تعتبر الأرض وطن الإنسان الأول، ويعتبر الإنسان سيدها، فهو يستطيع بما يملكه أن يجاريها من خلال ما يوفر له من إمكانات أن يغير في معالمها ويطوعها لما يريد حتى يتكيف فيها حسب رغبته، حتى انه استطاع أن يغير بعض ملامحها، ولذلك كان القرن الماضي نقطة التحول الكبيرة في حياة البشرية وذلك عندما أصبح الإنسان قادراً بفضل ما وصل إليه من العلم أن يتغلب على المعوقات التي تعترضه من خلال تفكيره في التعامل مع هذه المعوقات، ولكن في أواخر القرن العشرين ظهرت بعض الظروف التي تعتبر غريبة بعض الشيء عليه، حيث ظهرت المجاعات في بعض البلدان رغم توفر الإمكانات، بل إن هذه الظاهرة ظهرت في بلدان تتمتع بأرض خصبة ومناخ مناسب ووجود أيادٍ عاملة!
وهناك الأوبئة التي ظهرت في دول تعتبر من الدول المتقدمة صحياً وأصبحنا نسمع بين حين وآخر عن ظهور وباء جديد يشكل خطراً وتهديداً على الإنسان، فضلاً عما خلفته الأوبئة السابقة من ملايين الضحايا في العالم.
ومن المظاهر الغريبة على الإنسان التي تمر فيها الأرض حالياً ظاهرة ما يسمى بالاحتباس الحراري التي تعنى بالتغير المناخي، حيث ارتفعت درجات الحرارة عن المعدلات المعقولة وما زالت مستمرة بالارتفاع عاماً بعد عام، حتى انه تم تصنيف عام 2014 بأنه الأكثر حرارة في التاريخ الحديث، وهذه الظاهرة تؤثر بشكل أو بآخر في انخفاض مستوى البحار والأنهار وظهور الفيضانات وانحسار الغطاءات الجليدية.
هذه الظواهر جاءت عندما أساء الإنسان طريقة تعامله مع كوكبه من خلال التكاثر السكاني بشكل هائل وبمعدلات متسارعة وبالتالي زاد الضغط على إمكانات الأرض المتاحة، كما أن استخدام مواد الاحتراق وما تسببه هذه الانبعاثات من ضرر للغلاف الجوي الذي يعتبر البيئة الحيوية مما أدى ذلك لضعف في مناعة الإنسان حيث انتشرت الوفيات بشكل هائل وبذلك نقص متوسط العمر بعد أن كان بالمئات بل بالألوف.
إن لإمكانات الأرض حدوداً تستطيع أن تتحمل عبء الإنسان وتصرفاته، ولكن إذا زاد الضغط على موازين الطبيعة التي أنعمها الله علينا، فإن الأرض ستنتفض على الإنسان، بل انتفضت من خلال انتشار الزلازل والفيضانات، وبالتالي حصل نقص في الغذاء العالمي، وارتفعت درجات الحرارة عما اعتاد عليه الإنسان.