بيروت - ا ف ب:
ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلي جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا وحلفائهم سيطروا على معظم أحياء مدينة ادلب (شمال غرب) مع تراجع قوات النظام بسبب قتال شوارع عنيف.
وأفاد مصدر أمني سوري لوكالة فرانس برس عن «خروقات قامت بها مجموعات مسلحة في أطراف المدينة» مشيراً إلى أن المعارك لا تزال دائرة بين الطرفين.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن «جبهة النصرة مدعومة من أحرار الشام وعدة فصائل سيطرت على معظم أحياء إدلب باستثناء المباني الحكومية والأمنية».
وأضاف أنه منذ دخول هؤلاء المسلحين المدينة مساء الخميس «تتراجع قوات النظام وهي حالياً في ثكناتها».
وتحدث عبد الرحمن عن «معارك شوارع عنيفة من الليل حتى صباح اليوم» مشيراً إلى أن الهجوم قام به منذ الثلاثاء «عدد كبير من مقاتلي
المعارضة». وأوضح المصدر الأمني أن «المجموعات المسلحة أحدثت خرقاً من المدخل الشرقي باتجاه أطراف المدينة الصناعية والمتحف الوطني تم صده، حيث تسلّلوا لمسافة 200-300 متر من الأطراف الشمالية باتجاه الأبنية السكنية، كما أحدثوا جيباً من الجهة الشمالية الشرقية تم صده ووقف التقدم».
وأضاف المصدر «كما حدثت بعض الاختراقات بأطراف المدينة غرباً من ناحية مدرسة التمريض وكلية التربية، حيث تسلّل المسلحون وتمركزوا بالأبنية، حيث تم بناء خط دفاعي لصد الهجوم». وغادر عدد من السكان المدينة فيما بقي آخرون،
بحسب عبد الرحمن الذي لم يتمكن من تحديد عددهم. وتسيطر جبهة النصرة على معظم محافظة إدلب الحدودية مع تركيا، باستثناء مدن إدلب وجسر الشغور وأريحا التي لا تزال في أيدي قوات النظام، بالإضافة إلى مطار أبو الضهور العسكرية وقواعد عسكرية.
وفي حال سقوطها، ستكون إدلب ثاني مركز محافظة تخسره قوات النظام بعد مدينة الرقة، معقل تنظيم داعش. وبدأت
مجموعة من الفصائل المقاتلة وجبهة النصرة التي تجمعت في ما اسمته «جيش الفتح» هجوماً عنيفاً على مدينة إدلب الثلاثاء.
وقتل في المعارك منذ بدء «غزوة إدلب»، بحسب تسمية المهاجمين، 117 مقاتلاً على الأقل، هم 45 من جهة النظام و72 من جهة المقاتلين، بحسب المرصد.
في نهاية العام الفائت، تمكنت جبهة النصرة من طرد مجموعات مقاتلة محسوبة على المعارضة المعتدلة من ريف إدلب، وباتت تسيطر مع حلفائها على مجمل المحافظة.
ويقول خبراء إن الجبهة، وهي ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، تسعى إلى إقامة كيان خاص بها مواز لـ«الخلافة» التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية في مناطق أخرى في شمال وشرق سوريا وشمال وغرب العراق.