وثقت دراسة تاريخية حديثة الآثار التي خلفها مؤسس الدولة السعودية الثالثة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، إلى جانب جهود رجاله المخلصين، على هذا الصعيد.
وأكد مؤلف الدراسة الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الحقيل أن ابن سعود تمكن -بتوفيق الله- من تحقيق ما يعد في عصره إلى اليوم معجزة، بأن «وحَّد السعودية في وقت تتفكك فيه إمبراطوريات وتتعرض العديد من الدول للتقسيم والتجزئة، مثلما تم من تقسيم البلاد العربية في اتفاقية ما يعرف بـ(سايس بيكو)».
وأضاف إلى ذلك بحسب الحقيل أن الراحل كذلك «جنب بلاده أخطار الحربين العالميتين الأولى والثانية عندما التزم جانب الحياد بين المعسكرين المتحاربين، كما عرف كيف ينتصر على الأجنبي ويخضعه لإرادته ولا يخضع هو لألاعيبه ومخاتلاته، ولا يدعه يرتع ويلعب وفق رغباته في موارد بلاده، وما اكتشاف النفط إلا شاهد على حسن نيته، فقد استقدم الخبراء الأجانب للبحث عن الماء لسقيا الحجاج وتوفير المياه لمزارع ومواشي أهل البادية الذين وطنهم ووفر لهم سبل الحياة الكريمة، فأثابه الله على عمله هذا باكتشاف كنوز الأرض».
واعتبر الباحث أن الغرض من كتابه في هذه الأيام بالذات، «تذكير من يعرف بالإرث الذي خلفه لنا الملك عبد العزيز، «فإن الذكرى تنفع المؤمنين»، وتعريف من لا يعرف -وما أكثرهم- بهذا الأرث وقيمته وحجمه وأهميته، وصولاً لحفز الهمم وإثارة الغيرة الوطنية لدى المواطن السعودي بشكل عام ولدى الشباب والشابات والطلاب والطالبات بشكل خاص، ليعرفوا قيمة ذلك الإرث ويعرفوا متطلبات المحافظة عليه».
وفي وقت أثنى فيه المقدمان المفتي العام للمملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ورجل الدولة الراحل الدكتور عبد العزيز الخويطر على الكتاب، ضمّنه الباحث أربعة فصول، كان الأول عن الحالة السياسة والأمنية في بلاده قبل توحيدها من جانب المؤسس الملك عبد العزيز، والثاني عن الأسباب التي رآها الكاتب أعانت الراحل في تحقيق «منجزات ومكاسب وطنية للمملكة في شتى الميادين».
أما الفصل الثالث، فخصصه الباحث للإجابة عن السؤال الذي كان هو عنوان الكتاب حول «كيف نحافظ على الإرث الذي خلفه لنا الملك عبد العزيز»، وفي ذلك الفصل حدد متطلبات عدة، اعتبر الوعي بها ضرورياً. فيما ضمّن فصله الأخير، أقوالاً منتقاة للملك عبد العزيز، وشهادات بعض الشخصيات التاريخية والفكرية والأجنبية التي شهدت له أو كتبت عنه أو تحدثت عنه بانبهار.