عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة، غيّرت (عاصفة الحزم) كثيرا من المعادلات والمعنويات العربية التي أوشكت، إن لم تكن اندثرت في العقود الماضية، بل وصل الهوان العربي والذل إلى درجة لا تصدق حتى أصبح العرب النقطة الأضعف عالميا، إلا أن قائد هذه الأمة الملك الحاسم سلمان بن عبدالعزيز لم ولن يرضى أن يستمر الأمر على ما هو عليه، خاصة أن الأمر قد وصل إلى كرامة وعزة الأمة من قبل شرذمة وعميلة تخدع من حولها،
خاصة من السذج وترفع وتردد شعارات مزيفة مثل الموت لأمريكا وإسرائيل وترديد الذهاب للقدس وهم في أحضان الفرس، ولكن في ظل هذه الأجواء كان لا بد أن يحضر التاريخ ويعيد نفسه ويعود بنا إلى أكثر من 1500 سنة مضت، والمعروفة بـ(يوم خزاز) الذي اجتمعت فيه القبائل العربية وانتصرت في معركة تاريخية على أعدائها (الفرس)، مستعيدة شيئا من كرامتها من ملوك اليمن، مدعومين من الفرس في إجبارهم على دفع الضرائب واستباحة أراضيها وأخذ الضرائب وأكثر بالإكراه، ويومها قادهم (كايب بن وائل) وكان جبل خزاز الواقع في منطقة القصيم مسرح المعركة المباركة التي من خلالها تم الإجهاز على جيش ملوك اليمن وحلفائهم من الفرس في يوم تاريخي من أيام العرب، واليوم يعيد التاريخ نفسه بعد 1500 عام، بقيادة الملك الشهم سلمان بن عبدالعزيز الذي كرر ما فعله العرب -آنذاك-، واليوم نقف شامخين مرفوعي الرأس بعزتنا بعدما أعاد لنا مليكنا -حفظه الله- كرامتنا، فما بين يوم خزاز واليوم (قصر العوجا) في الدرعية الذي شهد الاجتماع المبارك الذي أقره مليكنا وإخوانه عاصفة الكرامة عاصفة الشموخ، نعم إنها عاصفة الحزم.
غدا النصر بين التأكيد أو التفريط
قد يكون يوم غد السبت عندما يلتقي النصر الجريح مع العميد المستريح في لقاء كلاسيكو سعودي كبير يتطلع الجميع إلى لقاء يليق باسم وجماهيرية وسمعة الفريقين، وهنا تكمل أهمية اللقاء على غير العادة من حيث الأهمية، فكل فريق من الفريقين لديه طموح وأمل لا يقل عن الثاني، مع اختلاف المراكز الذي لم يعد بالفارق الكبير، فالنصر الذي ظل متسيداً الدوري ومتصدره منذ البداية، شهد تراجعا مخيفا، وخسر آخر لقاءاته على أرضه وبين جماهيره، وكانت خسارة ثقيلة بأربعة أهداف مقابل ثلاثة في مستوى حيّر محبيه وشهد تخبطا فنيا ساعد على خسارة اللقاء، واليوم يقف متصدرا، ولكن ليس بالفرق الذي كان عليه، فهو ليس بمأمن، وقد يخسر مركزه ويفقد الصدارة إن هو لم يحقق الفوز والفوز فقط.
في المقابل العميد المتطور والمنتشي بانتصاراته المتتالية يقوده مدرب كبير ومتمرس، يقود كوكبة من الشباب استطاعت أن تفرض احترامها على الجميع من خلال أداء مميز واحترام للخصوم وتقدير الجماهير المميزة، وغداً سيشهد ملعب الجوهرة المشعة حضورا جماهيريا كبيرا، فهل يعود العالمي بنقاط المباراة ويستمر متصدرا حتى إشعار آخر أم يجير العميد الصدارة لجاره وغريمه الراقي الذي يتمني عشاقه ذلك؟
نقاط للتأمل:
- ما بين قصر العوجا في الدرعية وجبل خزاز في منطقة القصيم 1500 سنة، ولكن الأهم أن ما بينهما عوامل مشتركة من أبرزها عودة الهيبة والسلطة والكرامة واحترام النفس.
- من خلال عاصفة الحزم المباركة تم استبدال لغة الكلام بالفعل، وأصبح التأثير العربي واضحا، وأعاد مليكنا وإخوانه العرب كرامة الأمة وقيمتها، وأكد أن بلادنا ليست قاصرة فالحلم السعودي له حدود.
- ما يميز مجتمعنا كخليجيين وكسعوديين أننا نختلف كثيراً، وقد تصل للهجر والقطيعة، ولكن عندما تصل الأمور إلى الوطن والكرامة تجدنا يدا واحدة وصفا واحدا خلف القيادة، وتحت أمر ولي أمرنا وقائد مسيرتنا.
- تعود عجلة الدوري هذا اليوم، ومن هذه الجولة يبدأ العد التنازلي وتتقلص فرص التعويض، والكل يندم على التفريط ويبدأ كتم الأنفاس بين تطلع للقب وبين الصراع للبقاء.
- ما قام به اللاعب ناصر الشمراني أمر مخجل؛ فثقافة اللاعب الهلالي وكذلك جمهور الزعيم لا يتغنى ولا يحتفل إلا بانتصارات وإنجازات الزعيم، ومن يحتفل من خلال الآخرين فهذا أكبر دليل على الإفلاس وتوقف الطموح.
- عاتب الجمهور الاتحادي حارس فريقه القرني على تصرفه الأخير واحتفاليته العنجهية، ولكن غير مستغربة منه فسجله في الأساس غير جيد ما بين الإيقاف وكثر العقوبات.
- أوقف مدرب فريق النصر ديسلفا لتلفظه على الحكم، واتهامه له بالرشوة، وهذا أقل ما يتخذ في حقه، ولكن ماذا عن مدير الكرة في الاتحاد حامد البلوي، ألم يقتحم الملعب ويتجه للحكم اليوناني ويشير بيده أنه قابض فلوس ومرتشٍ؟ عجبي.
- مبروك لمنتخبنا الأولمبي الفوز والتأهل لآسيا من باب البيت الإيراني ومن أرض طهران ومن أمام جماهيرهم، وهذا ما يجب أن يكون؛ فالمنطق يقول إن كعبنا يجب أن يكون هو الأعلى وفي جميع المجالات.
خاتمة:
هذا ما قاله السفاح التغلبي:
وليله بت أقود في خزاز
هديت كتائبا متحيرات
ضللن من السهاد وكن لولا
سهاد القوم أحسب هاديات.
ونلتقي بكم دائما عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلي الخير دائما نلتقي.