سعد السعود
طريق النجاح يبدأ بخطوة.. هكذا نسمعها كل مرّة.. لكن للأسف في كل مرة تكسر الجرّة.. ثم نعاود في آسيا الكرّة.. وذات النتيجة المُرّة.. لا جديد سوى المزيد من الحسّرة.. ولا أدري كيف يمكن لنا أن نتوقع المسرّة.. ونحن نسلك ذات الطريق وبنفس الأدوات في منافساتنا الكروية.. هل يمكن أن يستزرع النجاح من بذور الخيبة؟! وهل يعقل أن تمطر البطولات ونحن لا نملك غيم عمل ولا حتى رياح جدية؟!.
نسخة آسيوية جديدة.. تنطلق هذا اليوم.. والآمال رغم الآلام معقودة.. لكن الآمال وحدها لا تصنع مجداً.. ولا حتى تنير لفرقنا درباً.. إن لم يكن هناك إدارة تتغلب على الصعوبات.. ومدرب فني يملك القدرة على قراءة المباريات.. ولاعبون بل محاربون ليس في قاموسهم سوى عبارتين: إما البحث عن الانتصار أو عدم الانصياع للانكسار.. لذا من يملك من الشباب والنصر والهلال والأهلي روح المنافسة.. هو من سيصل بعيداً في تلك البطولة النفيسة.. أما من ينتظر الحظ فالحظ لا يأتي للأغبياء.. لأنه ببساطة يمكن أن تفلح بمباراة بخطأ تحكيمي أو حتى بكرة طائشة.. لكن المشوار الطويل يحتاج لأكثر من كلمة يرميها العاجزون عندما يغرقون في بحر الفشل.
- الشباب.. يلتقي العين اليوم هناك في الإمارات.. وبظني حتى من أصابه الرمد يرى ما يعانيه الليث فنياً في كل اللقاءات.. يكفي أن مرماه استقبل من الفتح وهجر بآخر مباراتين 6 أهداف لندرك ما أصاب الفريق دفاعياً من مأساة.. وليس سراً أنه حالياً أقل الفرق السعودية المشاركة قوة وبأساً.. فكيف سيكون حاله مع العين متصدر الدوري مناصفة مع الجزيرة هناك؟! وحدها العزيمة والروح والقتال، هي ما يمكن أن يتغلب على المحال.. وتجارب ليثاوية سابقة تبعث على الأمل بأنه متى ما زادت جراح الليث وتوقع منافسوه سقوطه وثب وافترس.. المهم فقط رتق ثقوب الدفاع.. ومعالجة مركز الحراسة الذي أصاب محبي الليث بالصداع.
- النصر.. يلتقي بونيودكور هنا في الرياض.. ولا أخال متابعا للدوري السعودي يشك للحظة أن النصر هو الأفضل محلياً.. يكفي أن نقول إنه متصدر للدوري وبفارق 8 نقاط عن أقرب منافسيه لندرك حجم ما يتمتع فيه الفريق من قوة.. وأعتقد عطفاً على قوة النصر وما يملكه من أدوات.. وضعف المنافس لعدم بدء الدوري الأوزبكي وشح المباريات.. فإنَّ النتيجة - بإذن الله - ستكون صفراء تسر النصراويين.. المهم فقط عدم الإفراط بالثقة.. وأن يحضر مدرج الشمس ويردد كما اعتاد: الهمة الهمة.. والموعد يا نصرنا القمة.
- الهلال.. وينازل غداً في العاصمة الرياض لوكوموتيف طشقند.. ولا يبدو حال الهلاليين بعيداً عن الشباب.. فتتالي الضربات.. من خسارة آسيا ثم كأس سمو ولي العهد وما قدمه الفريق بالدوري من خيبات.. جعلت الفريق أشبه بمن يترنح بالخطوات.. ليعلن رئيسه الاستقالة.. ويلحقه المدرب بالإقالة.. وعلى الرغم من كل هذه الظروف لكن ما يجعل المشجع الهلالي متفائلاً هو ما قدمه فريقه أمام الأهلي في جدة وخصوصا في الشوط الأول.. علاوة على أن المنافس وعطفاً على مشاركاته المحدودة بالقارة فلن يكون خصماً قوياً.. لكن الأهم من ذلك هو نفض الفريق لغبار الكسل.. ومعالجة الحال النفسية للاعبين.. ليعود الهلال للركض أكثر قوة مما كان.
- الأهلي.. ويواجه الأهلي الإماراتي خارج الحدود.. الفريق نفسياً بأحسن حال.. وفنياً هو الأفضل مع النصر في كل مجال.. لكن ما أخشاه على القلعة هو الإرهاق.. فالفريق لم يجد وقتاً لكي يلتقط أنفاسه مع تتالي المواجهات واختلاف المنافسات.. لتغزو جسد الفريق الإصابات.. لكن يحسب للفريق أنه لم ينحنِ للخسارة في أي لقاء في كل البطولات.. ولذلك وعلى الرغم من شده الرحال ولعبه بعيداً عن الجوهرة.. إلا أن ثقة المجانين في فريقهم عالية.. فإضافة لما يملكه من ثقة رسختها المباريات السابقة.. إضافة لذلك لا يبدو المنافس الإماراتي بالخصم العنيد.. فما يقدمه هذا الموسم ليس كسابقه.. ولذا استقر به المقام في الترتيب السادس وفقد الكثير من بريقه.
اللعبة أصبحت جزءاً من التحكيم!!
في كل دوريات العالم.. أفضل الحكام أقلهم أخطاءً.. إلا لدينا فالحكم الذي تسند إليه المباريات ويكافأ بإدارتها بل ويرشح للتحكيم الخارجي.. هو الحكم الأكثر أخطاءً والمتحكم في ذلك هو مدى قربك من اللجنة من عدمه.. وليس أدل من اقتصار المرداسي على قيادة 7 مباريات في 16 جولة على الرغم من تفوقه آسيويا.. في حين أن حكاماً مثل مرعي والعمري والقرني والحنفوش ممن أثبتوا فشلهم تم تكليفهم بمباريات أكثر لإدارتها.
ولذا فأصدق ما قيل عمّا وصل له حال التحكيم لدينا هو: كانت أخطاء الحكام جزءا من اللعبة.. فأصبحت اللعبة جزءاً من أخطاء التحكيم.
شكراً جمهور الاتحاد
في كل مرة يثبت هذا المدرج علو كعبه.. ذات مساء ردد محبوه طلع البدر علينا.. وخلال مباريات الأسبوع الماضي تزين مدرج الجوهرة بتيفو: حبيبي يا رسول الله.. فهل أجمل من هكذا رسالة يحملها مدرج؟ شكراً لكل من أخرج تلك اللوحة الفريدة.