كان تجار الحرب والمناطق الساخنة في مختلف أنحاء العالم.. يعتمدون على ما كان يسمى بـ(المرتزقة).. أما الآن فإن (المرتزقة) أصبحوا يندرجون تحت مسمى فضفاض هو: (الشركات الأمنية).
لأن هذه الشركات ذات تخصصات كثيرة.. منها ما هو حيوي وضروري مثل حماية البنوك والفنادق والأفراد والشركات وغيرها.
وهذا النوع من الشركات.. ليس ما نهدف للحديث عنه..لأننا نريد التحدث عن الشركات (الأمنية) التي تعمل في المجال (العسكري).. أي التي تقدم المرتزقة للحروب الصغيرة والمناطق الساخنة.. والذين عرفهم العالم العربي من خلال وجودهم الكثيف في العراق وليبيا.
وللتذكير - فقط - فإن الفضائع الإنسانية التي حدثت في سجن (أبوغريب) العراق.. كان المسؤول عنها عناصر شركة (كاسى) الأمريكية التي تعاقد معها الجيش الأمريكي لتتولى (أمن السجون).
هذه الشركات أجورها عالية قد تصل إلى ستمائة دولار لليوم الواحد.
أما عناصر هذه الشركات فهم من العسكريين.. حيث إنه من المعروف أن سن نهاية الخدمة العسكرية في أمريكا - مثلاً - هو 45 سنة إضافة إلى جنوب إفريقيا الذين يمثل عسكريوها المتقاعدون عاملاً حيوياً في مد الشركات الأمنية بالعناصر الفعالة.. خاصة بعد نهاية الفصل العنصري هناك.. وإبعاد أعداد كبيرة من الجنود والضباط الذين لعبوا أدواراً مختلفة في ذبح وتعذيب المواطنين السود.. كما أن هناك - في العراق خاصة - شركات عربية حديثة تضم أعداداً كبيرة من عناصر الجيش العراقي السابق.. والذين يتواجدون حتى في خدمة بعض الفصائل السورية المؤيدة للنظام.
أما في ليبيا فإن الأعداد العاملة هناك لا يوجد إحصاء دقيق لها.. وهي تضم جنسيات مختلفة من إفريقيا وغيرها.
غير العسكريين تعتمد الشركات الأمنية على أعداد كبيرة من متقاعدي رياضات العنف مثل الملاكمة والكاراتيه وغيرها.
وهي بشكل عام لا تدعي ممارسة العنف والقتل ولكنها تزود كوادرها وجنودها.. بكل (الأدوات) والأسلحة التي تحافظ على حياته وتتيح له القدرة على حماية نفسه والبقاء على قيد الحياة.
وتعتبر تنظيم (داعش) من أفضل (زبائن) هذه الشركات إن لم يكن أفضلها على الإطلاق.. لأن الكوادر التي يعتمد عليها.. ليسوا هم المغرر بهم والجهلة والمنبوذين.. لأن هؤلاء هم (الوقود) الذين يضرمون به حربهم الغبية.. أما الكوادر الأساسية فهم أولئك الذين تنفق عليهم أموال الممولين أو الممول.. من الذين ينتمون لهذه الشركات التي لديها مرتزقة من جنسيات مختلفة ويمكنهم الوصول للمواقع المحددة لهم.. كسواح وأطباء ومهندسين وتجار وأسماء وأشكال مختلفة.
وتعتمد داعش على خبراتهم لتدريب الكوادر المغرر بها من صغار السن وصنع مقاتلين يقدمونهم للموت على طبق من الدعاوى الدينية المتطرفة التي ما أنزل الله بها من سلطان.
هذا الذي تقدم يتم عبر التعامل مع شركات أمنية كبرى مرخص لها وتعمل في بلدانها وفق شروط وقوانين.. وهي تقوم بكثير من المهمات الخطرة نيابة عن (الجنود) الذين تختار الدول بقاءهم في أوطانهم حتى لا تتعرض للنقد من شعوبها.. وغالباً ما تكون مهامها غير ميدانية كأعمال السجون مثلاً.. كما حدث في العراق وأن كنا نجد أنها تتواجد حالياً في ثلاث دول عربية سوريا والعراق وليبيا.. فإن وجودها الأكبر.. ما زال في أفغانستان عبر معسكرات تدريب التنظيمات الإسلامية المتطرفة.
علماً أن (زبونها) الرئيسي الذي يجند لحساب العمل في تنظيم داعش يعتمد على خبرات المقاتلين الأفغان (القدماء) الذين لديهم خبرات طويلة في معرفة الممرات الجبلية المناسبة التي يمكن التسلل منها للوصول للمواقع المطلوبة.. دون أن نعرف.. كم يبلغ أجر هؤلاء (الأدلاء) وهل يتقاضون أجورهم لإيصال (الرأس) الواحد.. أم على عدد كبير من (رؤوس) أو قطيع المقاتلين الذين يقودونه للموت لحساب ممول داعش.
** **
- عبدالله باخشوين