شرم الشيخ - الجزيرة - محمد الرماح - علي البلهاسي - وكالات:
تستضيف مدينة شرم الشيخ المصرية يومي 28 و29 مارس الجاري القمة العربية في دورتها السادسة والعشرين برئاسة مصر وتحت شعار «سبعون عاماً من العمل العربي المشترك». ومن المقرر أن يلقي رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي عقب تسلمه رئاسة القمة من سمو أمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كلمة في الجلسة الافتتاحية يؤكد خلالها على مواقف مصر الثابتة في قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وتحذيره من مخاطر ظاهرة الإرهاب والتطرف الذي يهدد المنطقة وأهمية تشكيل القوة العربية المشتركة.
وقال مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية السفير طارق عادل في تصريح له أمس الجمعة إن القمة ستكون فرصة للقادة العرب لتدارس قضايا المنطقة والتحديات التي تواجهها وكيفية مواجهة هذه التحديات وعلى رأسها تفشى ظاهرة الإرهاب. وأشار إلى أن اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة سيعقد يومي 28 و29 مارس الجاري على أن يسبقها عدة اجتماعات تحضيرية على مستوى كبار المسؤولين والمندوبين الدائمين وعلى المستوى الوزاري.
وأوضح مندوب مصر لدى الجامعة العربية أن القمة العربية هذا العام تكتسب أهمية خاصة حيث إنها تعقد في الذكرى السبعين لإنشاء جامعة الدول العربية تحت شعار «سبعون عاما من العمل العربي المشترك»، كما تكتسب أهميتها في ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة العربية والتحديات التي تواجه الأمن القومي العربي.
وكانت الوفود العربية بدأت توافدها على مطار شرم الشيخ المصرية، وقام الرئيس عبد الفتاح السيسي باستقبال السادة رؤساء وأمراء الدول العربية المشاركين في مؤتمر القمة العربية السادسة والعشرين التي تنطلق اليوم السبت. ومن المتوقع أن تكون التطورات في اليمن والمستجدات في العراق وسوريا وليبيا من أبرز بنود جدول أعمال القمة التي تستمر يومين. حيث استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي القادة العرب في مطار شرم الشيخ وقال المتحدث الرسمي: إن السيسي عقد عدة لقاءات مع ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية، حيث استقبل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، والوفد الرسمي المرافق له للمشاركة في القمة وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر وفد بلاده في اجتماعات القمة. والرئيس السوداني عمر البشير، والرئيس العراقي فؤاد معصوم والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس. واستقبل السيسي الرئيسَ الصومالي حسن شيخ محمود، وكلاً من الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، ورئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله. ووصل إلى مطار شرم الشيخ أيضاً رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، والشيخ حمد بن محمد الشرقي حاكم إمارة الفجيرة، لحضور القمة العربية، وكان في استقبالهما رئيس الوزراء المصري المهندس إبراهيم محلب.
ومن المقرر أن يشارك 14 رئيسا وملكا وأميرا في قمة شرم الشيخ من إجمالي 22 دولة عربية، باستثناء سوريا الذي سيبقى مقعدها شاغرا بموجب قرار مجلس الجامعة العربية بتعليق مشاركة سوريا في اجتماعات الجامعة العربية.
من جهة أخرى قال وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس الجمعة إن القمة العربية التي تنطلق اليوم السبت في شرم الشيخ تأتي في ظل التطورات المتلاحقة، وما يصدر عنها من قرارات سواء فيما يتعلق بالأوضاع في اليمن أو بصدور قرار بإنشاء القوة العربية المشتركة عندما يعتمدها القادة، كل ذلك بدون شك يعطى الزخم المطلوب والتضامن العربي المتصل بمواجهة التحديات بشكل مباشر وليس انتظار ردود الفعل أو انتظار لأطراف أخرى لحل المشاكل العربية. جاء ذلك ردا على سؤال حول ما إذا كانت القمة العربية هي عنوان لمرحلة جديدة من رد الفعل العربي وليس انتظار الفعل.
وحول ما إذا كان التحالف من أجل دعم الشرعية في اليمن يمكن اعتباره نواة لمزيد من التدخلات بالنسبة لمكافحة الإرهاب وأي انقلاب على الشرعية في دول عربية اخرى، قال الوزير المصري: إن مقاومة الإرهاب ضرورية، ونحن نرى كيف يستشري في المنطقة ولهذا فانه من الضروري لمواجهته ان يكون هناك قدر عال من التضامن العربي والتعاون المشترك حتى يتم التأثير والقضاء على هذه الظاهرة».
وردا على سؤال حول الخلافات المصرية - القطرية وإمكانية أن تشهد القمة تحسنا في الأجواء، قال الوزير المصري إن بلاده ليست على خلاف مع أحد ودائماً تسعى للتضامن العربي وللعلاقات الجيدة والبناء وأن تتاح لكل دولة الفرصة للتنمية وتحقيق طموحات شعوبها، كما أنها تحتضن كافة الأشقاء العرب وتتضامن معهم وهذه القمة تتيح التداول بين الزعماء.
وحول ما تردد عن مشاركة تركية في التحالف لدعم الشرعية في اليمن، قال شكري: إن التصريحات التي أدلى بها المسؤولون الأتراك أوضحت انهم داعمون للتحرك لكن لم يعبروا عن مشاركتهم في هذا الائتلاف، وأتصور أن هذا الائتلاف بمكوناته العربية في المقام الأول هو رد الفعل المقبول والمناسب لمواجهة هذا التحدي.