تونس - فرح التومي - الجزيرة:
تنطلق صباح اليوم من ساحة باب سعدون بقلب العاصمة تونس في اتجاه المتحف الوطني بقصر باردو مسيرة دولية ضد الإرهاب يقودها رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ورئيس الحكومة الحبيب الصيد ورئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر إلى جانب عدد من رؤساء الدول الشقيقة والصديقة الذين أكدوا مشاركتهم الشعب التونسي في حربه على الإرهاب.
وكان معز السيناوي الناطق باسم رئاسة الجمهورية أكد في تصريح مساء أمس مشاركة فرونسوا هولوند رئيس فرنسا ورئيس بولونيا وعلي بنغو رئيس الغابون ومحمود عباس رئيس دولة فلسطين.
وأعلن السيناوي أن دولاً أخرى أكدت مشاركتها بوفود سامية، من ذلك رئيس مجلس وزراء إيطاليا والوزير الأول الجزائري ورئيس مجلس النواب الفرنسي المرفوق برئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس ورئيس البرلمان العربي ووزير الداخلية الألماني بعد اعتذار المستشارة الألمانية ميركل بسبب انشغالها بحادثة الطائرة الأخيرة.
كما تأكد حضور عدد كبير من رؤساء البرلمانات العربية إلى جانب المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية وكافة السفراء العرب والأجانب المعتمدين بتونس، الذين حرصوا على تجديد وقوفهم إلى جانب الشعب التونسي في حربه على المجموعات المسلحة فضلاً عن تنديدهم الواضح بالعملية الإرهابية الأخيرة التي استهدفت المتحف الوطني وراح ضحيتها 20 سائحاً أجنبياً.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الداخلية كانت أعلنت في وقت لاحق عن استكمال استعدادات قواتها لتأمين المسيرة الدولية ضد الإرهاب وحماية المشاركين فيها من داخل تونس وخارجها، ودعت التونسيين إلى احترام التراتيب والإجراءات التي اتخذتها لضمان السير الجيد لهذه المسيرة.
محلياً، اختلفت ردود أفعال الأحزاب السياسية من هذه المسيرة حيث التزمت حركة نداء تونس بدعوة مناصريها إلى المشاركة بأعداد غفيرة في هذه المسيرة الدولية وكذلك فعلت حركة النهضة التي عملت خلال الأيام الماضية على شحذ الجموع النهضاوية لإنجاح المسيرة، في تأكيد واضح على مساهمة الحركة في التصدي الجماعي الشامل لآفة الإرهاب وإيماناً من الحركة بواجبها الوطني في المشاركة في درء هذا الخطر المحدق. كما أكدت حزب آفاق تونس المتحالف مع نداء تونس في حكومة الحبيب الصيد، مشاركته في المسيرة التي لن يرفع فيها إلا العلم الوطني ولن يتم فيها بتاتاً رفع الشعارات أو الإعلام التابعة للأحزاب الوطنية من منطلق أن المسيرة ستكون وطنية بامتياز...
وفي المقابل، أعلنت الجبهة الشعبية ذات التوجه اليساري عن رفضها المشاركة في هذه المسيرة، وقالت أرملة الشهيد محمد البراهمي وعضو مجلس نواب الشعب إن السبب في موقف الجبهة يعود إلى «عدد من الأطراف التي تقدم مساعدات للمجموعات الإرهابية، وتبعاً لذلك فهي ترفض أن تسير جنباً إلى جنب مع أطراف تدعم الإرهاب من جهة وتقف مع تونس للمحاربة ضدّه من جهة أخرى، إضافة إلى مشاركة حركة النهضة فيها لأنه من غير المعقول القبول بالمشاركة والأطراف التي تقف وراء العمليات الإرهابية والاغتيالات السياسية لم يتم الكشف عنها بعد، فمن الأجدى معرفة من قتل الشهداء وكيف وصل الإرهاب إلى تونس قبل دعوة أطراف لها علاقة في ذلك للمشاركة في مسيرة ضدّ الإرهاب..».
وكانت رئاسة الدولة قد وجهت الدعوة إلى كلّ المواطنين والأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية وفعاليات المجتمع المدني للتعبئة الشعبية العامة قصد إنجاح المسيرة الوطنية التي تنتظم بمشاركة ممثليّ دول وحكومات ومؤسسات وجمعيات من البلدان الصديقة والشقيقة تجسيماً لوحدة شعوب العالم في وجه هذه الظاهرة الإجرامية.