د. عبدالواحد الحميد
إذا أردنا أن ننظر إلى النصف الملآن من الكأس، كما يُقال، فسوف يُبهجنا التحسن الذي حدث لمطار الملك خالد الدولي بالرياض في قائمة أفضل مطارات الشرق الأوسط. فقد نشرت صحيفة «سبق» الإليكترونية خبراً جاء فيه أن مطار الملك خالد قد حقق المركز السادس في قائمة أفضل المطارات بمنطقة الشرق الأوسط وفق الاستطلاع الذي قامت به جهة متخصصة في تقييم المطارات والناقلات وهي «سكاي تراكس» وذلك بعد أن كان يحتل المركز التاسع في عام 2013 والمركز السابع عام 2014 .
هذا التحسن الذي تحقق في ترتيب مطار الملك خالد لا بد أنه يعكس جهوداً بُذلت لتطوير خدمات ومرافق المطار في بيئة تتسم بالتنافسية الشديدة. ولكن من اللافت للانتباه أن بعض المطارات التي سبقت ترتيب مطار الملك خالد كانت في أزمان سابقة لا ترقى إلى مجرد المقارنة معه أو أنها لم تكن موجودة على الإطلاق. فقد حلَّ مطار حمد بالدوحة في المركز الأول، ومطار أبوظبي في المركز الثاني، ومطار دبي في المركز الثالث، ومطار البحرين في المركز الرابع، ومطار مسقط في المركز الخامس.
ويُلاحظ أن جميع تلك المطارات التي سبقت مطار الملك خالد حسب نتيجة الاستفتاء هي مطارات تقع ضمن مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي، بعد أن تحولت هذه المنطقة إلى ورشة بناء وتشييد وسط الخراب المحزن الذي يعم معظم البلدان العربية. ومع التقدير الكبير للجهود المتميزة التي تبذلها الدول الشقيقة في مجلس التعاون فليس هناك ما يمنع أن يكون مطار الملك خالد هو الأول في قائمة أفضل مطارات الخليج والشرق الأوسط وليس المركز السادس.
إن مطارات المدن هي واجهتها في عيون القادمين والزوار وهي التي تعطي الانطباع الأول والأرسخ في الذهن، فمنذ اللحظة الأولى التي يُجيل فيها المسافر نظره عبر نافذة الطائرة وهي تهبط به في أي مطار تتكون الانطباعات عن المدينة وعن البلد بكامله. ومن المؤسف أن المشكلات كانت قد تراكمت على مدى فترة طويلة من الزمن في مطار الملك خالد بعد أن أخلدنا للراحة مطمئنين إلى حجم الإنجاز الكبير الذي تحقق عند افتتاح المطار قبل عقود.
اليوم تتوالى الجهود لتطوير مطار الملك خالد الدولي بالرياض وبقية مطارات المملكة، والمطلوب هو مضاعفة النشاط لأن الآخرين أيضاً يبذلون جهوداً كبيرة لتطوير مرافقهم أو الاحتفاظ بمراكزهم المتقدمة.