رام الله - بلال أبو دقة - رندة أحمد - الجزيرة:
بعثت القيادة الفلسطينية رسائل متطابقة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن (فرنسا) ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، ذكرت فيها أن آمال المجتمع الدولي في تحقيق السلام انهارت بسبب موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني، بنيامين نتنياهو المناهض للسلام، ورفضه الصارخ لحل الدولتين وتصريحاته العنصرية ضد المواطنين الفلسطينيين العرب في إسرائيل «عرب 48»، وهي تشير إلى عمق تعنت إسرائيل واحتقارها للقانون الدولي وحقوق الإنسان والمبادئ الأساسية للديمقراطية والمساواة والعدالة. وتطرق السفير رياض منصور، المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك، في رسائل القيادة الفلسطينية للمجتمع الدولي إلى الممارسات والتدابير الإسرائيلية غير القانونية والعقابية التي تسبب المزيد من المعاناة والخسارة للشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال العسكري العدواني ما يقرب من نصف قرن، الأمر الذي يتطلب تحركاً دولياً عاجلاً لمنع المزيد من زعزعة الاستقرار وإنقاذ احتمالات تحقيق السلام قبل فوات الأوان.. وذكر المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في هذا الصدد أن قوات الاحتلال تواصل عمليات اعتقال المدنيين الفلسطينيين، وهدم المنازل والممتلكات الفلسطينية، ومصادرة الأراضي، وتشريد العائلات الفلسطينية. كما تستمر إسرائيل في استهداف المدنيين الفلسطينيين باستخدام القوة المميتة في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
ولفت السفير منصور الانتباه إلى تقارير الاستخبارات الإسرائيلية الأخيرة حول تحريض الحاخامات اليهود المتطرفين للمستوطنين في المعاهد الدينية لارتكاب أعمال الإرهاب والعنف، بما في ذلك إعداد ما بين 20 الى30 من المستوطنين لتنفيذ هجمات انتحارية بحق المدنيين الفلسطينيين.
وجدد السفير منصور المطالبة بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وفقاً للقانون الإنساني الدولي والالتزامات الدولية بحماية المدنيين.. كما وطالب السفير منصور مرة أخرى المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، إلى التحرك فوراً لوضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب وإيجاد حل لهذا الصراع، الذي يشكل بوضوح تهديداً للسلم والأمن الدوليين ولإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإعمال الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، بما في ذلك في تقرير المصير والحرية. وسوف تستمر القيادة الفلسطينية في استخدام كل الوسائل السلمية المشروعة لتحقيق هذه الأهداف.. وجاء في ختام رسائل القيادة الفلسطينية للمجتمع الدولي: «لا يمكن لمجلس الأمن أن يستمر في عدم قيامه بمسؤولياته ويجب التحرك بشكل عاجل لتفادي مزيد من زعزعة الاستقرار مع عواقب بعيدة المدى من أجل تحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي وتحقيق السلام العادل والدائم وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية. وفي سياق ذي صلة، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط -روبرت سيري: «إن على الحكومة الإسرائيلية الجديدة اتخاذ خطوات ذات مصداقية لتجميد الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية». وأكد (سيري) في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي، أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو يجب أن تثبت بسرعة التزاماتها لصالح إقامة دولة فلسطينية. وصرح المبعوث الأممي أن الاستيطان الإسرائيلي غير قانوني ولا يتماشى مع هدف حل الدولتين عن طريق التفاوض، مضيفاً أن الاستيطان يمكن أن يقتل أي أمل في السلام. وأفاد (سيري) أنه لا يمكن استعادة الحد الأدنى من الثقة إذا لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية الجديدة خطوات ذات مصداقية لتجميد المستوطنات، وقال: «إن على الحكومة الإسرائيلية المقبلة أن تغتنم الفرصة لإثبات جديتها، وذلك من خلال تصريحات تعقبها إجراءات والتزامات على أرض الواقع لصالح الدولة الفلسطينية».
وعرَّج (سيري) على تصريحات نتنياهو في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية التي أثارت شكوكاً جدية حول التزام إسرائيل بحل الدولتين.
ميدانياً هاجم العشرات من المستوطنين الصهاينة بحماية الجيش الإسرائيلي قرية كفر الديك قضاء مدينة سلفيت بالضفة الغربية.. وقالت مصادر الجزيرة هناك: «إن الجيش الإسرائيلي أغلق المدخل الغربي للقرية، وأن عدداً كبيراً من المستوطنين من مستوطنتي (معالي زهاف، وبدوئيل) بدأوا بالتجمهر على حدود القرية في محاولة لاقتحامها والاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم.