الجزيرة - عوض مانع القحطاني / تصوير - أحمد يسري:
أوضح المستشار في مكتب سمو وزير الدفاع العميد ركن أحمد بن حسن عسيري في إيجازه اليومي استمرار عمليات «عاصفة الحزم»، مؤكدًا أن الحملة الجوية حققت في يومها الثالث الجزء الأول من أهدافها المحددة سلفًا، ولم يعد بحوزة المليشيات الحوثية أي طائرات، كما لم يعد لديهم تحكم على القيادة والسيطرة سواء داخل القواعد الجوية أو خارجها.
وقال العميد ركن أحمد عسيري خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بقاعدة الرياض الجوية أمس: إن قوات التحالف استهدفت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية قواعد الصواريخ البالستية صواريخ أرض أرض, حيث تم تدمير جزء كبير منها، ولا نستبعد تخزين المليشيات الحوثية لجزء كبير منها، والعمل جار على استهدافها.
وأضاف: إن قوات التحالف تستهدف أيضا تجمعات ومخازن الذخيرة ومواد التموين وتحركات القوات الحوثية بين المناطق، وذلك للقضاء على العمليات العسكرية المستمرة التي تقوم بها المليشيات الحوثية سواء باتجاه جنوب المملكة أو باتجاه عدن.
وأبان العميد ركن أحمد عسيري أن مراكز الاتصالات أكد أمس الاول أن «عاصفة الحزم» حققت سيطرة جوية مطلقة على أجواء الجمهورية اليمنية، مبينًا أن قوات التحالف تستمر حاليًا باستهداف القواعد العسكرية، وقواعد الصواريخ البالستية، وتم تدمير جزء كبير منها ولكن لانستبعد المليشيات الحوثية أن تكون مخزنة جزءا كبيرا من هذا، ولذلك العمل جار على استهدافها.
وأفاد أن العمليات استهدفت في ثالث أيامها مراكز القيادة والسيطرة ومستودعات الذخيرة والأسلحة، مؤكدًا دقة هذه العمليات وتركيزها في استهداف المواقع التي تتحصن فيها قيادات المليشيات الحوثية بشكل أساسي أو تجمعات الأفراد التي تتم على الحدود بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية.
وعرض المستشار في مكتب سمو وزير الدفاع العميد ركن أحمد بن حسن عسيري خلال المؤتمر الصحفي عددًا من الشرائح تبين المواقع التي تم استهدافها من قبل قوات التحالف، مؤكدًا خلالها على أن العمليات كانت تتحاشى أن يكون هناك أي إصابات جانبية.
وشدد على أن العمليات سوف تستمر في الأيام القادمة لمنع تحرك القوات ونقل الإمداد والتموين وتحريك الأرتال والعربات والآليات، مبينًا أنه تم رصد تحركات وحشود لأرتال وعربات حوثية بشكل مستمر سواء باتجاه جنوب اليمن أو تحركات من محافظة صعدة باتجاه الحدود الجنوبية للمملكة.
كما تطرق إلى استهداف أحد المباني التي تحتوي على مخابئ للذخيرة أو أسلحة أو المعدات بإصابة مباشرة للمبنى دون إصابة المباني المجاورة، واستهداف عربة لأحد القيادات الحوثية بعد التأكد من وجوده فيها. ونوه المستشار في مكتب سمو وزير الدفاع إلى أن المليشيات الحوثية تتحصن داخل المساكن والمناطق المأهولة بالسكان، ويضعون المضادات الأرضية ومضادات الطيران فوق المباني وداخل التجمعات السكنية بهدف جر التحالف إلى قصف هذه المواقع لإحداث ضحايا في صفوف المواطنين الأبرياء، مؤكدًا أن قوات التحالف تسعى لتقليل هذا النوع من الإصابات حتى لو تطلب الأمر أن الانتظار على الهدف إلى أن يصبح خاليًا من تواجد المواطنين.
وقال المستشار في مكتب سمو وزير الدفاع العميد ركن أحمد بن حسن عسيري: إن المليشيات الحوثية والجماعات الموالية لها تستهدف مساكن المواطنين بقذائف الهاون لإيهام المواطنين اليمنيين أن قوات التحالف تقصفهم، ولكن أي عاقل يعرف أن هناك فرقا بين قذيفة الهاون والقذائف التي تلقيها الطائرات.
وأضاف: أن استهداف مخازن الذخيرة أو الأسلحة أصبح مكثفًا بشكل كبير بعد أن انتهت قوات التحالف من مهاجمة الصواريخ المضادة للطائرات والمدافع المضادة للطائرات.
وأوضح أن المليشيات الحوثية خلال هذه الفترة مستمرة في تحريك عناصرها باتجاه جنوب المملكة، والقوات البرية السعودية تقوم بدورها في هذا الجانب، حيث استهدفت أكثر من تجمع في الفترة الماضية في قطاعي جيزان ونجران باستخدام مدفعية الميدان وطائرات القوات البرية «الأباتشي» لمنع الميلشيات الحوثية من الحشد أمام الحدود الجنوبية للمملكة، مؤكدًا استمرار هذه العمليات لهذا الحشود.
