جاسر عبد العزيز الجاسر
من الذي جعل العالم بالإضافة إلى المحيط الأقليمي والمحلي الذي تأذى بالأعمال الإجرامية لتنظيم داعش الذي يستحق مسمى (فاحش)، من الذي جعل الجميع يتعامل مع هذا التنظيم كتنظيم إجرامي وإرهابي.
بكل بساطة أعماله وأفعاله الإجرامية، وخروجه عن شرعية الدولة، وإيذاؤه للمواطنين أينما حل، في سورية والعراق، والأجزاء التي وصل إليها في ليبيا، وهذا ما يجعل كثيراً من المحللين والباحثين في مراكز الأبحاث والمعاهد الإستراتيجية والسياسية يتساءلون عن اختلاف «فاحش» عن نظيراتها من الجماعات والتنظيمات الإرهابية.
«داعش» أو «فاحش» أقام ما يُسمى بـ(دولة العراق والشام)، والحوثيون استولوا على اليمن من خلال تنفيذهم لانقلاب عسكري مستعينين بفلول علي عبدالله صالح، سيطروا على اليمن أو لنقل سلبوا الدولة اليمنية، فبعد احتلال العاصمة صنعاء والسيطرة على مفاصل الدولة وإصدارهم ما يُسمى بـ(الإعلان الدستوري) احتجزوا الرئيس ورئيس الحكومة والوزراء، ومع أن الرئيس استطاع الفرار وتبعه بعض الوزراء إلى العاصمة الاقتصادية عدن، إلا أن الحوثيين ما زالوا يمارسون أفعالاً تنتقص كثيراً من السيادة الوطنية وتدفع باليمن لأن يصبح دولة مستباحة وعبر الحوثيين من دولة أخرى، وهذا تجاوز يتعدى ما فعله تنظيم داعش، فالداعشيون استقدموا مقاتلين أجانب واحتلوا محافظات في سوريا والعراق، أما الحوثيون فإنهم استقدموا خبراء ومدربين إضافة إلى قوات علي صالح لاحتلال العديد من المحافظات اليمنية ومنها العاصمة، والاستيلاء على الدولة وتسليمها للإيرانيين، فابتداءً فتحوا مطار صنعاء من خلال تسيير 14 رحلة جوية من إيران إلى اليمن تحمل المقاتلين والسلاح والأموال للحوثيين، وبعدها سلموا ميناء الحديدة بالكامل للإيرانيين لإدارته وجعله منفذاً للأسلحة الإيرانية والمقاتلين، وقد رصد المهتمون بالشأن اليمني وصول دبابات ومدرعات إيرانية عبر هذا الميناء الواقع على البحر الأحمر.
تدفق الأسلحة وبالذات المعدات العسكرية الثقيلة من دبابات ومدرعات وصواريخ المصاحبة لعشرات الآلاف من المقاتلين الإيرانيين والمرتزقة من الطائفيين شجع الحوثيين على التجاوز أكثر واستعراض جرائمهم الإرهابية وتحرشهم بالدول المجاورة، فبدؤوا بإجراء مناورات عسكرية في شمال اليمن بالقرب من الحدود مع المملكة العربية السعودية، وهذه المناورات -بحسب نظرة الخبراء الإستراتيجيين- إجراء استفزازي للممكة ودول الخليج العربية، وهدفه إظهار الحوثيين وحلفائهم من فلول علي صالح وداعميهم الإيرانيين على أنهم قادرون على تحدي الدول الإقليمية، وأنهم قادرون عسكرياً على تحدي القوة العسكرية الأولى في المنطقة، والهدف أن يكون لهم مكان وموقع مهم في المباحثات التي يُعَدُّ لها سواء في مجلس التعاون الخليجي أو منظمة الأمم المتحدة لانتشال اليمن من الفوضى الشاملة التي أوقعتها به الحوثيون الذين يتساوون في الخطورة والتهديد للدول والشعوب مع الداعشيين وكل من يسعى لتدمير الدول العربية.