جاسر عبد العزيز الجاسر
يلتقي اليوم في الرياض وزراء خارجية دول مجلس التعاون ضمن اجتماعهم الدوري للمجلس الوزاري للمجلس.
الموضوع الرئيس لمباحثات وزراء خارجية دول المجلس سيكون الإعداد لجلسات حوار القوى السياسية اليمنية لإنهاء الوضع الشاذ في اليمن.
وهذا الموضوع لا يزال بين أخذ وجذب، فمع طلب اليمنيين جميعاً باستثناء الحوثيين وجماعة علي عبدالله صالح والأسرة الدولية والعربية باستثناء إيران، والاستجابة الجماعية لدول مجلس التعاون، إلا أن هناك ترددا وتلكؤا في الإعلان عن موعد بدء جلسات الحوار في الرياض، ولهذا فإن أهل اليمن والحريصين على أمن المنطقة من العرب يأملون أن يعلن وزراء خارجية دول مجلس التعاون عن موعد بدء حوار اليمنيين في الرياض تحت مظلة مجلس التعاون.
واليمنيون في آمالهم بالتئام ساستهم في الرياض لا يبنونها على أحلام واهية، فالمكان والجغرافيا والتاريخ ونوايا وأهداف من يرعون الحوار جميعها تبعث الأمل في نفوس اليمنيين الذين سئموا تلاعب الآخرين في مصيرهم، ولقد أيقنوا جميعاً بأن دول الخليج العربية ليست لها أطماع في اليمن، ولا يهمها إلا تحصين أمنها وألا يكون اليمن ممراً للنيل من أمنها ومن وجودها، خاصة وأن الأدوات والجهات التي أوصلت الأوضاع في اليمن إلى ما نراه من فوضى شاملة هي نفس الجهات الطامعة التي تستغل نفس الأدوات التي حققت عن طريقها ما تسعى إليه من بسط نفوذ وهيمنة على المنطقة العربية.
هذه الجهات التي لا تنفك عن الإعلان عن نفسها بكل وقاحة، فقد كشف علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني (الإصلاحي) حسن روحاني كشف هذا المستشار الإصلاحي بأن إيران اليوم أصبحت أمبراطورية كما كانت عبر التاريخ، وعاصمتها بغداد حالياً.
هذا مستشار روحاني الذي طبلت له (الميديا العالمية) وانجرفت خلفها بعض وسائل الإعلام العربية بأنه سيعدل من تطرف السياسة الإيرانية، فإذا بمستشاريه يبشرون بأمبراطورية فارسية تكون عاصمتها بغداد، والذي لا يعرف بعد هذا القول فعليه أن لا ينسى حلم الفرس بالعودة إلى عرش كسرى، ومكانه مدينة المدائن غير البعيدة عن بغداد سوى بضعة كيلومترات.
لتحقيق هذا المخطط الذي تجاوز الحلم والطموح ودخل مرحلة التنفيذ يعمل نظام ملالي إيران وعبر أذرعته العسكرية من المليشيات الطائفية وامتداداته السياسية عبر الأحزاب والسياسيين الذين يديرون الحكومات التي تحكم الدول العربية التي سقطت في دائرة النفوذ الإيراني، والذي يحدده مسؤول الأمن القومي الإيراني الأميرال علي شمخاني بأنه يقترب من تحقيق الطوق الأمني الإستراتيجي، فبعد الوصول إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط عبر الهيمنة على دولتي سوريا ولبنان، والسيطرة على مضيق هرمز والخليج العربي فإنهم يسعون للسيطرة على باب المندب للسيطرة على البحر الأحمر.
هكذا تكتمل عناصر فرض النفوذ الإيراني على المنطقة العربية وحصر المشرق العربي ضمن دائرة إستراتيجية إيرانية، وكل هذا يجري ويتم وبعض العرب غافلون بل ومنهم من يدعم هذا المخطط الإيراني.