وفي الجانب البحري أوضح العميد ركن أحمد عسيري أن القوات الملكية السعودية نفذت خلال اليومين الماضية عملية أطلق عليها «خطة الإعصار» شاركت فيها القوات البحرية بجميع مكوناتها من سفن وطائرات مروحية وكوماندوز، لإجلاء المواطنين السعوديين والهيئات الدبلوماسية من محافظة عدن باتجاه المملكة، وأجلت ما يعادل 86 شخصًا من جنسيات مختلفة (12 جنسية) لإعلاميين ودبلوماسيين ولله الحمد وصلوا صباح هذا اليوم لمدينة جدة بسلام.
بعد ذلك أجاب المستشار في مكتب سمو وزير الدفاع العميد ركن أحمد بن حسن عسيري عن أسئلة الصحفيين, فعن وجود مقاومة خلال العمليات الجوية أو الاستطلاع خلال الفترة الماضية, قال: إن العمليات الجوية هدفها إخماد وسائل الدفاع الجوي المضادة، ولم يكن هناك أي مقاومة، وتمت السيطرة على المجال الجوي لليمن.
وحول إمكانية التدخل البرّي لصد التحركات للمجاميع الحوثية على الحدود الجنوبية للمملكة, أوضح أن أي عملية عسكرية سواءً برية أو جوية أو بحرية يسبقها تقدير للموقف وتقييم للمعلومات, مبيناً أن القوات البرية تقوم بدورها باستخدام مدفعية الميدان وطيران الأباتشي حسب حجم الحشود على الحدود الجنوبية للمملكة.
وعن إسقاط طائرة «إف 15» في البحر الأحمر, أوضح أن الطائرة سقطت بسبب خلل فني, مؤكداً سلامة الطيارين وأن أحدهما عاد إلى عمله, والآخر مازال يعاني من إصابته في اليد, لافتاً النظر إلى أن الخسائر والإصابات والأعطال الفنية أمر وارد في أي عملية عسكرية.
وعن تقدم المليشيات الحوثية تجاه عدن بين العميد ركن أحمد عسيري أن عمليات «عاصفة الحزم» تتم وفق جدول زمني لتحقيق أهدافها، مشيرًا إلى أن قوات التحالف تواجه مليشيات ليس لها جسم ولا تشكيلات ميدانية، وتتنقل بين السكان بشكل فردي وجماعات خفيفة مما يتطلب جهدًا أكبر من قوات التحالف للحرص على سلامة المدنيين, وتقييم الأهداف باستمرار.
وأشار إلى أن عملية «عاصفة الحزم» تهدف إلى دعم الجيش اليمني والشرعية اليمنية، والشعب اليمني، ولن تألو قوات التحالف أي جهد في سبيل ذلك. وحول تأخر إجلاء موظفي الأمم المتحدة من صنعاء، أوضح العميد ركن أحمد عسيري أن المجال الجوي يقع تحت سيطرة كاملة لقوات التحالف وأي تحرك جوي للطائرات لا بد من التصريح له من قبل قوات التحالف، لذا من يعيق إجلاء رعايا الأمم المتحدة هم الحوثيون على الأرض حيث أطالوا أمد إجلائهم، بينما قامت قوات التحالف بواجبها وسمحت للطائرات بالإقلاع في الوقت المناسب.
ولفت النظر إلى أن المجال الجوي يقع تحت سيطرة قوات التحالف، ولن يسمح لأي أحد كائنًا من كان بمد الحوثيين بالإمداد.
وفيما يتعلق بحركة الأفراد المتسللين عبر الحدود, أكد المستشار في مكتب سمو وزير الدفاع أن عملية حركة الأفراد عبر الحدود بين المملكة واليمن طبيعية ولا تزيد عن الحد المتعارف عليه في الأيام العادية، ويتم التعامل مع المهربين والمتسللين على حسب كل حالة, وفق قواعد ونظام حرس الحدود, مشيرًا إلى أن حرس الحدود يعلن كل فترة عن أعداد المهربين وكميات التهريب والمتسللين والمقبوض عليهم.
وحول تقدير القوة التسليحية للمليشيات الحوثية, أوضح العميد ركن أحمد عسيري أن قوات التحالف تعمل حسب الخطط لتحقيق أهدافها المحددة، وقدرات الحوثيين تضعف يوماً بعد يوم.
وعن الحدود اليمنية مع سلطنة عمان، أكد أن الأجواء اليمنية كاملًا تحت سيطرة قوات التحالف, أما الحدود البرية لليمن مع سلطنة عمان، فالحكومة العمانية قادرة على حماية حدودها أمام أي تهديد من قبل الحوثيين.
وحول الحرب النفسية التي تستخدمها المليشيات الحوثية, أشار إلى أن قوات التحالف لديها الخطط المضادة لمثل هذه الحروب النفسية، والشعب اليمني يعيها تماماً ويؤيد عملية عاصفة الحزم التي تعيد له الشرعية.