د. خيرية السقاف
وحده ينزوي في الخرائب متيماً بالصمت،
والوحشة..!
مدى عينيه لا يتبع القطارَ،..
القطار يلتهم البُعْد..!
محض استشراف، ويأتي البعيد..
في جوفه اجتمعت آهات الساكنين على جانبي كل الطرقات..
عند بابه المنحدر لمسارب المسافة تتراكم بصمات نداءات بحَّت مزاميرُها..
وانتجعت..!
الأصداء تستعمر السفوح..،
السطوح،..
مخابئ التأويل..!
أوجه الغيم لا تتوارى عن جبهات الضبابات الراكضة في آفاق العبارة..!
كتف الوقت يهتز من فرط العبء،..!
لمآل الدهشة..!!
كفُّ القطار تتخضب بريحان المحطة..،!
كل الساكنين مدى الطريق توافدوا..
جزلاً بين ياسمينة..، وعين .......!
بين..، وبين..!!
وحده يقبع في ظلمة الغربة..،
وحده يأكل نفسه..
ابتلع لسانه،..
جزَّ أنامله..،
تلاشى في غيبة الرماد..!!