عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة لم نتعود ابدا أن يفقد الهلال هيبته ومكانته وشموخه رغم أنه يحصل في أندية أخرى إلا أن المتعارف عليه في الوسط الرياضي بأكمله وطوال تاريخه أن نادي الهلال ناد غامض في أخباره ومشاكله ومن الصعب اقتحام حصونه سواء إعلاميا أو على المستوى الشخصي ولا يمكن أن تسمع أو تشاهد أياً مما تشاهده في الأندية الأخرى حتى عندما كان هناك فراغ إداري واستقالة الرئيس وإسناد القيادة للأمين العام فواز المسعد لم يحدث ولو 10% مما حدث مؤخراً.
لقد عاش الهلال زمناً ووقتاً عصيباً من أكثر من ثلاثة مواسم خلقها الهلاليون أنفسهم منذ استقالة الرئيس الوهمية عندما خرج الفريق من التصفيات الأولية في دوري أبطال آسيا ثم العودة مرة أخرى وإطلاق الوعود وخلق ضغوط كانوا في غنى عنها، ولكن كل شيء ذهب اليوم والهلال والهلاليون ينتظرون ويتطلعون إلى زمن التغير واستبدال عدة مسارات وتوفير الأجواء المناسبة بعيدا عن ما حصل في السنوات القليلة الماضية، وقد استبشرت وهللت شريحة كبيرة من الهلاليين خاصة والرياضيين عامة عندما اعلن عضو الشرف الاستاذ موسى بن عبدالعزيز الموسى ترشيحه ورغبته في قيادة الهلال من خلال كرسي الرئاسة للمرحلة القادمة وهي المدة القانونية لمدة أربع سنوات قادمة، والحقيقة أن هذا ما يجب أن يعمل عليه الهلاليون قبل غيرهم في الوقوف معه ومساندته ودعمه فأنا يعلم الله أنني لا اعرفه ولم يسبق أن التقيت به أو بأي شخص يعرفه ولكنني من الأشخاص الذين يرغبون ويؤيدون التغيير دائما، فالموسى معروف بمكانته الاجتماعية وبإمكانياته المادية فمن لا يعرف الشيخ عبدالعزيز الموسى رحمه الله والد الاستاذ موسى فهو من اكبر رجال العقار على مستوى المملكة وجميع ابنائه يتميزون بعقلية استثمارية كبيرة وهذا ما نحتاجه اليوم وتحتاجه أنديتنا فالعمل المؤسساتي والاستثماري هو التوجه الصحيح للاندية في قادم الأيام وهذا ما يزيد من فرص نجاح ابن موسى لقيادة أكبر وأعرق الأندية الآسيوية.. فهل يحدث التغيير ويدار نادي الهلال بعقلية الشاب الطموح العاشق المستثمر؟! .. إذا ما تم ذلك فالهلال مقبل على فترة ايجابية قد تصعد الى ذهبية في القضاء على جميع الازمات والتي بالتأكيد ستكون المالية صاحبة الاولوية مع كامل التقدير والاحترام لأي شخص آخر يحمل نفس المواصفات ويرغب في ترشيح نفسه لقيادة زعيم الاندية السعودية.
