يوسف المحيميد
طلعات جوية منظمة، تحدد أهدافها بدقة عالية، تدمر ما استحوذ عليه الحوثيون، من قواعد عسكرية ومخازن أسلحة، خطط مرسومة بعناية، قراءة للتحركات الحوثية تجاه الحدود ومعالجتها بشكل خاطف، قادة شباب شجعان، لم يعيدوا الهيبة للمملكة كقوة إقليمية فحسب، بل أعادوا هيبة العرب جميعاً، وخلفهم قيادة استطاعت أن توجد أقوى تحالف عربي منذ حرب 73 بالتحالف العشري، ويضم عشر دول عربية، وغيرها دول تنتظر الانضمام والتحالف العسكري، ولعل في كلمة المتحدث باسم الجيش السوداني أجمل تعبير ونصر لعودتها من جديد، وتحملها مسؤوليتها العربية، وفي هبّة باكستان لأداء دورها والتزامها الإسلامي تجاه ما يحدث في جزيرة العرب ومهبط الوحي، وكذلك في خطاب أردوغان تعبير مباشر وواضح عما يجول في صدور الملايين من الشعوب العربية، نعم على إيران أن تخرج من أراضينا العربية، فلتخرج من اليمن السعيد، ومن سوريا والعراق، لقد طغت وفتكت هي وأتباعها فتكاً وتشريداً بمئات الآلاف من أهلنا في سوريا، بينما تتفاوض هناك مع الغرب حول ملفها النووي!
يجب على الغرب أن يدرك جيداً، أن التفاوض حول رفع العقوبات عنها، يعني أنها ستستمر في جنونها وعبثها في الأراضي العربية، خاصة وهي تتبجح علناً بأنها أسقطت العواصم العربية واحدة تلو الأخرى، وآخرها صنعاء، وتمعن في غطرستها بأن تسخر وتسأل: الدور القادم على أي عاصمة عربية؟ في إشارة واضحة إلى دول الخليج!
ولعل أكثر ما يثير الغيظ، حينما ينفي أحدهم أو يشكك بتبعية الحوثيين لإيران، مع أنهم يحملون شعار الثورة الإيرانية على ملابسهم العسكرية، وينشرونها على الجدران، وفي المساجد، ويحملون صور الملالي في مظاهراتهم، معلنين الخيانة وتسليم وطنهم للمحتل الأجنبي، ويرسلون مقاتليهم للتدريب في إيران، أو مع حزب الله في لبنان، ثم يأتي من يتحدث عن رفضه لما يسميه تدخلاً عسكرياً، وهل اليمن بيد اليمنيين فعلاً، وتحت حكومة شرعية، حتى يسمى إنقاذها تدخلاً؟
في مقاييس معظم المحللين السياسيين في العالم، ما فعلته المملكة هو استعادة اليمن المختطفة، لقد كانت مختطفة فعلاً من جماعات إرهابية، روعت جميع مدن اليمن وقراها، ولم تنفع معها كل النداءات المحلية والإقليمية والدولية، ولم تجدي معها كل قرارات مجلس الأمن خلال العامين 2014 و2015، بل احتلوا صنعاء، وقصفوا القصر الرئاسي، وحين هرب الرئيس الشرعي، لاحقوه حتى عاصمة الجنوب عدن، وجعلوه تحت الإقامة الجبرية، ثم أعلنوا عن مكافأة مالية عمن يقوم بتسليمه، واعتبروا القبائل التي دافعت عنه، وعن مدنها المحتلة، ميليشيا ومتمردين، رغم أنهم هم الميليشيا والمتمردون، وهم الانقلابيون، وهم المتغطرسون الذين استعرضوا بمناورات عسكرية بالأسلحة الثقيلة على حدودنا، وهذا في العرف الدولي يعتبر تهديداً علنياً.
نعم ما يحدث، جار استعادة اليمن من مختطفيها الحوثيين، وعصابات الرئيس المخلوع.