في ظل المنافسة والرغبة في إنجازات، الكل يسارع للدراسة أو العمل أو إجادة مهارة، وعند الأداء نأمل أن نحرز ما نصبوا إليه.. لكن هناك مشكلة يعاني منها البعض وهي التعلق بالكمال وهو أن عليه أن يكون ممتازا في أي شيء يعمله، وإذا لم يحصل له ذلك فهذا يعني الخيبة والخسران بالنسبة له، وانه لن يتقدم في الحياة، واني اذكر ذلك الطالب الذي لاحظ أستاذه هذه المشكلة فقال له : هل هناك أحد طلب منك الحصول على مائة بالمئة ؟!
إن التعلق بالكمال مشكلة منتشرة في مجتمعاتنا والأسرة العربية تشجع عليه، فالكل يريد ولده أحسن دكتور أو الأول في الفصل وهذا ضرب من المستحيل، هل كل الفصل سيصبح أوائل.!؟
كما أنه يزيد من القلق ويجعلك تفكر بالنتيجة قبل أداء الفعل وبالتالي يتشوش تركيزك ولا تعيش الأوقات بتسلسلها السليم.
أن تكون كاملا في أداء مهمات الإسعاف والطوارئ أو في صيانة الطائرات فذلك رائع وتشكر عليه، لكن أن تتمحور حول الكمال فإنَّ هذا قد يعيقك عن التقدم، لكي تتخلص من هذه المشكلة انتبه لما يلي:
1 - يجب أن تدرك أن النجاح في الغالب أربعة مستويات ممتاز وجيد جدا وجيد ومقبول وفي كل خير، فصحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام بعضهم حفظ سورة واحدة وبعضهم حفظ عدة أجزاء وبعضهم حفظ القران كاملا.
2 - استهد بالحكمة القائلة ما لا يدرك كله لا يترك جله.
3 - اعرف مجالات ضعفك وقوتك وبالتالي ستضع أو تتقبل النتائج الممكنة لك وستختار اللعبة التي تجيدها.
4 - عندما تحاول حاول محاولة جادة حتى تكون التجربة صادقة في أدائها فالذين يتعلقون بالكمال لا يحاولون أولا يؤدون العمل بإتقان لأنهم لا يريدون شيئا دون الكمال.
5 - تحدث مع شخص أمين لا يجاملك، وطبعا لا تتحدث مع منافسيك أو الأشخاص الشغوفين بالكمال.
6 - هناك حقيقة وهي أن الغالبية من الناس غير كاملين.
7 - هناك حقيقة هو أن العلم يتجزأ فمن عرف مسألة عن شيء وجهل اخرى فهو عالم بالمسألة الأولى جاهل بالمسألة الثانية.
ان الرغبة في الكمال مشكلة قد لا ينتبه لها لأن صاحبها قد يبدو مجتهدا وحريصا، لكنها أحد معاول الفشل التي يمكن أن تُضيع الكثير على الإِنسان.. ان الحياة فيها من التنوع والتدرج ما يجعلنا ننجز أشياء كثيرة وبقدر معقول من الرضى بدون أن نحرز الكمال فيها.