كتب - سلطان الحارثي:

غاب نجما الفريق الهلالي نواف العابد وسالم الدوسري عن اللقاء الماضي الذي جمع الفريق الأزرق بنظيره الأهلي، ذلك اللقاء الذي قدم من خلاله الهلال نفسه بصورة مختلفة عن المباريات الماضية، وقدم شوطا أول من أفضل الأشواط التي قدمها الفريق الهلالي منذ ما يقارب الثلاثة أعوام، حيث حضرت روح اللاعبين بصورة كبيرة، وقدموا أداء جبارا، وكانت العزيمة والإصرار حاضرة لكسب اللقاء، وعلى الرغم من أن الشوط الثاني اختلف كليا عن الشوط الأول، إلا أن الرسالة التي قُدمت في المباراة لنواف العابد وسالم الدوسري كافية في نظر الجمهور عن الفوز.

تلك الرسالة التي أكدت أنه لا أحد فوق الهلال، ومتى ما احتاج الهلال لرحيل لاعب فاللاعب هو الخاسر الأكبر، والهلال لن يقف على لاعب لا يؤدي المطلوب منه، ولن يقف على لاعب لا يقدر شعار ناديه، ولن يقف على لاعب غير منضبط، وبالإمكان الاستغناء عنه في أي لحظة، ولن يتأثر الهلال، ولعل في مباراته مع الأهلي خير شاهد، فاللاعبون الحاضرون في المباراة أدوا ما عليهم، ولم يشعر المتابع الرياضي بغياب نواف وسالم رغم أنهما كانا نجمين كبيرين، ولكنهما مرا بانخفاض مستوى، وكل ما نتمناه هو عودتهما للنجومية، وذلك لمصلحة عامة تستدعي عدم غيابهما..!

هذه الرسالة، ليست مقتصرة على نواف وسالم، بل هي شاملة لكل اللاعبين، وهنالك أسماء في الهلال بالتأكيد أنها تحتاج لمثل هذه الرسالة وعلى رأسهم ناصر الشمراني الذي يمر بحالة عدم اتزان، ومنذ فترة طويلة وهو على هذه الحالة، فالفرص التي كان ينتهزها ناصر ويسجل من خلالها أصعب الأهداف لم تعد تُرى، وأصبح اللاعب ثقيل، والواضح أنه مشتت ويعاني من عدم التركيز، كما أن هذه الرسالة يجب أن تصل إلى ياسر الشهراني الذي كان أحد نجوم الفريق والمنتخب السعودي، ولكنه في الفترة الأخيرة أصبح مجرد لاعب مكمل عدد، لا يغطي الدفاع، ولا يساند الهجوم كما ينبغي، وأعتقد بأن هذا الأمر لا يليق في الشهراني الذي يجب أن يعيد حساباته من جديد!

بقي أن نشد على أيدي أعضاء الشرف حينما قالوا في اجتماعهم الأخير باللاعبين: خذلتم إدارتكم وجماهيركم ولن يكون هناك نجم بعد الآن، فالوضع تغير وتقييمكم في نهاية الموسم»، كما نشد ونؤيد تصريح الأمير أحمد بن سلطان حينما قال: «من يريد الهلال سنضعه في أعيننا، ومن لا يريد الهلال الباب يفوّت جمل، فالهلال أكبر من أي نجم»، فمثل هذه التصريحات متى طبقت فعليا هي التي ستعيد الزعيم لمنصات الذهب، فلاعبو الهلال في المرحلة الماضية لم يكونوا في كامل تركيزهم، وقل عطاؤهم بشكل كبير، ولذلك كانوا يحتاجون إلى مثل هذه القرصة التي أعتقد بأن أعضاء الشرف والرئيس الجديد سيطبقها على اللاعبين المقصرين.