ناهد باشطح
فاصلة:
«الخوف يصنع أجنحة للنعال».
- حكمة عالمية -
عندما نكبر نعتقد اننا لا نخاف كما الأطفال حينما يرتكبون خطأ ما فيخافون عقوبتنا في الدرجة الأولى، لأننا بالنسبة لهم نمثل العالم بأسره وما نصدّره لهم من قيم تحتل الدرجة الأولى في معايير تشكيل وجدانهم الصغير.
لكننا نكتشف اننا نكبر وتكبر مخاوفنا معنا بشكل ليته يشابه الصغار، بل يتخطّاه إلى تأثير سلبي في قراراتنا الحياتية والمستقبلية.
قد يطل الخوف بوجهه المخيف، وقد يختبئ في اعماقنا لكنه يظهر بصورة قلق يجعلنا نفقد الاستمتاع بتحقيق أهدافنا، بل وربما نفقد خارطة الطريق إليها.
أبشع ما يمكن أن نراه إن كنا نتمتع بانسانية لا مشروطة خوف الضعيف من العقوبة والذي يظهر في عيون الموظف أو العامل البسيط ان أخطأ، وقتها يصغر العالم في عيوننا لنتساءل إلى أي مدى يفقد الإنسان أمنه لمجرد خوفه من العقوبة التي ربما لا تتجاوز العتب أو بضع كلمات توجيه، لكنه الخوف الذي يجعل القلق يضخم كل شيء سلبي.
واقسى الخوف ما يجعلنا نرضخ ونتنازل عن رغباتنا، بل وربما لا نعبر عن ذواتنا حتى لا نفقد من نحب في العلاقات الأسرية أو الوالدية أو الإنسانية بشكل عام.
وهو خوف قاس لأننا لا نعترف به، بل نبعد الفكرة عن الاعتراف بها حتى لأنفسنا، وهذا ما يجعل العلاقات غير صحيّة حيث يفسد الخوف الشعور بالأمان وتتجه العلاقة إلى أن أحد أطرافها يعاني من الضغط النفسي والمحاولة الدائمة لارضاء الآخر، وتصبح العلاقة مصدر توتر أكثر من تحقيقها للرضا النفسي واشباعها للاحتياجات المختلفة.
الخوف يحتاج إلى مواجهة، يحتاج ان تمسك ورقة وقلماً وتكتب مخاوفك في العمل، والعلاقات، والحياة بمجملها وسوف تفاجئك القائمة، وسوف يفاجئك إلى أي مدى نستعمل كلمة أخاف في حديثنا وحواراتنا مع الاخرين دون ادراك بأثرها في أعماقنا، ولاشيء افضل من وعينا تجاه مخاوفنا للتخلص منها وادراك انها مثل خيال المآتة التي تجعلنا مثل الطيور لا نقترب مما نحب ومما نريد.