جاسر عبد العزيز الجاسر
الذين يريدون أن يعرفوا كيف يفكر قائد الأمة، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عليهم أن يحسنوا قراءة التاريخ العربي الإسلامي، وبالذات التاريخ السعودي المعاصر، فهذا القائد ابن عبد العزيز بن عبد الرحمن الذي حقق (معجزة الصحراء) وأقام أهم وأكبر دولة عربية في الجزيرة العربية، وأنجز أول استقلال إسلامي في التاريخ المعاصر.
الآن وفي هذه الأيام التي كاد العرب المسلمون أن ييأسوا بعد أن تكالبت عليهم الأعداء من كل جانب، يفاجىء سلمان بن عبد العزيز العرب قبل العالم أجمع، أنهم قادرون على مواجهة أعداء الأمة العربية الإسلامية والانتصار عليهم ورد كيدهم واحباط مؤامراتهم، وهذا أهم الدروس التي أظهرتها (عاصفة الحزم) المسمى المستمد من أقوال الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، والذي يتماشى تماماً مع شخصية وسلوك الملك سلمان بن عبد العزيز التي تتصف بالحزم والحسم معاً.
وعاصفة الحزم التي تستهدف في أولوياتها تحرير اليمن ومنع سقوطه في دائرة الامبراطورية الصفوية وايقاظ ورثة الخميني من أحلامهم بعد أقوالهم بأن صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة تحت الهيمنة والنفوذ الفارسي.
تنظيف اليمن وتحصينه واعادته للبيت العربي الهدف الأولي لعملية عاصفة الحزم، إلا أن العملية تحمل أبعاداً كثيرة من أهمها ما يلي:
1 - قرار مواجهة التمدد الايراني في اليمن، ولأول مرة قرار عربي صرف، اتخذه الملك سلمان بن عبد العزيز بالتنسيق مع قادة الدول التسع الحليفة.
2 - أظهرت العملية التفوق العسكري وبالذات في المجال الجوي للقوات العربية وبالذات السعودية التي استطاعت أن تحسم المعركة في ربع الساعة الأولى من بدئها.
3 - أظهرت العملية ونتائجها الأولية زيف الادعاءات الايرانية والاعلام العميل بعدم قدرة العرب على مواجهة القوة المتصاعدة لايران وأذرعتها، ولهذا فإن الأنظمة والجماعات والاحزاب التي استولت على العواصم العربية، قد أرعبتها بدء عملية عاصفة الحزم التي يتوقع أن تعصف بعملاء ايران في سوريا والعراق ولبنان، وهم وحدهم الذين عارضوا تحرير اليمن من مليشيات الحوثيين عملاء ايران، والذين يتشابهون مع المليشيات الطائفية التي اختطفت القرار السياسي في لبنان والعراق وسوريا، وبالتالي فقد كان موقف البلدين المشاركين في اجتماعات وزراء الخارجية العرب في شرم الشيخ عدم الترحيب بدعم شرعية الرئيس هادي.
إذ إن حكام هذه الدول الثلاث متأكدون بأن تخليص بلدانهم من الهيمنة الايرانية ومصادرة القرار الوطني لن يأخذ وقتاً طويلاً بعد أن تم كسر شوكة عملاء إيران في اليمن.