الأهلي أكل الرطب واليابس
ليس لأنه فاز على المتصدر بنتيجة كبيرة قوامها اربعة اهداف على ارض المتصدر وبين جماهيره، وليس لأنه لم يتلق أي خسارة منذ اكثر من عام في مختلف المسابقات، وليس لأنه حقق أولى بطولات الموسم وهي كأس سمو ولي العهد، وليس لأنه تميز بهداف محترف بارع.. كل هذه مميزات ولكن الأميز فقط (الثقة ثم الثقة ثم الثقة) هذه الميزة المتوفرة لدى الأهلي والتي توجد لدى اللاعبين وجميع الأجهزة المختلفة من ادارية وفنية جعلت نغمة المتعة تتواجد وأكبر دليل اللقاء الأخير فقد تكون المرة الأولى التي أشاهد فريقا سعوديا يتخلف بهدفين في اولى دقائق المباراة ولم يحدث أي ارتباك لدى اللاعبين, ولم يحدث اهتزاز في ترابط الخطوط، ولم أشاهد اندفاعا كاملا للفريق للأمام لتعديل النتيجة كما هو حاصل لدى جميع الفرق بل استمر اداء وعطاء اللاعبين وكانت النتيجة مازالت متكافئة ومتعادلة وكان لدى اللاعبين ثقة غير مسبوقة وليست طبيعية بأنهم عائدون للمباراة وواثقون كل الثقة في أنفسهم وإمكانياتهم بأنهم سيعدلون النتيجة ويكسبون اللقاء وهذا ما حدث تماما، ومما ساعد الفريق ذلك المدرب الهادئ الذي لا يعرف الانفعال أو الصراخ على لاعبيه ولا الامتعاض أو الاحتجاج، كل ما لديه أنه يوجه ويرسل رسائل للاعبيه بكل هدوء وسكينة ومما ساعده على النجاح وهذا ما هو واضح لي عدم وجود أي تدخلات أو فرض أسماء معينة عليه ولا يمكن تجاهل عناصر الفريق المتميزة التي وفقت الإدارة في وجود هذه التوليفة من كوكبة من النجوم يقودهم مهاجم سوبر ستار عمر السومة ويقف خلفه لاعبون احترموا المنافسين قبل أن يحترمون فريقهم، والأجمل من ذلك هو البعد الإداري عن التصاريح المستفزة أو ما تسبب ضغوطا على الفريق واكتفت الإدارة أن يكون الرد من خلال الملعب والملعب فقط.
كل التوفيق لقلعة الكؤوس داخليا وخارجيا فالمميز يكسب احترام الجميع والشمس لا تغطى بغربال.
نقاط للتأمل
- قلّص الاهلي الفارق النقطي بينه وبين المتصدر إلى نقطتين وعطفا على مستوى كل فريق وما تبقى من جولات فالأهلي فرصته سانحة اكثر من النصر والكرة دائما ماكرة.
- فقد الفريق النصراوي عدة نقاط كانت قريبة منه في عدة لقاءات وقد يكون اللقاء الأخير دليلا على ذلك فمن يخسر بنتيجة كبيرة وهو كان متقدما فبالتأكيد الخلل كبير ولا يمكن تعديله اثناء سير المسابقات.
- لا استطيع أن اتهم مدرب الفريق النصراوي بالغباء لعدم معرفتي به وبفكره الفني ولكن تأخره في التغيير وإخراج أميز اللاعبين وعدم سد الثغرة المؤثرة للمنافس يدل على افلاسه التدريبي ما لم يكن هناك تدخل في عمله.
- إذا ما تم ترشيح الاستاذ موسى الموسى لتولي قيادة نادي الهلال فإن الزعيم مقبل على فترة زمنية متميزة من جميع النواحي فعقلية الرئيس الاستثمارية وتطلعه وقناعته أن الرياضة اليوم صناعة يختلف عمن يأتي لشهرة أو مصالح شخصية.
- من أسرار نجاح مدرب الاتحاد بيتوركا وسيره بالفريق واستمرار الانتصارات هو إبعاد العقليات القديمة والتي كانت تعتقد أن الاتحاد ملكية خاصة مستغلا عاطفة المدرج الذي اعتقد أنه خدع كثيرا فكل وقت له رجاله.
- يعيش فريق الشباب أزمة انعدام التوازن وعدم الثقة بين عناصره وتذمر الجزء الأكبر منهم وعدم ارتياحهم في الفريق ناهيك عن عدم وجود أي نغمة تفاهم بين المدرب واللاعبين.. فإلى أين أنت ذاهب يا شيخ الأندية؟
- محاولة إيهام الرأي العام عند الهزيمة بتبريرات غير مقبولة ومحاولة إلصاق الخلل لأطراف أخرى هو بداية السقوط والابتعاد عن التميز فهل يعود ذلك الفريق الى ما كان عليه ونقول أن حصيلة الموسم الماضي بيضة ديك؟
- تؤكد الأخبار أن الإعلاميين الذين ارتبطوا بعقود مع الأمانة العامة للاتحاد لقيادة دفة المركز الإعلامي ابان دورة الخليج لم يتم صرف مستحقاتهم حتى هذه اللحظة, وإذا ما صحت الأخبار فبذلك نقول ما على الأندية شرهة إذا كانت أمانة الاتحاد هذا هو ديدنها.
خاتمة:
الحياة لا تستقيم دوما.. قد تحدث مشكلة.. المشكلة.. ليست النهاية.. بل بداية..لحياة مختلفة.
- ها هنا دائما نلتقي عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.