عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة لم يعد أحد يعرف الحقيقة وأين الخلل، ومن هو صاحب المصداقية، والذي يستطيع أن يقنع الرأي العام حول منظومة العمل والتي يدير من خلالها الاتحاد السعودي لكرة القدم وبين جمعية عمومية لازالت معلقة بين مماطلة الاتحاد وإقرار النظام الأساسي الذي لم ير النور إلى الآن، وهذا ما حدا بلجنة تحري الحقائق للحضور إلى الرياض والتحقيق حول ما يحدث من تجاوزات ومخالفات إن هي حدثت. ولكن الغريب في الأمر والذي لم يكن متوقعاً أمران لم يجد أحد تفسيراً لهما: الأول تقديم نائب رئيس الاتحاد استقالته وغيابه عن المشهد لمدة تواجد اللجنة، ومن ثم العدول عنها والعودة مجدداً لمنصبه! والأمر الآخر والذي يزيد الشك حول ما يحدث هو عدم إيضاح الحقيقة من قبل الاتحاد حول مهمة اللجنة والذين أعلنوا من قبلهم أنها زيارة روتينية وعادية، وهي في الحقيقة لجنة تحقيق وتقصي لما يحدث بناءً على شكاوى عدة وصلت إليهم في وقت سابق. والحقيقة إننا جميعاً مستاؤون لما وصلت إليه الأمور في المنظومة الرياضية حتى أصبحت مقلقة إلى درجة كبيرة، حيث لم تعد الثقة موجودة بين الاتحاد وأعضائه وبين الجمعية وأعضائها ناهيك عن ما يحدث بين أعضاء الاتحاد أنفسهم وإلقاء التهم بينهم حتى وصلت إلى ما وصلت إليه. والسؤال: هل يعد الاتحاد قادراً على السير قدماً بكرتنا بعد كل هذه الزوابع التي أجبرت الاتحاد الدولي لإرسال أعضائه لتأكد مما يحدث؟ الله وحده أعلم إلى أين نحن ذاهبون.
النصر والأهلي الأميز في كل شيء
الحقيقة تقول إن الفريق النصراوي والأهلاوي هما الأميز في كل شيء، وفي مختلف المسابقات، فقد سجلا فوزين مهمين آسيوياً على أفضل الفرق الإيرانية، حيث تجاوزا بكل صعوبة الفريقين الإيرانيين وهما يلعبان على أرضيهما وبين جماهيرهما، فالنصر فاز على بيروزي بنتيجة كبيرة قوامها 3 أهداف، وكذلك الأهلي فاز على فريق تركتور أحد أقوى فرق إيران، فالحقيقة أنهما تميزا في الجولة الثالثة من دوري أبطال آسيا ولم يقتصر هذا التميز على الصعيد الآسيوي فقط فهما الأكثر حظوظاً في المواصلة للحصول على بطولة دوري عبداللطيف جميل، فما زال النصر متصدراً منذ البداية وفي معظم الجولات، والأهلي هو الوصيف والمطارد والأقرب للمنافسة. وأعتقد أن اللقاء المترقب بعد غد سيحدد كثيراً من الملامح للبطل رغم أنه سيبقي ست جولات كل شيء قد يحدث، وعلى كل حال تميز هذين الفريقين لم يكن من باب الصدفة، فالاستقرار الإداري والفني والتوفيق في جلب اللاعب الأجنبي له دور في تميزهما. دائماً نتطلع إلى تنافس شريف ونظيف يمتع ولا يزعل، فالكرة تجمعنا ولا تفرقنا، ويجب أن نقف احتراماً لكل فريق وناد يشرف وطننا ويرفع من شأن رياضتنا بغض النظر عن الفريق، فكل الأندية عزيزة علينا ومكانتها رفيعة ومقدرة من الجميع.
نقاط للتأمل
- فاز النصر وكذلك الأهلي وعاد الهلال بتعادل من إيران وخسر الشباب، فالمعدل يعد مقبولاً إلى حدا ما، ونتطلع إلى الأفضل.
- كان بإمكان الهلال العودة من إيران بكامل النقاط لو كان رأس الحربة موجوداً، فالشوط الأول كان هلالياً لعباً واستحواذاً ولم ينقصه سوي هز الشباك.
- فوز النصر كان صعباً وما زال الفريق يعاني من إيجاد الفرص الحقيقية للتسجيل، وهذا يعود لعدم وجود صانع ألعاب متمكن، فالشهري غير قادر على حمل الفريق وهو من عول عليه النصراويون كثيراً.
- خذل اللاعب أحمد الفريدي وكذلك اللاعب محمد السهلاوي الشارع الرياضي في آخر لقاء الآسيوي، حيث لم يكونا في مستواهما، ولم يقدما ما يشفع لهما ليكونا من ضمن التشكيلة.
- تخلف اللاعب نواف العابد من مرافقة فريقه وتمثيله لم يكن مستغرباً، فاللاعب عرف بعدم الالتزام والتواجد في الأوقات الصعبة والحرجة، ولكن الغريب عدم الوضوح والشفافية من قبل إدارة ناديه.
- قد تكون هي أم المصائب وأم المشكلات في رياضتنا على مختلف المستويات، وهي غياب (الشفافية)، فالأندية تخفي مشكلاتها ومشكلات لاعبيها وتنفضح عندما تتورط والاتحاد غامض وليس واضحاً حتى على أعلى المستويات.
لا أعلم ماذا يريد بعض من انتقد ظهور رئيس الهلال السابق فضائياً، أليس هذا من حقه؟ وهل ستنتقدونه لو كان مستمراً على كرسي الرئاسة؟ ولكن إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه.
- تعاطف الشارع الرياضي ومختلف الأندية مع إبراهيم غالب ومحاولة رفع معنوياته بعد الإصابة المؤلمة لم يكن مستغرب على مجتمعنا، فمهما وصلت حدة التنافس بيننا إلا أن مرد الجميع للطيب.
- حلت مشكلات الهلال وعاد الفريق للتوهج من جديد برحيل المدرب ريجي، فهل كان المدرب هو من يقف خلف ما حدث للهلال؟ أم أن الإدارة السابقة قد فشلت في توظيف إمكانيات المدرب لصالح الفريق؟ الله وحده أعلم.
- يوماً بعد يوم يتصاعد أداء ومستوى الفريق الاتحادي، ويعود ذلك لمدرب الفريق واعتماده على الوجوه الشابة وإصراره على إبعاد الرعيل الأول الذي أوصل بالاتحاد وكرته إلى الحضيض لأجل ضمان استمرارهم غير المجدي.
خاتمة
اللهم احفظ أمهاتنا وأرزقنا برهن وأدم عليهن الصحة والعافية وارحم أمهات رحلن إلى من هو أكرم منا واغفر لجميع أمهات المسلمين يا سميع الدعاء يا أكرم الأكرمين.
ودائماً نلتقي بكم جميعاً عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.