سعد بن عبدالقادر القويعي
أهم ما ورد في ورشة العمل التعريفية بالمشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس»، والذي عقد - قبل أيام -، هو التأكيد على نشر ثقافة الوقاية عبر وسائل الإعلام، وتوفير المعلومة الصحيحة، والموثقة، والمستندة على الإحصائيات،
واستغلال وسائل الدعاية، والإعلان؛ لتعزيز القيم الإيجابية، والتشجيع عليها. - وفي تقديري - أن خطوة كهذه، ستتناول الأبعاد الحيوية، والنفسية، والتربوية، والاجتماعية، والثقافية، في قالب من النظم، والقيم، والآداب الاجتماعية الحاكمة للدين، والأخلاق. أي: أن تجزيء الهياكل البنائية، سيكون له أثره الكبير في تشكيل الاتجاهات الوقائية، والتي سينشأ أفراد المجتمع على مراعاتها، والالتزام بها.
ثم إن العمل على منع الإنسان إراديا، من أن يغيّب عقله، باعتباره جوهر المسؤولية، يعتبر مقصدا من مقاصد الشريعة، والتي أمرت بالمحافظة على أحد مقاصدها الخمسة، وهي: حفظ العقل. وهذا المنحى مهم في التأكيد على البعد الديني، والأخلاقي، بأن يكونا حاضرين دائما في هذه المعادلة، وعدم عزلهما عن عناصر التنمية المتكاملة.
ثمة مناقشات دائرة حول تفعيل مجال الوقاية، كونه محورا أساسا في ضبط إيقاع حركة من ابتلوا بهذه الآفة، والذي يتزامن مع كافة العوامل الحيوية، والنفسية، والإمكانات الواقعية. مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار، التركيز الدائم على مخرجات الأداء الإنتاجي، والكفاءة الذهنية، والمهارات اليدوية، بمعنى: عدم إغفال التنسيق بين مؤسسات الوقاية، والعلاج، وتلك - لعمري - هي جوهر المشكلة.
إن تكوين رأي عام مضاد لآفة المخدرات، يحتاج في المقام الأول، أن تكون عملية الاتصال ذات فعالية أكبر؛ لمواجهة المشكلة. ولا يمكن تحقيق المعنى المقصود، إلا بالتأكيد على محتوى كمية المعلومات الكافية، والصادقة، والمؤثرة في الرسالة الموجهة، ومدى ارتباطها بالقيم، والأهداف، ونمط الحياة. وهذا هو الهدف الأساس، الذي يندرج في إطار الأساليب الوقائية، ومن ثم ترجمته إلى إستراتيجيات قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.
بقي القول: إن هناك العديد ممن يتجاهلون حجم خطورة المشكلة، التي تعصف بمختلف الفئات العمرية، والتي - مع الأسف - أصبحت ظاهرة خطيرة؛ نتيجة تأثير الظروف العالمية، والإقليمية، والمحلية؛ ولأن قضية خطيرة كهذه أصبحت من القضايا الاجتماعية الملحة، فهي تحتاج إلى البحث الدائم، والمتواصل ؛ لإعاقة العوامل المؤدية إلى التعاطي، - وفي المقابل - ضرورة العمل على تنشيط العوامل المؤدية إلى عدم التعاطي.