سعد بن عبدالقادر القويعي
كشفت حملة «السكينة» التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية، عن حراك خطر تجريه العناصر المؤيِّدة للعنف عبر «تويتر»، وذلك من خلال دراسة استقصائية، استهدفت «200» حساب، وهاشتاغ سعودي، مثّلوا الطليعة الأولى لجنود داعش،
وتنظيم القاعدة في السعودية. إلا أن المفاجئ لدارسي السكينة، تمثَّل في حجم التغريدات المسيئة في الفترة التي قاسوا فيها تدفق التغريدات المسيئة، وأنها في تلك الفترة من 1-9-2014م، شهدت تراجعاً مقارنة بفترات سابقة. وعزت الحملة ذلك إلى سببين اثنين، الأول: الهجمة الفكرية التوعوية القوية في مواجهة التطرف، والإرهاب بجميع أشكاله، وذلك بعد نداءات خادم الحرمين الشريفين الواضحة، والصريحة، والسبب الثاني: تحرك تويتر، وبقية شبكات التواصل الاجتماعي - بشكل ملحوظ - في إغلاق آلاف الحسابات المسيئة التي تدعو للعنف؛ لكنها تركز - مع الأسف - على العنف الموجه للدول الغربية، - خصوصاً - أمريكا، أما العنف الموجّه ضد السعودية، فقد وجدوا ضعفاً، وتراخياً في إقفال الحسابات المسيئة الداعية للعنف.
لقد كانت «حملة السكينة «، - ولا تزال - رغم اتساع مساحة الإرهاب في العالم، وانتشار التكاثر السرطاني لخلايا، وشبكات الإرهاب الدولي، إشعاع خير، ونقطة ضوء؛ لإنقاذ كل من وقع في أتون الغلو، والتكفير، أو تلطخت يداه بدماء المسلمين، وغير المسلمين؛ لأنها انطلقت من إستراتيجيات علمية، وبإشراف مباشر من وزير الشؤون الإسلامية، والأوقاف، والدعوة، والإرشاد معالي الشيخ صالح آل الشيخ، فسُبقت بتخطيط، وتُبعت بقوة تنفيذ، وتلك المعالجات تمثِّل إحدى منظورات الإسلام في احترام النفس الإنسانية، - خصوصاً - وإن تحتاج حملة «السكينة «تحتاج إلى من يعمم فكرتها، ويكشف الأنشطة المعادية لمنهجها. فالحملة تهدف إلى تحقيق السكينة على وجه الأرض، ونشر قيم الخير للإنسانية، واحترام الحقوق الخاصة، والعامة، وتطويق مساحة الإرهاب، والعمل على دراسة الأسباب التي أدت إلى نشوئه بنزاهة، وعدالة، - إضافة - إلى رسم أصول العلاقة المشتركة مع الآخر، وإيجاد مساحة أوسع للتسامح؛ من أجل حماية الأمن المدني.
وتحت هذا العنوان، يكون من التسطيح أن نتحدث عن استثناء، من خلال مجموعة من الذرائع غير المقبولة، دون تصنيف مفهوم الإرهاب، والعمل على محاصرة مساحات التفكير المعتدل؛ لترسم تناقضاً واضحاً في القرار، والتطبيق، حول الأطراف المنتفعة من صناعة الإرهاب. إذ تكشف لغة الأرقام عن إحصاءات تسر العقلاء، وتغيض الأعداء. وعلى سبيل المثال: فقد أغلقت أحد حسابات الحملة، بعد محاورتها لـ»200 «حساب متطرف يدعو إلى القتال، وذلك بعد إطلاق الأمر الملكي الذي يجرم القتال في الخارج؛ من أجل مناصحة من يدعون للقتال ضمن جماعات إرهابية، بعد أن تم رصد «200» حساب غالبيتهم سعوديون، ولكن بعضهم قد يكون متلبساً باسم سعودي.
هل سيخبرنا القائمون على حساب التواصل الاجتماعي، بأن الإرهاب في نظرهم يعني عداوة أمريكا، والغرب، تحت غطاء أيديولوجي - فحسب -، وما عدا ذلك لا يعد إرهابا؟ وما ذاك إلا لتحقيق مآرب سياسية، الأمر الذي سيؤدي إلى انتشاره؛ وليأخذ صورة من الآلة الإعلامية، التي تهدف إلى فرض مجموعة من الخيارات الإستراتيجية الخاصة، - وبالتالي - يأتي الالتفاف على المصطلح، وتطويعه وفق أهداف خاصة بحسب الأيديولوجية المراد تحقيقها في نهاية الأمر، وهو فسّره رئيس «حملة السكينة» - الشيخ - عبدالمنعم المشوح، بأن: «ازدواجية العاملين في هذه المواقع، تكمن بأنهم لا يملكون فريقاً محترفاً في تمييز المضامين الفكرية المسيئة - إسلامياً وعربياً -، إذ لا يفرقون فيما يبدو بين حملة مثل السكينة، وبين تنظيم القاعدة، وداعش».