاصرة تحركات المحافظين التي شهدت تصعيدا رغم موافقة خامنئي والحرس الثوري على الاتفاق النووي في لوزان.

وفي هذا السياق حذر النائب الاصولي مهدي كوجك زادة بالاعلان عن تفاصيل الجلسة السرية التي حصلت بين وزير الخارجية واعضاء لجنة الأمن البرلمانية والتي شهدت سجالاً ما بين وزير الخارجية والنائب كريمي قدوسي الذي اتهمه بتجاوز ارشادات خامنئي.

من جانبه اعلن النائب المعتدل علي مطهري بأن اغلب النواب في البرلمان يؤيدون اتفاق لوزان النووي الا المحافظين وقال للصحفيين اليوم: أنا اعتقد ان هؤلاء النواب وهم قلة يتصورون جهلا بأن ايران كان لديها طموح في صناعة القنبلة النووية وانها قد تخلت الى الابد. واضاف: انا لا ادري كيف يفكر هؤلاء وكيف يقرأون الاتفاق النووي ؟ اننا قد حصلنا على حقوقنا لامتلاك برنامج سلمي. في السياق ذاته اعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي بان المنظمة ووزارة الخارجية اعدتا (ورقة الحقائق) الايرانية. وقال صالحي للتلفزيون الايراني وهو يرد على التصريحات المتناقضة للمسؤولين الاميركيين حول بيان لوزان بين ايران ومجموعة(5+1) : ان منظمة الطاقة الذرية الايرانية ووزارة الخارجية اعدتا «ورقة الحقائق» الايرانية (Fact Sheet) وهي الان بيد وزير الخارجية وسيتم نشرها لو اقتضت الضرورة.

واضاف، لو اجرينا تحليلاً لاعلان لوزان سنرى بأن المفاوضات كانت ايجابية بشكل عام.

وفي السياق النووي اعلن مسؤول ايراني بأن بلاده دشنت أمس الخميس اول مجمع وقود نووي افتراضي محلي الصنع و 3 منتوجات من الادوية المشعة الجديدة ومنتجا واحدا في مجال البيئة. وقال اصغر زارعان امين لجنة اقامة مراسم اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية الذي يصادف اليوم الخميس: تم ازاحة الستار عن عدة منتجات نووية سلمية جديدة تم التوصل اليها في العام (الايراني) الماضي (انتهى في 20 اذار/مارس)، من ضمنها انتاج اول مجمع وقود افتراضي و 3 منتجات من الادوية المشعة ومنتج واحد في مجال البيئة.